spot_img
المزيد

    آلاء السيابي: أصمّم للمرأة التي تجمع بين الأناقة والاعتزاز بالجذور

    spot_img

    هنّ _ خاص

    منذ أكثر من عقد، بدأت المصممة العُمانية آلاء السيابي نسج حكايتها الخاصة بخيوط من الإبداع والهوية. انطلقت من مسقط، لتكون أول من طوّر الزي التقليدي العُماني بأسلوب عصري يحاكي روح العصر دون أن يتخلى عن جذوره. في تصاميمها، تلتقي الأقمشة الفاخرة بالتفاصيل المدروسة، وتحكي كل قطعة قصة مستلهمة من تراث غني وشغف دفين بالفن والجمال.

    وقد كان اختيار أحد تصاميمها للعرض في متحف “عُمان عبر الزمان” محطة بارزة في مسيرتها، واعترافًا بقيمة عملها كجزء من سرد الهوية الوطنية. في هذا الحوار، تأخذنا آلاء في جولة داخل عالمها، لتحدثنا عن البدايات، والرؤية الجمالية، وتفاصيل التصميم، والتحديات، والطموحات التي تسعى لتحقيقها تحت اسم يحمل بصمتها العُمانية الخالصة.

    – بدأت رحلتكِ في عالم تصميم الأزياء قبل عقد تقريباً.. هل كانت هناك لحظة مفصلية دفعتكِ لخوض هذا المسار؟

    بدأت رحلتي في هذا العالم بدافع شغف عميق بالفن والحرف اليدوية التي ورثناها من أمهاتنا وجداتنا. لحظة التحول الفعلية كانت عندما شعرت أنَّ الأزياء قادرة على أن تحكي قصتنا كنساء عُمانيات وعربيات بأسلوب عصري فخم… فقررت أن أكون جزءًا من هذه الحكاية، وأن أرويها من خلال تصاميمي.

    – ما الفكرة أو الأسلوب الجمالي الذي تعتمدينه دائماً في تصاميمك؟ هل تفضلين مثلاً البساطة؟ التفاصيل؟ التوازن بين الألوان؟

    في أسلوبي أميل للتوازن بين البساطة والتفاصيل، أحب أن يكون في كل تصميمي قوة ناعمة. أعشق الأقمشة التي تتنفس الحياة، وأبحث دائمًا عن قصات تبرز جمال المرأة دون أن تطغى عليه.

    – طرحت مجموعات متنوعة مستوحاة من الطبيعة كالورد والبحر.. كيف تحولين هذا الإلهام إلى قصّات وأقمشة تنبض بالحياة؟

    اختيار القماش هو البداية دائمًا… قد أبدأ بلون، بملمس، أو حتى شعور. أحيانًا زهرة، رائحة، أو منظر طبيعي يلهمني… تمامًا كما حدث مع كولكشن “ورد الجبل”، أو تصاميم البحر والرمان. الخامة التي أختارها يجب أن تخبرني قصة، وبعدها أبدأ في رسمها بقصّات تليق بها.

    – تمزجين في تصاميمك بين الأسلوب الشرقي والقصّات العصرية الجريئة.. ما الذي يلهمكِ في هذا المزج، وكيف تحافظين على هذا التوازن؟

    أمزج في أعمالي بين الروح الشرقية والقصّة الحديثة، لأنني أؤمن أن المرأة اليوم تعيش في زمن جديد، لكنها لا تنسى جذورها.

    – ما الألوان الأحب إلى قلبك وتجدين أنها تأخذك إلى أفكار تصاميم جديدة، ولماذا؟

    ألواني المفضلة هي التي تلامس القلب قبل العين… مثل البنفسجي الهادئ، التيفاني، والذهبي – ألوان علامتي. تجدينها كثيرًا في تصاميمي لأنها ببساطة تعكسني.


    – هل هناك بصمة خاصة تحرصين على وجودها في تصاميم الليسو والويل التي تحمل توقيعك؟

    تصاميمي دائمًا تحمل بصمة خاصة.. سواء في الليسو أو الويل أو الفساتين اليومية، أحرص أن يُقال: “هذا تصميم آلاء السيابي” حتى دون ذكر اسمي.

    – تصميم فستان الزفاف مهمة خاصة ومليئة بالمشاعر.. كيف تبدأين العمل على هذه الفساتين؟ وما التفاصيل التي تركزين عليها لتكون النتيجة كما تحلم بها العروس؟

    تصميم فستان الزفاف بالنسبة لي مهمة عاطفية قبل أن تكون فنية.
    العمل دائمًا يبدأ من خيال العروس أحب أن أسمع منها كيف تتخيّل نفسها في يومها الكبير، نظرتها لنفسها، إحساسها، وحتى تفاصيل بسيطة مثل طريقة دخولها للمكان.

    – كيف تتعاملين مع التحديات التي تواجهك أثناء تصميم فساتين الأعراس، مثل تحقيق التوازن بين الرغبات الشخصية للعروس ومتطلبات الأناقة والراحة؟

    أنا فقط أترجم هذا الحلم إلى واقع. أبدأ من حلمها، وأمشي معها خطوة بخطوة في التنفيذ، من اختيار القماش إلى أدق التفاصيل في التطريز والقصّة، لأضمن إن النتيجة تكون أقرب ما يمكن لصورتها الذهنية.

