هنّ _ خاص
شاركت الفنانة التشكيلية طاهرة فدا مؤخرا في معرض مشترك مع كبار الفنانين المعاصرين في عُمان حمل عنوان “بين الأصدقاء” إلى جانب ٢٤ فناناً تشكيلياً في فندق دبل تري هيلتون القرم.
قدمت طاهرة في المعرض لوحتين من مجموعتها “في حضرة الصمت” وللحديث عن فكرة هذين العملين ومن أين استوحتها تقول طاهرة : قصتي مع مجموعة (في حضرة الصمت) بدأت من قصيدة للإمام علي بن أبي طالب يقول مطلعها:
دَواؤُكَ فيكَ وَما تُبصِرُ
وَدَاؤُكَ مِنكَ وَما تَشعُرُ
أَتَزعُمُ أَنَّكَ جُرمٌ صَغير
وَفيكَ اِنطَوى العالَمُ الأَكبَرُ
فَأَنتَ الكِتابُ المُبينُ الَّذي
بِأَحرُفِهِ يَظهَرُ المُضَمَرُ
تضيف: كنت أستمع إلى شرح لهذه العبارة وأفكر في معنى هذه الأبيات، وبدأت أطرح على نفسي أسئلة وجودية عن سبب وجودنا في الحياة، وماهي الحياة؟ وهل الكون مسخر للإنسان؟ إذا كان كذلك فما هو دور الإنسان؟ وكيف أقوم بهذا الدور بشكل السليم؟ وهل أنا الكتاب المبين!؟ واسئلة لا تنتهي كانت تعصف بي وتحرمني من النوم الهادئ المريح.
تضيف: غالياً إن هذه الأسئلة قد تكون مرت على كل البشر منذ سن صغير في العمر، لكن لماذا أود البحث عنها بشكل معمق ولم أكتف بعبارة (يلا عايشين) ؟.. وهكذا بدأت رحلة البحث ومنها انطلقت لكتب ومحاضرات عن الفلسفة وبالأخص الفلسفة الوجودية.
وتتابع: يقول سارتر أحد رواد الفلسفة الوجودية “عرفنا كل شيء في الحياة إلا كيف نعيشها”! فالعلامة الطبطبائي وصدر المتألهين لهم مؤلفات عن فلسفة الوجود: المفهوم الفلسفي للعالم، سؤال البدايات والنهايات، من أين وإلى أين؟، لا أنكر أني في بداية المشوار الفلسفي هذا ولا زلت بحاجة للبحث والقراءة.
ولكن كيف تحول هذا البحث إلى فن؟
وعن كيفية تحول هذا البحث إلى فن، قالت طاهرة إن العلاقة بين الفن والفلسفة قديمة وأصيلة، وأن الفنان ينقل أفكاره ومعتقداته بصور مرئية. وأشارت إلى أن إنتاج هذه المجموعة لم يكن مخططًا له، بل فرضت الأفكار نفسها عليها، وكانت تجد نفسها تعمل على اللوحات بشكل لا إرادي..
تقول طاهرة : الإجابة على سؤال كيف يتحول البحث إلى فن بسيطة، حيث إن علاقة الفن مع الفلسفة هي علاقة قديمة وأصيلة، و الفنان عبارة عن ناقل لأفكاره ومعتقداته بصورة مرئية، وأكون صريحة إن قلت أنني لم اخطط لإنتاج هذا المجموعة لكن هي من فرضت نفسها. أي بمعنى أننى كنت أنسحب للمرسم وأنتج الأعمال الفنية بشكل لا إرادي والأفكار هي التي تقودني لها.
ألوان نارية
تميزت الألوان في اللوحتين التي عرضتهما طاهرة بأنها نارية وعن سبب اختيارها لها تقول: اخترت الألوان من الدائرة النارية في اللوحة الأولى لأن المشاعر هي التي تتحدث في حالة الصمت ولغة الجسد هي المسيطرة على التفاعل غير اللفظي.
أما اللوحة الثانية فالألوان فيها حكمة و حنكة أكبر لسيطرة اللون الازرق على الأسطح في حالة سكون الروح.
وتضيف: اختياري للألوان كان عشوائي مدروس وموزون وهكذا بدأت بالمجموعة ومستمرة إلى الآن. أما مسمى الأعمال الفنية فجاء بسبب حالة الصمت القوي التي سيطرت علي وأنا في حالة عصف الأفكار والغموض يحيط بي من كل مكان.
وتختم حديثها: لدي الكثير لأقدمه وغالباُ فإن عنوان المجموعة سيكون مختلفاً في معرضي الشخصي القادم بإذن الله.
حساب الانستغرام:tahira_fida_artist