هنّ خاص
في كل قصة حب خالدة، تأتي لحظة يتوج فيها الوفاء والعطاء بهدية تحمل معنى أعمق من مجرد قيمتها المادية، هدية ترمز إلى علاقة تمتد جذورها إلى ما هو أبعد من الكلمات. هكذا كانت هدية سعيد بن سالم البحر الرواس لزوجته سلوى الشكيلية في عام 2022. حيث قدم لها سجادة يدوية نادرة، استغرق نسجها 12 شهرًا من العمل المتقن، وتصوّر امرأة عمانية ترتدي البرقع البدوي، محاطة بنقوش زهور تفيض بمعاني الاستمرارية والرومانسية. هذه السجادة لم تكن مجرد قطعة فنية، بل لوحة تحكي تفاصيل قصة حب وصبر نُسجت بعناية مع كل خيط وُضع بين يدي الحرفيين.
تمت حياكة هذه السجادة بعناية ودقة كبيرة، بأبعاد مترين و40 سم طولاً و170 سم عرضًا، واستغرقت عاما كاملا من العمل المتقن بأيدي أشهر الحرفيين. استخدم في نسجها مزيج فريد من الحرير الإيراني والكشميري مع صوف رقبة الخروف الناعم، وهي المرة الأولى التي يتم فيها اعتماد هذا المزج في صناعة السجاد.
تتجسد في تفاصيل السجادة لوحة فنية لامرأة عمانية ترتدي البرقع البدوي التقليدي، يظهر من خلفه جزء من شعرها، في إشارة إلى التوازن بين التمسك بالتقاليد والانفتاح. تزين السجادة نقوش زهور مستوحاة من البيئة الطبيعية في منطقة الداخلية، والتي تعبر عن الثبات والاستمرارية، لتصبح رمزًا للرومانسية، الوفاء، والرقة التي ترمز إلى قصة الحب العميقة بين سعيد وزوجته سلوى.
ألوان السجادة كذلك ليست مجرد ألوان، بل تحمل في طياتها رموزًا؛ فاللون الأسود يرمز إلى الصراحة والوضوح، فيما يعكس الأخضر والوردي معاني الوطن، الأرض، والحب الذي يجمع بين سعيد وسلوى. هذه السجادة لم تكن مجرد قطعة فنية، بل كانت رسالة حب خالدة تحكي تفاصيل رحلة طويلة من الصبر والكفاح .
قصة حب وكفاح
بدأت قصة الحب بين سعيد وسلوى في مسقط، حيث وقع سعيد في حبها من النظرة الأولى. رغم الحواجز الاجتماعية التي شكلها الاختلاف بين مجتمعهما في مسقط وصلالة، لم يتراجع سعيد، بل تمسك بحبه وتحدى الصعاب ليكلل هذا الحب بالزواج. ومنذ تلك اللحظة، انطلقا معًا في رحلة حياة مشتركة مزجت بين الطموح والحب، مليئة بالأحلام التي لم تكن دائمًا في متناول اليد.
سعيد البحر الرواس لم يكن مجرد رجل أعمال يلاحق النجاح فحسب، بل كان يمتلك رؤية وطموحًا لا تعرف الحدود. بدأ رحلته في عالم السجاد الفاخر بفكرة بدت للبعض صغيرة أو عادية، لكن زوجته سلوى كانت الداعم الأول والأكبر التي آمنت بهذا الحلم منذ بدايته. و وقفت إلى جانبه في كل خطوة، تقدم له التشجيع والدعم حتى عندما كانت التحديات تبدو أكبر من الإمكانيات.
في عام 2013، بدأ سعيد مسيرته المهنية كموظف في أحد البنوك، إلا أنه سرعان ما أدرك أن وظيفته لن تحقق طموحه الأكبر في تأسيس شركة للسجاد الفاخر. بدعم سلوى، اقترض بعض المال وبدأ في إنتاج نماذج صغيرة من السجاد، يعرضها على الزبائن. ورغم الصعوبات التي واجهها، كان عزمه يزداد قوة وإصرارًا على تحقيق حلمه.
وبمرور الوقت، تحقق الحلم، ففي عام 2017، أسس سعيد شركة “البحر للسجاد الفاخر” وترك وظيفته في البنك ليتفرغ لمشروعه. كان أول إنجاز كبير له هو توريد السجاد لمبنى عمانتل الرئيسي، وهو ما شكل نقطة تحول كبرى في مسار الشركة نحو العالمية ثم توالت الإنجازات حيث توسعت الشركة في الكويت، السعودية، وقطر، مع خطط للتوسع في دول أخرى قريبًا.
ورغم كل النجاحات، لم ينسَ سعيد أن الفضل الأكبر يعود إلى دعم زوجته سلوى ، التي كانت القوة الدافعة خلف كل نجاح. لتكريمها، قدم لها هدية خاصة تجسد رحلتهما معًا: سجادة نادرة منسوجة يدويًا، محملة بكل التحديات والانتصارات التي مروا بها.
تعريف شركة البحر
شركة “البحر للسجاد الفاخر” هي شركة عمانية رائدة في صناعة السجاد اليدوي الفاخر، تأسست على يد سعيد بن سالم البحر الرواس. تتميز الشركة بإنتاج قطع فنية من السجاد تجمع بين الدقة الحرفية والجودة العالية باستخدام مواد طبيعية مثل الحرير الإيراني والكشميري، والصوف الطبيعي. تهدف “البحر” إلى الحفاظ على الحرف التقليدية لنسج السجاد مع دمج أحدث تقنيات التصميم لتقديم قطع مميزة تزين أفخم المنازل حول العالم.
تمتلك “البحر للسجاد” عدة فروع حول العالم، بما في ذلك فروع في: الكويت، السعودية، وقطر. كما تخطط الشركة لافتتاح فروع جديدة قريبًا في دول أخرى، مما يعكس طموحها في التوسع إلى أسواق عالمية جديدة.