خاص- هن
في عالم يُعرّف الجمال غالبًا بالمعايير الخارجية، يُقدّم المثل القديم “المرأة السعيدة هي امرأة جميلة” منظورًا مُنعشًا وعميقًا. يستكشف هذا المقال مع مدربة الحياة الأردنية رزان كيلاني العلاقة الجوهرية بين السعادة والجمال، وكيف تُضفي الرضا، والثقة بالنفس، والإيجابية جاذبية لا يمكن إنكارها.
علم السعادة والجمال:
من منظور بيولوجي: تشير الدراسات إلى أن السعادة يمكن أن تؤثر على المظهر الجسدي. على سبيل المثال، الابتسامة الصادقة تنشط العضلات التي ترفع الوجه طبيعيًا، مما يجعل الشخص يبدو أصغر سناً وأكثر إشراقًا.
التأثير النفسي: غالبًا ما يؤدي الرضا إلى تقليل التوتر، الذي بدوره يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية على صحة الجلد، مما يقلل من مشاكل مثل حب الشباب أو التجاعيد.
تحول في تصورات الجمال الثقافية:
تغير مثاليات الجمال: هناك حركة متنامية تنادي بجمال الداخل، حيث يتحول التركيز من الصفات الجسدية إلى الصفات التي تجعل الشخص جذابًا بطبيعته، مثل الفرح، واللطف، والثقة.
تأثير وسائل الإعلام والقدوات: المشاهير والمؤثرين الذين يُؤكدون على الأصالة والسعادة على حساب الكمال يعيدون تشكيل كيفية إدراك الجمال في المجتمع.
*نصائح عملية للشعور بالسعادة:
• روتين العناية بالنفس: مراعاة أهمية الرفاهية العقلية والجسدية كأساس للسعادة، كممارسة هواية محببة أو العمل في مجال يحقق ذاتك وقيمك العليا وأهدافك في الحياة.
• التأمل والتفكير الإيجابي: التفكر والتأمل الحكيم لبناء عقلية إيجابية، تنير داخلك وتنعكس على مظهرك الخارجي.
• المجتمع والعلاقات: الاهتمام بالعلاقات الداعمة في تعزيز السعادة الشخصية التي تظهر جمالك الداخلي.
كما ويتحدى مفهوم المرأة السعيدة هي امرأة جميلة المعايير التقليدية للجمال ويعيد تعريفها. كما يُمكِّن الأفراد من إيجاد الجمال في سعادتهم، وثقتهم بأنفسهم، ورضاهم عن حياتهم، مما يؤدي إلى فهم أكثر شمولية وتكاملاً للجمال.
هناك جانب أساسي غالبًا ما يتم تجاهله في مناقشات الجمال هو التأثير العميق للثقة بالنفس والحب الذاتي. يمكن لهذه الصفات الداخلية أن تحول هالة المرأة، مما يجعلها تبدو أكثر إشراقًا وجمالًا، حتى مع القليل من المكياج أو بدونه.
• الثقة بالنفس كمُحسِّن للجمال: غالبًا ما يُقال إن الثقة هي أفضل ما يمكن أن ترتديه المرأة. ليس الأمر مجرد المظهر الجسدي، بل طريقة تصرف المرأة، ورقيها، والثقة التيتبثها. يمكن أن تجعل هذه الثقة حتى أبسط المظاهر تبدو أنيقة وجذابة. المرأة التي تشعر بالراحة في بشرتها وتحتضن ميزاتها وشخصيتها الفريدة غالبًا ما تتألق أكثر من أي تحسين تجميلي.
• الحب الذاتي وانعكاسه على الخارج: الحب الذاتي هو رحلة تتجاوز جمال البشرة. عندما تقدر المرأة نفسها، ينعكس ذلك في اختياراتها، بما في ذلك كيف تقدم نفسها للعالم. يغذي هذا الحب الذاتي نوعًا من الجمال الجوهري غير المعتمد على التقدير الخارجي. يتعلق الأمر بمعرفة قيمتك، وتقبل عيوبك، والشعور بالجمال، وهو ما يجعل المرء يبدو جميلًا للآخرين.
• المكياج البسيط والجمال الطبيعي: في سياق المكياج، يمكّن الحب الذاتي والثقة النساء من الشعور بالراحة مع المكياج البسيط. هناك تقدير متزايد لنهج “الأقل هو الأكثر” في الجمال، حيث يتركز التركيز على تعزيز الميزات الطبيعية بدلاً من إخفائها. هذا النهج لا يبسط روتين الجمال فحسب، بل يتماشى أيضًا مع فكرة الجمال الأصيل – وهي الاحتفال واحترام الذات الطبيعية.
أحببت في هذا المقال أن أبث رسالة داعمة للنساء في زمن بات المجتمع فيه يفرض في كثير من الأحيان معايير جمال غير واقعية تحفز النساء على إيجاد الجمال خارجهن بدلاً من داخل أنفسهن والتعبير عنه بطرق تتوافق مع من هن، بدلاً من التوافق مع التوقعات الخارجية.
كوتش رزان كيلاني: مدربة معتمدة من الاتحاد الدولي للتدريب (ICF) ومدربة ذكاء عاطفي منذ ٢٠١٠.
