هنّ _ خاص
منصة Omani Archive هي مساحة شبابية يقودها الشباب في مختلف المجالات، من الفنانين المحليين وصانعي المحتوى إلى المتطوعين والمصممين. تأسست المنصة في 2020 بهدف تمكين العقول الشابة وتعزيز الإبداع والابتكار. في هذا الحوار، سنتعرف على نادين آل تويه، إحدى مؤسسي المنصة، ونناقش رؤيتها لهذه المنصة وأثرها في تمكين الشباب ودعم مشاريعهم الإبداعية في المجتمع العماني.
قبل أن نغوص في Omani Archive، هل يمكنكِ أن تعرفينا عن رحلتكِ في تأسيس هذه المنصة؟ وما الرسالة الأساسية التي تودين إيصالها من خلالها؟
انطلقت المنصة قبل خمس سنوات، في عام 2020، خلال فترة جائحة كورونا. في ذلك الوقت، كنتُ مع مجموعة من زملائي نتناقش حول مواضيع مهمة كانت متداولة حينها، وخطر لنا أن ننشئ صفحة على إنستغرام تكون مساحة لمشاركة هذه المواضيع، بالإضافة إلى طموحاتنا ومشاريعنا، وتسليط الضوء على القضايا الاجتماعية التي تؤثر علينا.
بدأنا كفريق مكوّن من ثلاثة أشخاص، وكان أول منشور لنا حول قضية العنصرية، التي كانت آنذاك مطروحة على نطاق واسع في العالم الغربي. أدركنا أن مجتمعنا يعاني من المشكلة ذاتها، لكن بطرق مختلفة، ولم يكن هناك نقاشات حقيقية حولها.
لذلك، قررنا كفريق أن نطرح الموضوع بأسلوب يسمح للشباب بمناقشته وفهمه بعمق، والشعور بأن هذه المنصة مساحة آمنة للحوار. ومن هنا، انطلقت Omani Archive لتكون منصة تتيح للشباب التعبير عن أنفسهم، والتفاعل مع القضايا المهمة، ودعم بعضهم البعض.
ما الذي ألهمك لتأسيس منصة شبابية بهذا الشكل؟
بدأت الفكرة حين لاحظت أن أصدقائي يمتلكون آراء وأفكارًا وطموحات، لكنهم لم يجدوا المنصة المناسبة لمشاركتها. كانوا يملكون الكثير من الإمكانيات، لكن لم تكن هناك بيئة محفزة تدعم تقدمهم أو تربطهم بالموارد المناسبة.
هذا ما جعلني أدرك أهمية إنشاء مساحة حقيقية تتيح للشباب التعبير عن أنفسهم، والتواصل مع بعضهم البعض، والاستفادة من الفرص المتاحة. ومن هنا، وُلدت فكرة Omani Archive لتكون هذه المساحة.

تضم المنصة مجموعة متنوعة من الشباب العاملين في مجالات مختلفة. كيف تضمنون التنسيق الفعّال بين الجميع؟
ما يميز Omani Archive هو أنه لا يعتمد فقط على الفريق الأساسي، بل يتغذى باستمرار على مساهمات الشباب. فهم يشاركون بطرق مختلفة، سواء من خلال إرسال أعمالهم، أو حضور الفعاليات، أو حتى دعم المبادرات عبر الرعاية والتبرعات.
المجتمع الذي بنيناه أصبح اليوم المحرك الأساسي للمنصة، مما يضمن استمرارها كمساحة حية ومتجددة، حيث يسهم الشباب أنفسهم في تقديم المحتوى، والتفاعل، وصنع الفرص.
ما دور السرد القصصي في محتوى المنصة؟ وهل هناك أمثلة مميزة لقصص تم تسليط الضوء عليها؟
السرد القصصي هو جوهر المحتوى في Omani Archive، لأنه يعكس تجاربنا كمجتمع، ويساعد في إيصال القضايا بطريقة إنسانية وعميقة. من خلال المنصة، تناولنا العديد من المواضيع المهمة، مثل العنف ضد الحيوانات، حيث سلطنا الضوء على قصص توضح تأثير هذه الظاهرة على البيئة والمجتمع، وكذلك قضية العنصرية، التي ناقشناها من خلال تجارب شخصية وشهادات تعكس زوايا مختلفة لهذه المشكلة. كما كان للقضية الفلسطينية حضور قوي في محتوى المنصة، إذ ركزنا على إبراز أصوات المتأثرين بالأحداث. بالإضافة إلى ذلك، تناولنا موضوع التعليم وتأثيره على الشباب، من خلال قصص تعكس التحديات التي يواجهونها والطموحات التي يسعون لتحقيقها. هذه المواضيع لا تُطرح فقط عبر منشوراتنا، بل تمتد إلى النقاشات في التعليقات والفعاليات التي ننظمها، مما يخلق مساحة تفاعلية للحوار والتوعية.
