spot_img
المزيد

    مريم بنت عيسى الزدجالية..  رحلة مستمرة نحو العطاء

    spot_img

    هنّ _ خاص

    عندما نتحدث عن العطاء لا بد أن نقف أمام شخصية استثنائية أحدثت من خلال عملها الإنساني ورؤيتها الفريدة تحولًا في ثقافة وحجم العمل الخيري في سلطنة عمان. إنها مريم بنت عيسى الزدجالية، الغنية عن التعريف.. مؤسسة ورئيسة مجلس إدارة جمعية دار العطاء منذ العام 2002، عضو مجلس الدولة سابقا، تم تكريمها ومنحها وسام الإشادة السلطانية من الدرجة الثانية.

    عندما نلقي نظرة على مسيرة عمل مريم بنت عيسى الزدجالية، ندرك أنها تمثل قصة نجاح حقيقية في عالم العمل الخيري والعطاء. مريم ليست مجرد فاعلة خير، بل هي رائدة في تغيير الواقع الاجتماعي في سلطنة عمان من خلال جمعية دار العطاء التي تمد يدها لمساعدة وتمكين كل محتاج في عُمان، وتتجاوز أذرع الخير لديها الجغرافية العمانية إلى دول أخرى عبر برنامج إدارة الكوارث.

    خلال تدشين دار العطاء في العام 2007

    بداية الرحلة

    بدأت مريم رحلتها في عام 2002، حينما أطلقت مع مجموعة من صديقاتها فكرة حسنة وهي أن تتبنى كل واحدة منهن أسرة محتاجة وتقدم الدعم المالي والاجتماعي لها وتغير حياة الاسرة من خلال تمكينها والاعتماد على نفسها. كانت هذه الفكرة هي البذرة الأولى التي نمت لتصبح جمعية دار العطاء التي أشهرت في العام 2006 من قبل وزارة التنمية الاجتماعية.

    جسدت هذه الخطوة الأولى مدى قوة العمل الجماعي والتأثير الإيجابي الذي يمكن أن يحدث عندما يتعاون الناس من أجل هدف مشترك، ومن خلال أول منزل بنته مريم مع صديقاتها لعائلة محتاجة كما تقول فُتح باب للعطاء وتحول البيت إلى بيوت، وبمرور الوقت نمت الجمعية لتصبح مؤسسة قوية وفاعلة في المجتمع.

    زيارتها لحي العطاء 2023

    سر نجاح دار العطاء

    تقول مريم أن السر وراء نجاح جمعية دار العطاء ونموها المستمر يعود إلى ثلاثة عوامل أساسية. أولاً، وحدة وتفاهم وتجانس أعضاء مجلس الإدارة حيث يتفق أعضاؤه على رؤية مشتركة. ثانيًا، يسهم الكادر المؤهل من الموظفين الكفوئين في تنفيذ الخطط والبرامج بفعالية و حب وشغف. وأخيرًا، والأهم كما تشدد “التوفيق من الله”، وهذا يأتي بسبب الإخلاص والأمانة في العمل حيث تتجلى القيم الأخلاقية في دار العطاء من خلال الالتزام بالشفافية، والمصداقية، والإخلاص في تحقيق الأهداف الإنسانية.

    الجمعية اليوم حاصلة على شهادتي الايزو في الإدارة والبيئة بجدارة وأعدت حوكمتها في سنة 2018 مع مركز عمان للحوكمة و الاستدامة، كما أنها نجحت في مواكبة التطور التقني من خلال إنشاء أول تطبيق خيري في سلطنة عمان.

    من تدشين محميات البيوت الخضراء في ولاية إبراء

    البيت أصبح بيوت

    برنامج “مسكني مأمني” هو إحدى برامج جمعية دار العطاء الذي تقوم فيه ببناء المنازل أو صيانتها. تقول مريم: “وراء كل منزل قصة وحكاية كانت نهايتها سعيدة. والمنزل الأول الذي تم بناؤه في العام 2002 بجهود أربع صديقات كان البداية لمئات المنازل التي تسليمها حتى اليوم، في حين تعكف الجمعية اليوم على بناء أكبر مجمع سكني (حي العطاء) للأسر المتضررة من اعصار شاهين وفق المعايير العالمية الحديثة وهو ما يوفر الديمومة للعمل الخيري”.

