يشعر الكثير من الناس بالسعادة عند تناول الشوكولاتة ويلجأ الأشخاص لها عند الشعور بالحزن والاكتئاب في بعض الأحيان، ويتردد دامما السؤال حول مكتشف أو مخترع هذه الحلوى الشهية؟
يرجع أقدم دليل على استخدام الكاكاو، البذور المجففة المخمرة للفاكهة التي تنمو على شجرة ثيوبروما الكاكاو في أمريكا الجنوبية، إلى حوالي 5300 عام مضت، من الموقع الأثري سانتا آنا لا فلوريدا في جنوب شرق الإكوادور، والذي يُنسب لثقافة Mayo-Chinchipe وفقا لدراسة أجريت عام 2018 في مجلة Nature Ecology & Evolution ، لكن من المحتمل أن النبات قد استخدمه الناس في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية منذ فترة طويلة، حيث كانت الشجرة بالفعل خارج نطاقها الطبيعي قبل 5300 عام، ومع ذلك لم يكن السكان الأصليون في أمريكا الجنوبية يعرفون الشوكولاته التي نستمتع بها حاليا.
ولصنع الشوكولاتة يتم تخمير البذور الكبيرة، وهي تشبه حبة الفاصوليا وتتواجد في لب فاكهة شجرة الكاكاو، يتم تجفيفها وتنظيفها وتحميصها، وبعد ذلك تجري إزالة قشرة البذرة لإنتاج حبيبات الكاكاو، وهو شكل خشن جدا من المنتج النهائي، ثم يتم طحن الحبيبات وغالبا ما يتم تسليم كتلة الكاكاو في صورة سائل – يسمى شراب الشوكولاتة – والذي يمكن مزجه مع مكونات أخرى لصنع الشوكولاتة التجارية. يمكن أيضا ضغط سائل الشوكولاتة لصنع مكونين، مسحوق الكاكاو وزبدة الكاكاو.
تم صنع مشروب كاكاو تقليدي عن طريق إضافة حبيبات الكاكاو المطحونة إلى الماء، وكان عادة مرا، ويُعتقد أن السكريات الموجودة في لب الفاكهة يمكن أيضا تخميرها إلى مشروب كحولي.
تم اعتبار المزيج الرغوي الناتج طبيا مثيرا للشهوة الجنسية وفقا لدراسة أجريت عام 2013 في مجلة Nutrients ، وقد حظي بتقدير كبير من قبل نخب المجتمعات القديمة.
ووفقا لمقال نشرته جامعة بوسطن، فإن الأولمكس، الذين عاشوا في جنوب ما يعرف الآن بالمكسيك بين حوالي 1500 سنة قبل الميلاد، و400 قبل الميلاد، اعتبروا الكاكاو هدية من آلهتهم، وأن قربانه يربط المصلين بالله.
نما الكاكاو في كل مكان تقريبا في جميع أنحاء أمريكا الوسطى والجنوبية بحلول الوقت الذي وصل فيه الغزاة الإسبان في أوائل القرن السادس عشر الميلادي، وتجري زراعته الآن في المناطق الاستوائية حول العالم.