هنَ _ خاص
كثيرا ما تسمع المرأة بإصابة، عدد من النساء الحوامل بمرض السكري المرتبط بالحمل، فإذا كنتِ مصابة حقا بسكري الحمل أثناء الحمل، فعادة ما يعود سكر الدم إلى مستواه المعتاد بعد الولادة بفترة قصيرة. ولكن إذا كنتِ مصابة بسكري الحمل، فأنتِ أكثر عرضة للإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وبلا شك ستحتاج إلى إجراء اختبار للتغيرات في نسبة السكر في الدم في كثير من الأحيان.
من ناحية أخرى ولعامة الناس، تعتبر التمارين جزءا مهما من الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني وعلاجه، وهو الشكل الشائع لمرض السكري الذي يظهر غالبا في منتصف العمر أو في وقت لاحق. وذلك خرجت دراسات طبية سابقة لتذكر بأن التمارين ليس لها نفس التأثير على سكري الحمل كما هو الحال لمرضى السريري النوع الثاني. ولكن، حتى لو كان هذا صحيحا، فبكل تأكيد لا تزال هناك أسباب تجعل النساء الحوامل يمارسن تمارين رياضية معتدلة، بما في ذلك صحتهن العامة والحفاظ على زيادة وزنهن ضمن الحدود الموصى بها.
الأهم من ذلك، هنالك تقديرات طبية تشير إلى أن ما يصل إلى أربعة عشر في المئة من النساء الحوامل في جميع أنحاء العالم يصبن بسكري الحمل، حيث ترتفع مستويات السكر في الدم بشكل كبير. والأحق أن يقال هنا، أنه أثناء الحمل، يتم تخزين المزيد من الدهون في جسمك، وتأخذ المزيد من السعرات الحرارية، وقد تحصل على تمارين أقل. كل هذه الأشياء يمكن أن تجعل مستويات السكر في الدم أعلى من المعتاد وربما تؤدي إلى الإصابة بسكري الحمل. ولكن مع نمو المشيمة، تصنع المزيد من الهرمونات. فيزداد خطر مقاومة الأنسولين. وهنا ندرك جميعا بأن البنكرياس الخاص بك قادرا على إنتاج المزيد من الأنسولين للتغلب على مقاومة الأنسولين. ولكن إذا لم تستطع إنتاج ما يكفي للتغلب على آثار هرمونات المشيمة، فقد تصاب بسكري الحمل.
مضاعفات عديدة
وهنا حتما، ينقل المرأة الحامل إلى منطقة تتطورفيها بعض المضاعفات، نذكر منها: الشعور بالتعب أكثر من المعتاد، ناهيك عن أعراض تنتهي بالإجهاض، إضافة إلى خطر الإصابة بمقدمات الارتعاج. اضافة إلى ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل. فيهدد حياة الشخص الحامل والجنين، بل وتزيد من أخطار إنجاب طفل كبير الحجم بشكل غير طبيعي، مما قد يتطلب ولادة قيصرية.
ولعل أهم ما قد أوجهه من رسالة من خلال هذا المقال، هو أن يعي المجتمع أننا بحاجة حقا إلى معرفة أفضل السبل للوقاية منه، وعلاجه، وتسهيل الأمر على المرضى، وكيفية منع المضاعفات الصحية طويلة المدى لكل من الوالدين وأطفالهم. خاصة وإن الكثير من الناس يتفاجأون من إصابتهم بسكري الحمل. مع أنه ليس عليك أن تكون لديك عوامل خطرة، كبعض الأمراض مثل -متلازمة المبيض وتكيساتها-. فهناك الكثير من الأشخاص الذين لا يأكلون بشكل صحي ولا يمارسون الرياضة ولا يصابون بسكري الحمل، والكثير أيضا من الأشخاص الذين يأكلون بشكل صحي ويمارسون الرياضة، ولكن لا يزالون يصابون بها! طبعا هذا لا يعني أنه لا يوجد شيء يمكنك القيام به. إن تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة سيقلل من مخاطرك، ولكنه ليس شيئا كليا أو لا شيء. بل هو -صح لي القول – مزيج من الحظ، وعوامل الخطر، والهرمونات، وسلوكياتك! بل إن نصح النساء بتناول الأطعمة الصحية وممارسة الرياضة وفقدان الوزن ليس بالأمر السهل دائما.
وفي حين أن هناك العديد من الأشياء التي يمكن للمرأة القيام بها لتقليل مخاطرها – تحقيق وزن صحي ونظام غذائي صحي أيضا – غالبا ما تكون هناك عوائق أمام الوصول إلى هذه الأهداف. فكيف يمكننا كمجتمع أو عائلة مساعدتهم على القيام بذلك؟ هذه بالتأكيد قضية تحتاج إلى التركيز عليها في المستقبل؟
إجراءات لا بد منها
ومهما يكن يجب على النساء إجراء تغييرات جذرية في عاداتهن الغذائية، وفي فترة زمنية قصيرة. كما يحتاجون أيضا إلى فحص نسبة السكر في الدم بوخز الإصبع أربع مرات على الأقل يوميا– مرة في الصباح بعد الصيام طوال الليل – ثم مرة أخرى بعد كل وجبة. ومن ثم إذا لم يكن هناك تحسن في مستويات السكر في الدم بعد حوالي أسبوعين، يجب أن يبدأن العلاج. جزما نعي جميعا أنه عمل شاق، لكن معظم النساء على استعداد للقيام به، من أجل أطفالهن!
ختاما، بمجرد أن تشرح للأم الآثار المترتبة على طفلها من سكري الحمل، فإن الأمر يختلف تماما عما إذا كان ذلك سيؤثر على صحتها. ففي النهاية، كان على تلك الأم أن تأخذ الدواء. ومع ذلك، فقد حافظت على التغييرات التي أدخلت على النظام الغذائي لها أثناء الحمل، وتمارس الرياضة، وبدأت في إنقاص الوزن. ومن ثم عاد السكر في دمها إلى طبيعته بعد ولادتها. فتلك الأم لم تكن تحب أن تفحص نفسها بإبرة عدة مرات كل يوم، لكنها لم تتردد. فالألم الذي ستسببه يستحق ذلك، خاصة وأنها تعرف إنها تفعل ذلك من أجل طفلها.
د. يوسف بن علي الملا
طبيب – مبتكر وكاتب طبي.