    وتضيف: نظرتي إلى الأعمال الخيرية ليست آنية أو مؤقتة، بل يجب أن تكون هذه الأعمال مبنية على أسس تجعل من الأسر التي نقوم بمساعدتها أن تصبح قادرة على الاعتماد على نفسها، فبعد ان نقدم الدعم للأسر المحتاجة نبدأ بدراسة أوضاعها ومن ثم نبدأ باتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل الأخذ بيدها وتوفير الدراسة للأبناء من ذكور وإناث إن كانوا في سن الدراسة، أو العمل من أجل تأمين العمل بشتى الوسائل بحيث يصبح هذا الشخص قادرا على توفير مستلزمات الحياة اليومية.

    ومن هنا فإن البرامج في جمعية دار العطاء متنوعة لتشمل كل محتاج وتغطي كافة الجوانب فالجمعية لديها برنامج “تمكين” للأسر المعسرة، “مسكني مأمني”، رعاية الطلبة ، و رعاية الأسر ، وبرنامج الإغاثة من الكوارث، وبرنامج القيم الإسلامية، هيا نقرأ، فضلا عن البرامج والحملات مثل: حملة شهر رمضان المبارك ، وإفطار صائم و توفير الذبائح في الأعياد ومعرض العطاء الذي شارك به أكثر من 400 مشترك. والعديد غيرها من البرامج الأخرى.

    خلال حملة إغاثة في بنجلاديش

    الإغاثة من الكوارث

    تؤكد مريم أن عمل الخير لا يجب أن يتوقف عند حدود المجتمع المحلي، ومن هنا فإن جهودها أثمرت عن برنامج إدارة الكوارث الذي يمد يد المساعدة للأخوة الأشقاء في الدول العربية والإسلامية والعالم بالتعاون مع الهيئة العمانية للأعمال الخيرية، لأننا نؤمن بأن سلطنة عمان هي جزء من العالم وأننا كشعب عماني نشعر بما يشعر به الآخرون بوقت الأزمات.

    على سبيل المثال: حمله (معا من اجلك فلسطين) لإغاثة إخواننا في غزة، وحملة (ألم وأمل) لإغاثة المتضررين من الزلزال في تركيا و سوريا، وغيرها الكثير.

    تسلمها لوسام الإشادة السلطانية

    القوة الحقيقية

    أثبتت مريم الزدجالية أن الخير والعطاء يمكن أن يكونا قوة حقيقية تسهم في تحسين حياة الناس وتغيير مجتمع بأسره. لقد برهنت ذلك من خلال رحلة عطاء تجاوز عمرها العشرون عاماً، ولا زالت مستمرة بتفاني كبير ورؤية فريدة ومواكبة مدهشة للتطور، وفهم عميق لمعنى الديمومة في العطاء. لذلك فإنها ستظل دائماً نموذجًا للإلهام والتحفيز. ويستمر العطاء…

    انشر على السوشيال
    تاجز
    spot_img

    الأكثر قراءة

    العارضة “ثريا محمود”: جمال وموهبة يلفتان الأنظار

    تعد ثريا محمود من الشابات الجميلات اللواتي يقدمن محتوى مميزاً على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تعمل كموديل مع خبيرات التجميل ومصممات الأزياء العمانيات.

    الفرق بين اللوس باودر والكومباكت باودر مع خبيرة التجميل ابتسام الفليتية

    تُعتبر اللوس باودر والكومباكت باودر من أهم أدوات التجميل التي تساعد على إطالة ثبات المكياج وتحسين مظهر البشرة. سنتعرف في هذا الموضوع على الفرق...

    “دي جي” حبيبة راشد.. مبدعة تشعل أجواء الحفلات  

    هنّ _ خاص حبيبة راشد امرأة عمانية متعددة المواهب والتخصصات، تعمل كمنسقة أغاني في الحفلات وبلوجر وفاشينيستا وهي أيضا ممرضة. إنها فنانة موهوبة متعددة المهارات،...
    spot_img

    المزيد

    ترك الرد

    من فضلك ادخل تعليقك
    من فضلك ادخل اسمك هنا