spot_img
المزيد

    أسفار خميس تروي حكاية الثوب الظفاري برؤية معاصرة

    spot_img

    هنّ _ خاص

    وسط روائح اللبان الظفاري وألوان النسيج التقليدي، وُلد حلم أسفار بنت حمران خميس. لم تكن مجرد فتاة تُتقن الخياطة، بل كانت تُحيك أحلامها بخيوط من هوية، وتُطرّز طموحاتها بألوان مستوحاة من بحر صلالة وعبق الجبال.

    من تلك البدايات الهادئة في الجنوب العُماني، انطلقت أسفار لتؤسس علامة “ليتشي ظفار”، وتدخل بها عوالم الموضة العالمية، حاملةً معها الثوب الظفاري كهوية لا تُنسى. واليوم، وبعد مشاركتها في عروض دولية أبرزها في موسكو، تُحدثنا عن رحلتها، إصرارها، وكيف استطاعت أن تُثبت أن الأزياء العمانية ليست فقط موروثاً، بل لغة عالمية للذوق والجمال.

    في هذا اللقاء، نكتشف الوجه الآخر للمصممة التي حملت ظفار في قلبها، وقدّمتها للعالم بخيط وإبرة.

    1 حدثينا عن بدايتك في مجال التصميم؟

    كانت بدايتي مثل بدايات أي رائدة مشروع، انطلقت تدريجيًا من مشاريع بسيطة، وكل نجاح اعتبرته خطوة على سلّم الطموح.

    أفخر بأن انطلاقتي كانت على يد المصممة العالمية الإماراتية الدكتورة منى المنصوري، حيث تدربت في مشغلها، وكانت داعمتي الأولى منذ 13 سنة. منى المنصوري صقلت موهبتي، وأعتبرها حتى اليوم مُلهمتي ومعلمتي.

    البيئة في محافظة ظفار بدورها ساهمت كثيرًا في الإلهام، فهي ملهمة جدًا وتعكس ثقافة غنية وحبًا للألوان والجمال، وقد انطلقت من هذه القاعدة لتحقيق حلمي في عالم الأزياء، مع لمسات حديثة تحافظ على هوية الثوب الظفاري وتواكب العصر.

    2. لنبدأ من أسلوبك في التصميم.. ما الذي يميزكِ؟ وما رؤيتك الخاصة؟

    أسلوبي في التصميم يمزج بين الأصالة والحداثة، أحرص على أن تحمل تصاميمي طابعاً عمانياً أصيلاً مع لمسة معاصرة. أعمل على تطوير الأزياء التقليدية، وخصوصًا الثوب الظفاري، بحيث يحتفظ بهويته، ويواكب في الوقت نفسه توجهات الموضة العالمية.

    3. ما أهمية مشاركتكِ الأخيرة في موسكو؟

    مشاركتي في موسكو كانت حلمًا تحقق بفضل الله، وبدعوة من الدكتورة منى المنصوري، التي رأت أن الثوب الظفاري يستحق أن يظهر عالميًا. شاركت في مهرجان “لوحة الكتان” في روسيا، وكانت التجربة الأولى لي على مستوى عالمي، وستظل محفورة في ذاكرتي.

    هذا العرض كان فرصة لنقل الثقافة العمانية إلى المجتمع الروسي، خصوصًا في ظل التقارب والتسهيلات بين البلدين. هي تجربة فريدة وأشكر كل من ساندني، وعلى رأسهم الدكتورة منى المنصوري، لفتحها هذا الباب للمصممات الخليجيات.

    4. حدثينا عن المجموعة التي قدمتها هناك.. كم قطعة؟ وما الذي يميزها من حيث القصّات والأقمشة والألوان؟

    المجموعة المعروضة مستوحاة من مزيج غني بين التراث العماني التقليدي وروح الحداثة، لتعكس تطور الأزياء العمانية بما يتماشى مع أحدث توجهات الموضة العالمية. صُمّم هذا الكوليكشن ليبرز عمق المخزون الثقافي العماني، مع الحفاظ على الهوية الأصيلة من خلال تقديم تصاميم تقليدية بطابع عصري.

    استخدمنا في التنفيذ قماش المخمل الذي يُعد رمزاً من رموز التراث الظفاري، وزُينت التصاميم بتطريز يدوي تقليدي باستخدام خيوط الزري والخرز. ولإضفاء لمسة معاصرة، أدخلنا خامات الكريستال وشواروفسكي، كما زخرفت القطع برسومات ودلالات مستوحاة من الثقافة العمانية.

    وقد توّجت الإطلالات بإكسسوارات وحلي تقليدية مصنوعة من الفضة والذهب، تزين بها المرأة العمانية منذ القدم، وتحمل في تفاصيلها رموزاً لحضارة عمان العريقة.