    – ما الطقس أو الطقوس الخاصة التي تساعدك على الإبداع؟

    الإلهام عندي يبدأ دائمًا من السفر، أحب أتعرف على ثقافات الشعوب، خصوصًا من ناحية الأزياء والرموز البصرية المرتبطة بها.
    كما أستلهم كثيرًا من تأمل جمال الطبيعة، سواء في البحر، الجبال، أو الزهور، وأحب الغوص في تفاصيل التراث العُماني، أجد فيه كنوزًا لا تنتهي من القصص والخطوط والزخارف.


    – ما الذي تحرصين على أن تشعر به المرأة عندما ترتدي من تصاميمكِ؟

    أحرص أن تشعر بالثقة. أن تحس بأنها مرتاحة، أنيقة، ومتمسكة بهويتها.
    تصاميمي دائمًا تحمل في طيّاتها معنى “الستر”، والاعتزاز بالتراث العُماني، بحيث تعكس المرأة جمالها دون تكلّف، وتمنحها فخراً بأصالتها أينما كانت.

    – شاركت بعروض محلية أو خارجية، حدثينا عنها؟ وما الذي مثلته أو أضافته لك هذه المشاركات؟

    شاركت في عدد من العروض والمناسبات المحلية والدولية التي أعتبرها محطات مهمة في مسيرتي كمصممة.
    من أبرز هذه المشاركات، تمثيلي لسلطنة عُمان في احتفالية العيد الوطني بروسيا عام 2019، حيث قدمت عرض أزياء عُماني أمام جمهور راقٍ وبحضور شخصيات دبلوماسية مرموقة. كانت تجربة مميزة لأنها جمعت بين الفن والتمثيل الوطني، وشعرت من خلالها بمسؤولية كبيرة تجاه تقديم تراثنا بما يليق به من فخامة واحترام.

    ومن المشاركات التي لها مكانة خاصة في قلبي، اختيار أحد تصاميمي للعرض في متحف “عُمان عبر الزمان” وهو من الإنجازات الأقرب إلى قلبي. فأن يُخلَّد تصميمك في صرح وطني وتاريخي هو شعور لا يوصف، وكأنه اعتراف بأن التصميم تجاوز حدود الموضة ليصبح جزءًا من هوية وثقافة بلد.

    هذه المشاركات شكّلت نقلة نوعية لي، لأنها لم تكن مجرد عروض.. بل رسائل، حملت فيها هويتي العُمانية إلى العالم، وساهمت في ترسيخ مكانة التصميم العُماني بأسلوبي الخاص.

    – ما اللحظة التي شعرتِ فيها بأنكِ “وصلتِ” فعلاً؟

    ربما أكثر لحظة شعرت فيها بالفخر والرضا كانت عندما أكون في مكان عام، وتأتي فتاة لتقول لي: “أختي ارتدت من تصاميمك”، أو “ابنة خالتي كانت ترتدي فستانًا من تصميمك”.

    تلك النظرة في عيونهن… الفرح، الثقة… ذلك الشعور لا يوصف، ويجعلني أحس بأنني فعلاً تركت أثرًا جميلاً في حياتهن.

    – أخيرا بعد كل ما حققته خلال مسيرتك الحافلة إلى اليوم، هل هناك المزيد مما تحلمين بتحقيقه في المستقبل؟

    أحلم بتأسيس مدرسة خاصة للأزياء العُمانية والتراثية، تكون منارة لتعليم الأجيال القادمة كيف نحافظ على هويتنا بأسلوب معاصر.
    كما أطمح لافتتاح متحف يُوثّق مراحل تطور الزي العُماني، من الجذور وحتى التصاميم المعاصرة.
    والأهم من كل هذا، أن أرى الزي العُماني ينتشر عالميًا، بطرق أنيقة و”ساترة”، تعبر عن جوهرنا الثقافي دون أن نفقد أصالتنا.

    الانستغرام: alaa00alsiyabi

    انشر على السوشيال
    تاجز
    spot_img

    الأكثر قراءة

    العارضة “ثريا محمود”: جمال وموهبة يلفتان الأنظار

    تعد ثريا محمود من الشابات الجميلات اللواتي يقدمن محتوى مميزاً على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تعمل كموديل مع خبيرات التجميل ومصممات الأزياء العمانيات.

    الفرق بين اللوس باودر والكومباكت باودر مع خبيرة التجميل ابتسام الفليتية

    تُعتبر اللوس باودر والكومباكت باودر من أهم أدوات التجميل التي تساعد على إطالة ثبات المكياج وتحسين مظهر البشرة. سنتعرف في هذا الموضوع على الفرق...

    “دي جي” حبيبة راشد.. مبدعة تشعل أجواء الحفلات  

    هنّ _ خاص حبيبة راشد امرأة عمانية متعددة المواهب والتخصصات، تعمل كمنسقة أغاني في الحفلات وبلوجر وفاشينيستا وهي أيضا ممرضة. إنها فنانة موهوبة متعددة المهارات،...
    spot_img

    المزيد

    ترك الرد

    من فضلك ادخل تعليقك
    من فضلك ادخل اسمك هنا