هنّ _ خاص
بينما تستعد العروس ليومها الكبير، تفكر كثيرًا في الفستان، المكياج، والكوشة… لكن شيئًا واحدًا فقط يبقى للأبد: الصور. هي الشاهد الوحيد الذي لا يشيخ على لحظة لا تتكرر. في هذا العدد الخاص، تحاور “هن” المصورة ميرا فراج التي وضعت يدها على أهم التفاصيل التي تصنع الفرق في صور الزفاف، وقدّمت نصائح ذهبية لكل عروس، من التحضير، إلى أفضل توقيت، إلى اللحظات التي لا يجوز أن تفوت.
كيف بدأتِ رحلتكِ مع التصوير، ولماذا تفضلين تصوير الأعراس؟
التصوير كان شغفًا بدأ معي منذ الطفولة. كنت أوثّق كل شيء بهاتفي: العائلة، الرحلات، اللحظات الصغيرة. ومع الوقت، قررت أن أدرسه فعليًا، فالتحقت بكلية الإعلام وتخصصت في التصوير والإذاعة. وبعد التخرج، لم أتوقف عن التعلم، بل انطلقت إلى الدورات التدريبية للمصورات المبتدئات والورش. تصوير الأعراس هو الأقرب لقلبي، لأنه إنساني، عاطفي، مليء بالحياة والمفاجآت، وفيه مشاعر لا يمكن أن تختلق.

ما أكثر ما يُهم العروس معرفته عن توقيت التصوير؟
التوقيت يصنع الصورة. التصوير المثالي يبدأ قبل الحفل بساعتين أو ثلاث، حين تكون العروس ما زالت مرتاحة نفسيًا. لحظة الانتهاء من المكياج مباشرة هي اللحظة الذهبية لصور البورتريه، أما التصوير الخارجي، فقبل الغروب بساعة هو الأفضل — ضوء ناعم، دافئ، يُعطي لمسة شاعرية للبشرة.
وما الأخطاء التي ترينها تتكرّر كثيرًا وتؤثر سلبًا على الصور؟
هناك أخطاء بسيطة لكنها تُحدث فرقًا كبيرًا. أهمها: التأخر في جدول المكياج أو الشعر، ما يقلّص وقت التصوير ويضع العروس تحت ضغط. أيضًا، اختيار غرفة غير مرتبة أو إضاءتها سيئة، وهذا يؤثر على جودة الصورة. بعض العرائس ينشغلن بتعديل المكياج أو القلق بشأن الضيوف، ما يجعلهن متوترات أمام الكاميرا. التوتر — حتى لو خفي — يظهر في العين والجسد. لهذا أنصح العروس دائمًا بالنوم الجيد والراحة قبل يومها الكبير.

كيف تتعاملين مع العروس المتوترة أو الخائفة من الكاميرا؟
دوري ليس فقط مصوّرة، بل “طاقة مطمئنة” في أكثر أيامها حساسية. أحرص على التحدث معها بلطف، لا أستخدم أوامر، بل أوجهها بجمل إيجابية تشعرها بالأمان. أقول لها مثلًا: “تخيلي أنكِ وحدك وتضحكين مع نفسك”، وأحيانًا يكفي أن أصمت لأمنحها لحظة صدق مع نفسها. حين تشعر العروس بالراحة، تخرج منها صورة لا تُشبه غيرها.
وماذا عن اختيار أماكن التصوير؟ ما الذي تضعينه في الحسبان؟
أختار أماكن هادئة، ذات خلفيات طبيعية أو بسيطة: أشجار، زهور، مبانٍ قديمة، مسطحات مائية. أهم شيء أن تكون الخلفية غير مزدحمة أو مشتتة، وأن يكون المكان آمنًا وسهل التنقّل، فالعروس لا تتحمل التعب يومها. كذلك، أحرص دائمًا على التحقق من مسألة التصاريح قبل الذهاب لأي موقع.

ما هي اللقطات التي لا تفوّتينها في أي عرس؟
لحظة دخول العروس، النظرة الأولى بين العروس والعريس، احتضان الأم أو دمعة الأب — هذه اللقطات تجعلني أتأثر أنا نفسي، أحيانًا تدمع عيناي خلف الكاميرا. أيضًا، أحب أن أصور العروس وهي تضع عطرها، ترتدي إكسسواراتها، تتبخّر… كلها مشاهد صغيرة لكنها تروي القصة الكاملة. ولا أنسى اللقطات الخلفية التي تُظهر فستان العروس من الخلف، خاصة وهي تمشي، مشهد ملوكي بكل ما تعنيه الكلمة.
هل لديكِ أسلوب تصوير خاص تفضلينه؟
نعم، أعتمد على المزج بين العفوي والمخطط له. أحب الألوان الدافئة والإضاءة الناعمة، وأميل إلى اللقطات السينمائية. لا أسعى وراء اللقطة المثالية بقدر ما أبحث عن اللقطة “الصادقة”. اللحظة التي تُشبه العروس فعلًا، لا تلك التي تُشبه الكاتالوغ.

وماذا عن نصيحتك الذهبية لكل عروس؟
أن تعيش لحظتها بصدق. لا تُفكّري بالكاميرا، بل بنفسك. ارتاحي، ابتسمي لنفسك، تنفّسي بعمق. الراحة الداخلية تنعكس في ملامحك. وثقي أن صورتك لا تُعاد… فاجعليها تُشبهك.



حساب الانستغرام: mira_ph0t0graphy