هنّ _ خاص
امرأة عمانية متميزة وناشطة في مجال التطوع والأعمال الخيرية. تحمل درجة الماجستير في القيادة الاستراتيجية، وقد عملت في عدة جهات مختلفة قبل أن تجد شغفها الحقيقي في إحدى الجهات الخيرية، إنها عزة بنت إبراهيم المقبالية التي تمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات في ميدان الأعمال التطوعية، حيث شاركت بنشاط في الأعمال التطوعية خلال إعصاري جونو وشاهين، ولها دور فاعل في تقديم الدعم والمساعدة للفئات المحتاجة من الأرامل والأيتام والفقراء.
عزة ليست فقط ناشطة في ميدان التطوع والأعمال الخيرية، بل هي أيضًا سفيرة في حملة “نحن معك للصحة النفسية” وعضو رئيسي في الرابطة العمانية لزراعة الأعضاء. تحمل عزة إيمانًا راسخًا بأهمية التطوع والمشاركة الفعالة في ميدان الأعمال الاجتماعية، حيث تعتقد أن التطوع يحتاج إلى أمثلة حية تقدم القدوة بأفعالهم أكثر من الأقوال.
دور بارز للمرأة العمانية
تعتز عزة بمشاركة النساء العمانيات في المجالات الاجتماعية والإنسانية، حيث يسهمن بفعالية في تلبية احتياجات المجتمع في الأوقات الصعبة مثل جائحة كورونا والأعاصير وحملات التبرع بالدم والصحة النفسية وزراعة الأعضاء، بالإضافة إلى مساعدة السجناء وأسرهم. المرأة العُمانية كانت حاضرة في الميادين لتلبية نداء الواجب.
تقول عزة: “الرسالة التي أريد أن أقدمها هي أن يعلم العالم أن المرأة العمانية قادرة على البذل والعطاء، وهي مقدامة ومثابرة ومحبة لعمل الخير وقدوتنا في ذلك السيدة الجليلة أم الوطن“.
من هنا بدأ حب الخير
تضيف عزة: بدأت شغفي بالعمل التطوعي في سنوات دراستي الابتدائية، حيث كانت فكرة العمل الخيري تلوح أمامي بوضوح. كنت دائمًا أتطوع في بعض الأنشطة المدرسية وأقدم المساعدة للزملاء الطلاب الذين كانوا في حاجة. بدأت أيضًا مبادرات شخصية صغيرة منذ الصغر، حيث قادني شغفي إلى تنظيف المناطق المحيطة وزراعة الأشجار ورعايتها وحتى صبغ الحجارة المحيطة بالمدرسة، وكان إكمال دراستي الجامعية نقطة تحول فارقة في حياتي، حيث تمكنت من خلاله من إثبات وجودي كامرأة فاعلة في المجتمع، لذا فاني أعده الإنجاز الأكبر لي خاصة بعد انقطاعي عن الدراسة لسنوات نظراً لبعض الظروف العائلية.
قدوتي في الحياة هما والدي، إنهما مصدر إلهامي الأساسي، حيث زرعوا في داخلي حب العطاء والإيثار ومساعدة المحتاجين. تعبر المقولة التي أتبعها عن قناعتي العميقة: “السعادة تكمن في العطاء”.
مواجهة التحديات
تحكي عزة عن كيفية مواجهتها للتحديات في مشوارها التطوعي فتقول: “حُبّي الشديد للتحدي والإصرار على تحقيق ما يدور في عمق وجداني وروحي يعدان من أبرز مصادر قوتي، ويشعر قلبي بالسعادة الفائقة عندما أحقق أهدافي، فأنا امرأة لا تعرف المستحيل. تأتي في هذا السياق مقولة الشاعر التي أستلهمها بقوة: “ومن لا يحب صعود الجبال.. يعش أبد الدهر بين الحفر.”
تضيف: رغم كثرة التحديات التي واجهتها في مسيرتي، إلا أن أكبرها بالنسبة لي كان عدم قبول المجتمع في البداية لمشاركة المرأة في الأعمال الميدانية، إلى أن أثبتنا نحن النساء العمانيات بكل اقتدار قدرتنا على العمل الميداني المتوافق مع طبيعة المرأة العمانية، ومع الالتزام بعاداتنا وتقاليدنا وقيمنا الأصيلة.
يداً بيد
نصيحتي للفتيات العمانيات هي أن الوطن لن يحقق التقدم والازدهار إلا بمشاركة النساء بفعالية. عليكن أن تعملن بجد واجتهاد لتحقيق أهدافكن، وعلمكن هو الأساس الذي يمكن أن يمهد الطريق نحو النجاح في أي ميدان.