    اخترنا هذه المجموعة لتمثيل سلطنة عمان عالمياً، بكل فخر واعتزاز، ونؤمن بأن نشر ثقافتنا وتراثنا من خلال الأزياء هو وسيلة راقية لتعريف العالم بهويتنا، عبر تصاميم ترتقي للعالمية دون أن تتخلى عن أصالتها.

    5. كيف وجدتِ التفاعل مع العرض؟

    التفاعل كان رائعًا. شعرت بحماس كبير من الجمهور، وكان دافعًا لي للاستمرار وتقديم الأفضل. هذا النجاح الملموس منحني ثقة كبيرة وفرحًا داخليًا لا يُوصف.

    6. هل تخططين لمجموعة جديدة قادمة؟ هل لكِ أن تعطينا لمحة عن فكرتها؟

    بالطبع، هناك خطة لمجموعة جديدة قيد التحضير. كما يُقال: “من لا يتقدم يتقادم”. التفاصيل سأحتفظ بها للوقت المناسب، لكن الأكيد أنني أطمح لتقديم شيء مختلف يرتقي بالتصميم العماني إلى مستوى أعلى.

    7. من أين تستمدين إلهامكِ؟ وكيف تعكسين التراث في تصاميمك؟

    أستمد إلهامي من عمق البيئة العُمانية، وتحديدًا من محافظة ظفار بكل ما تحمله من تنوّع ثقافي وطبيعي ملهم. كل زاوية في هذا المكان، وكل تفصيلة في ثقافتنا تحمل قصة، وهذه القصص تتحوّل في “دار ليتشي ظفار” إلى تصاميم تعبّر عن التراث بأسلوب معاصر.

    البيئة الظفارية ساعدتني كثيرًا في تغذية شغفي، فهي بيئة محبة للجمال وغنية بثقافة تعشق الألوان والتفاصيل. من هذه القاعدة المتأصلة انطلقت لتحقيق حلمي في عالم الأزياء.

    كما أن وجود إرث ثقافي قوي ألهمني لتقديم لمسات حديثة على الثوب الظفاري، لمسات تحافظ على أصالة الهوية العُمانية، وتواكب في الوقت نفسه ذوق المرأة العصرية وخطوات المجتمع نحو المستقبل.

    8. هل لا يزال الثوب الظفاري يلقى إقبالًا من الشابات اليوم؟ أم أنه أصبح محصورًا بالمناسبات؟

    الثوب الظفاري لا يزال يحتفظ بجاذبيته وإقباله، ليس فقط محليًا بل أيضًا خليجيًا. الحمد لله وصلنا بتصاميمنا إلى بعض دول مجلس التعاون الخليجي، ولا يزال الثوب يمثل رمزًا ثقافيًا تحرص عليه الكثير من النساء، سواء للمناسبات أو للاستخدام اليومي بروح مطوّرة.

    9. كمصممة عمانية.. ما طموحاتكِ للمستقبل؟ وهل يمكن للمصممات العمانيات الانتشار خليجيًا بالاعتماد على الأزياء التقليدية فقط؟

    أطمح إلى الاستمرار في تقديم الأفضل والوصول بعلامتي إلى آفاق أوسع. نعم، يمكن للمصممات العمانيات الوصول للخليج والعالم، بشرط أن يمتلكن رؤية مبتكرة تستثمر في التراث بطريقة عصرية.

    الثوب التقليدي هو أساس غني جدًا، ويمكن تطويره ليُرضي الأذواق الحديثة دون التخلي عن أصالته. بالإبداع، يمكن أن نصنع من هذا الإرث جسراً نحو العالمية.

    متابعة المصممة في الانستغرام: lecci.df.fs

    انشر على السوشيال
    تاجز
    spot_img

    الأكثر قراءة

    العارضة “ثريا محمود”: جمال وموهبة يلفتان الأنظار

    تعد ثريا محمود من الشابات الجميلات اللواتي يقدمن محتوى مميزاً على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تعمل كموديل مع خبيرات التجميل ومصممات الأزياء العمانيات.

    الفرق بين اللوس باودر والكومباكت باودر مع خبيرة التجميل ابتسام الفليتية

    تُعتبر اللوس باودر والكومباكت باودر من أهم أدوات التجميل التي تساعد على إطالة ثبات المكياج وتحسين مظهر البشرة. سنتعرف في هذا الموضوع على الفرق...

    “دي جي” حبيبة راشد.. مبدعة تشعل أجواء الحفلات  

    هنّ _ خاص حبيبة راشد امرأة عمانية متعددة المواهب والتخصصات، تعمل كمنسقة أغاني في الحفلات وبلوجر وفاشينيستا وهي أيضا ممرضة. إنها فنانة موهوبة متعددة المهارات،...
    spot_img

    المزيد

    ترك الرد

    من فضلك ادخل تعليقك
    من فضلك ادخل اسمك هنا