هل تواجهون تحديات في تسويق ودعم الفعاليات التي تنظمونها؟ وكيف تتعاملون معها؟
نعم، نواجه بعض التحديات، خاصةً لأننا منصة شبابية تناقش أحيانًا مواضيع حساسة قد لا تتناسب مع توجهات جميع الشركات أو الجهات الداعمة.
لمواجهة هذه التحديات، نحافظ على لغة محايدة في الطرح، مما يتيح للجميع التعبير عن آرائهم بحرية وأمان. كما نركز على بناء شراكات مع الجهات التي تؤمن برسالتنا، وهو ما بدأ يؤتي ثماره من خلال زيادة الدعم خلال الفترة الأخيرة.
كيف يساهم Omani Archive في تمكين العقول الشابة وتشجيعهم على الابتكار؟
يساهم Omani Archive في تمكين الشباب من خلال توفير مساحة مفتوحة للنشر والتعبير عن أفكارهم ومواهبهم، مما يمنحهم الفرصة لإيصال أصواتهم إلى جمهور أوسع. كما نحرص على ربطهم بالخبراء ورواد الأعمال الذين يمكنهم تقديم الدعم والتوجيه اللازم لمساعدتهم على تطوير مشاريعهم. إضافةً إلى ذلك، نتواجد في الفعاليات المختلفة للتواصل مع أصحاب المبادرات الجديدة وفتح آفاق للتعاون.
نؤمن بأن العلاقة الصحيحة في الوقت المناسب قد تغيّر حياة شخص بالكامل، لذلك نسعى دائمًا لأن نكون حلقة الوصل بين الشباب والفرص التي يمكن أن تساعدهم على النمو والابتكار.
كيف تضمنون استدامة النمو والتوسع في Omani Archive رغم طبيعة العمل الشبابية والمتجددة؟
نحرص على استمرارية المنصة من خلال إشراك المواهب الشابة باستمرار، وفتح المجال لوجوه جديدة تحمل أفكارًا متجددة تضيف إلى رؤيتنا. وبما أننا منصة شبابية، فإنني أؤمن بأن المستقبل يستدعي تسليم القيادة لوجه جديد من الشباب المؤهلين لمواصلة المسيرة، مما يضمن استمرار Omani Archive كمنصة نابضة بالحياة تعكس تطلعات وطموحات الشباب بشكل دائم.
ماذا تعني لك القيادة في هذا المجال، وكيف يتعامل الفريق مع دورك كمؤسسة للمنصة؟
في Omani Archive، القيادة ليست هرمية، بل تعاونية. نعمل بروح الفريق، حيث يدعم كل منا الآخر ويتحمل المسؤوليات وفقًا لقدراته والوقت المتاح له. لا يقوم العمل على الخوف من القائد، بل على الثقة المتبادلة والتقدير، مما يجعل بيئة العمل أكثر سلاسة وانسجامًا، ويتيح لنا جميعًا الإبداع والمساهمة بفعالية في تطوير المنصة.
ما هو تأثير التعاون بين الفنانين المحليين وصانعي المحتوى والمتطوعين على تطوير المحتوى المقدم من Omani Archive؟
التعاون مع الفنانين وصانعي المحتوى يشكّل أحد الركائز الأساسية لنجاح Omani Archive، حيث يضفون على المنصة جاذبية بصرية وإبداعية تجعلها أكثر تميزًا. شغفهم وأعمالهم الفنية تسهم في بناء محتوى فريد يعكس قضايا المجتمع بطريقة مؤثرة، كما أن مشاركة المتطوعين تضيف بُعدًا تفاعليًا يثري التجربة ويضمن استمرار المنصة بروح متجددة ومبتكرة.
كيف ترين المستقبل بالنسبة لمنصات شبابية مشابهة في عمان؟ وهل لديكم خطط للتوسع خارج عمان؟
أنا متحمسة لرؤية المزيد من المجتمعات الشبابية التي تدعم بعضها البعض بنفس الحماس والالتزام الذي نشهده في Omani Archive. فيما يتعلق بالتوسع، نعم، لدينا خطط لتوسيع نطاقنا خارج عمان، وهناك مشروع كبير نعمل عليه حاليًا، لكن لا يمكنني الكشف عن تفاصيله في الوقت الحالي.
كيف يمكن للمنصة أن تسهم في تطوير البيئة الإبداعية في عمان على المدى الطويل؟
نحن نؤمن أن الإبداع ينمو في بيئة توفر الحرية والمساحة المناسبة للتعبير. Omani Archive يدعم مجموعة متنوعة من المجالات، سواء التقليدية أو غير التقليدية، مما يساهم في خلق بيئة إبداعية دائمة التجدد تتماشى مع رؤية عمان 2040.
نحن نعتبر أنفسنا جزءًا من هذه الرؤية، حيث نعمل على توفير منصة تحتضن المواهب، وتدعم الأفكار الجديدة، وتمكّن الشباب من تحقيق تطلعاتهم المستقبلية في جميع المجالات.
الانستغرام: omaniarchive