هنّ _ خاص
في عالم الرياضة، تظهر قصص ملهمة لنساء تحدَّين أنفسهن وكسرن الحواجز، ومن بينهن العداءة العُمانية نعمة الهاشمي، التي اختارت رياضة الجري الجبلي لتكون أسلوب حياتها وشغفها الذي يقودها من القمم المحلية إلى المسارات الدولية. بخطوات ثابتة وإرادة لا تعرف المستحيل، شقت طريقها وسط التحديات، محققة إنجازات ملحوظة على المستويين المحلي والدولي. في هذا الحوار، تأخذنا نعمة في رحلة إلى عالم الجري الجبلي، حيث تتحدث عن بداياتها، تجربتها في السباقات، الصعوبات التي واجهتها، ورؤيتها لمستقبل هذه الرياضة في عُمان.
▪ عرفينا عن نفسك، كيف تقدمين نفسك؟
نعمة الهاشمي، عداءة مسارات جبلية، شاركت في سباقات متنوعة على المستويين المحلي والدولي.
▪ متى بدأتِ شغفك برياضة الجري الجبلي؟ وما الذي دفعك للاستمرار؟
بدأت شغفي بهذه الرياضة منذ خمس سنوات، عندما قررت أن أضع لنفسي بداية مميزة تلزمُني بالالتزام ببرنامج تدريبي يجعل الرياضة أسلوب حياة. كانت البداية مع سباق الموج لمسافة 5 كيلومترات، ومنذ ذلك الحين استمررتُ في الجري.
▪ كيف كانت تجربتك الأولى في سباق الموج؟ وما الذي شجعك على الاستمرار بعده؟
كانت تجربة سباق الموج الأولى مليئة بالإثارة، حيث ركضت 5 كيلومترات متواصلة حتى النهاية. كنت أعتقد أن عدائي المسافات الطويلة يتمتعون بقدرات خارقة، لكن السباق كشف لي إمكانياتي الحقيقية. دفعني هذا الاكتشاف إلى تحدي نفسي وزيادة المسافات تدريجياً.
▪ شاركتِ في سباقات محلية مثل الموج، همم، وأوكسي. كيف أثرت هذه التجارب في تطوير أدائك؟
من خلال هذه السباقات، أدركت أنني أستمتع بالجري في الجبال أكثر من الشوارع، فبدأت بالتركيز على هذا النوع من الجري مع التدريبات المخصصة للمسارات الجبلية. السباقات المحلية كانت فرصة لتقييم قدراتي وبرامجي التدريبية، كما ساعدتني على تحديد أخطائي ونقاط ضعفي لتحسينها.
▪ حدثينا عن مشاركاتك الدولية مثل فرنسا وتايلاند والنمسا. كيف كانت التجربة، وما الفرق بين السباقات المحلية والدولية؟
أول تجربة لي في السباقات الدولية كانت في فرنسا (نيس)، حيث انطلقت بدافع الفضول لاكتشاف هذه الرياضة واختبار قدراتي. كانت تدريباتي حينها مخصصة لمسافة 20 كيلومترًا، ولكن شغفي بالتحدي دفعني للتسجيل في سباق مسافته 62 كيلومترًا. بدأت السباق بحماس كبير وسط أجواء ممطرة ومناظر طبيعية خلابة تشمل الجبال والأنهار. ومع ذلك، بعد اجتيازي 30 كيلومترًا، بدأت أعاني من الإجهاد نتيجة نقص الخبرة في اختيار الملابس المناسبة لهذا النوع من المسارات، مما تسبب في شعوري بالبرد الشديد. كما واجهت مشاكل في التغذية خلال السباق، إلى جانب صعوبة التعامل مع طبيعة المسار الطيني، مما أدى إلى إصابتي في الركبة. ورغم التفكير المتكرر في الانسحاب، كان إصراري أقوى من الألم، فواصلت حتى خط النهاية.
السباقات الدولية أضافت لي خبرات مهمة، مثل أهمية دراسة المسار مسبقًا، ومتابعة أحوال الطقس، والتخطيط للتغذية السليمة قبل وأثناء السباق.
أما بالنسبة للفروقات، ففي السباقات المحلية يمكننا التعود على المسار مسبقًا، مما يمنحنا راحة نفسية أكبر، خاصة مع ملائمة الطقس ووجود الدعم من أهلنا ومجتمعنا. أما السباقات الدولية، فتتطلب مواجهة تحديات أكبر مثل اختلاف طبيعة المسارات، التغيرات المناخية المفاجئة، نوعية الطعام المتوفر، أعداد المتسابقين، بالإضافة إلى مشقة السفر. هذه العوامل تجعل من كل سباق دولي تجربة مليئة بالتحديات والتعلم.
▪ سباق شاموني يُعد من الأهم عالميًا. كيف كانت مشاعرك عند التأهل له، وكيف استعديتِ له؟
عندما تأهلت، شعرت بفرحة غامرة ممزوجة بالتفكير في حجم التحدي. بدأت استعدادي قبل خمسة أشهر بالتركيز على تمارين التحمل، التقوية، والسرعة، خاصة في المرتفعات الجبلية، مع التزام صارم لتحقيق الأداء الأمثل.
▪ شاركتِ في تحدي “مايكفي” لمسافة 100 كيلومتر. كيف تعاملتِ مع هذا التحدي؟
كان تحديًا شخصيًا بيني وبين نفسي. بدأت بهدف إكمال 50 كيلومتراً، لكن شعرت أنني قادرة على مضاعفة المسافة. رغم التعب الجسدي والنفسي والبكاء في الكيلومترات الأخيرة، أصررت على إنهاء التحدي، وحققت الهدف بمزيج من الإصرار والعزيمة.
▪ ما الصعوبات التي واجهتها خلال رحلتك الرياضية؟
أبرز الصعوبات كانت في إدارة الوقت والتوفيق بين التدريبات والحياة اليومية، إضافة إلى الحاجة للدعم النفسي والمادي في السباقات.
▪ كيف أثرت الرياضة في حياتك؟
الجري نظم حياتي بالكامل، بدءًا من الغذاء وانتهاءً بالفكر. أكسبني التحمل الطويل قوة شخصية وهدوءاً في مواجهة تحديات الحياة، وجعلني جزءاً من مجتمع رياضي يُثري أهدافي ونقاشاتي.
▪ كيف ترين مستقبل رياضة الجري الجبلي في السلطنة؟
تولي وزارة الثقافة والرياضة والشباب اهتمامًا كبيرًا بهذه الرياضة، إلى جانب المبادرات المجتمعية التي تُسهم في تعزيز الوعي الرياضي، ما يُبشر بتزايد أعداد الرياضيين، خاصة النساء، ودعم هذا النوع من الرياضة كجزء من الصحة الجسدية والنفسية.
الانستغرام: @n3mh1