هنّ – خاص
منذ طفولتها، كانت بشرى عباس الكندي، الفتاة ذات الـ 23 عامًا، تملك شغفًا كبيرًا بالرسم، وكان حبها لهذا الفن واضحًا في كل لحظة. لم تكن تكتفي باللعب بالألوان فقط، بل كانت تستمتع بتعبير مشاعرها وأفكارها على الورق. تقول بشرى بابتسامة مشرقة: “اكتشفت حبي للرسم منذ كنت صغيرة، وأول شيء رسمته كان وردة لأمي، وكنت فخورة بها جدًا!”
بشرى الكندي هي شابة من ذوي الاحتياجات الخاصة، تحدت متلازمة داون بكل إصرار وموهبة لتثبت أن الإبداع لا يعرف حدودًا.
لكن حلمها لم يقتصر فقط على الفن. بدأت بشرى مشوار التعليم والدراسة من سن السنتين والنصف، حيث كانت تنتقل بين عدة مدارس حتى تم تسجيلها في مدارس الدمج، واليوم هي ملتحقة بجمعية رعاية ذوي الإعاقة. كانت لها رحلة مليئة بالتحديات، لكنها أثبتت قدرتها على التفوق في مجالات أخرى أيضًا. فقد حصلت على الميدالية الذهبية مرتين في لعبة البوتشي، وهي مسجلة حاليًا في الأولمبياد الخاص العماني في لعبة البولنج.
كان لوالدة بشرى، “كاملة عيسى الكندي”، الدور الكبير في اكتشاف هذه الموهبة وتوجيهها. تذكر والدتها بكل فخر: “منذ أن كانت صغيرة، لاحظت حبها للتلوين والرسم. كنت دائمًا أبحث عن ورش فنية وأماكن لتنمية هذه الموهبة. شاركت في ورشة لتدريب فن صب الألوان، ولاحظت أن لديها قدرة على الاستمرار في هذا الفن.”
لكن الطريق لم يكن سهلاً، فقد واجهت كاملة تحديات في دعم موهبة ابنتها. “أحد أكبر التحديات كان رفض بعض الأنشطة لتسجيل بشرى بسبب متلازمة داون. حتى أن الورشة التي شاركت فيها كانت مخصصة فقط لذوي الاحتياجات الخاصة، لذا تم قبولها هناك. لكن كل هذه التحديات لم تمنعنا من متابعة أحلامنا.”
ومع مرور الوقت، بدأت بشرى تشارك لوحاتها في المعارض الفنية، وتذكر والدتها تلك اللحظات السعيدة قائلة: “عندما تعرض لوحاتها في المعارض، أرى الفرح والفخر في عينيها. تصبح أكثر ثقة بنفسها، خصوصًا عندما يتفاعل الجمهور معها ويسأل عنها وعن لوحاتها. أرى كيف أن هذا التفاعل يجعلها أكثر إصرارًا على إظهار موهبتها.”
تضيف بشرى بابتسامة: “أنا سعيدة لأنني أستطيع إبراز موهبتي، وأشعر بالفخر عندما يشيد بي الناس. أريد أن أكون مشهورة في مجال الرسم والفن، وأن أترك بصمة مميزة.”
والدتها، التي كانت دومًا الداعم الأول لها، تتمنى لبشرى مستقبلاً مشرقًا. “أحلم أن تكون بشرى نموذجًا للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وأن يكون لها مكانة كبيرة في مجال الفن. أريد لها أن تكون فنانة مشهورة، وأن يتعرف الجميع على موهبتها.”
بينما تتطلع بشرى إلى المستقبل، تظل والدتها إلى جانبها، تقدم لها الدعم والمساندة في كل خطوة، مع حلم مشترك في أن تحقق بشرى أحلامها وتكون مصدر إلهام للآخرين.