هنّ _ خاص
في عالم مليء بالتحديات، تبرز قصة رقية الحسني كنموذج يُحتذى به في العزيمة والإصرار. رقية، المعلمة وصانعة الأجيال، تغلبت على أصعب المحن الصحية لتصبح رمزًا للقوة والإلهام. واجهت مرض السرطان والأورام الحميدة بشجاعة لا مثيل لها، وتحولت رحلتها مع المرض إلى اكتشاف ذاتي ومعركة مستمرة نحو حياة مليئة بالصحة والمغامرات.
رقية الحسني ليست مجرد ناجية من السرطان، بل هي قصة إلهام تُظهر لنا أن الإرادة والعزيمة يمكن أن تنتصر على أصعب التحديات، وأن الحياة دومًا تحمل في طياتها فرصًا جديدة للبدء من جديد.
س: كيف تحبين أن تعرفي عن نفسك يا رقية؟
أنا رقية الحسني، مكافحة سرطان وأورام حميدة عدة، محبة للحياة الصحية، مغامرة، عاشقة للجري، مدمنة رياضة، معلمة وصانعة أجيال.
س: حدثينا عن تجربتك مع سرطان الثدي والأورام الحميدة.
كانت تجربتي مع المرض صعبة لكن مليئة بالدروس. في البداية، أُصبت بورم حميد في عام 2003، ومن ثم خضعت لعملية. وبعد خمس سنوات، أُصبت بورم حميد آخر وعملية جديدة. في عام 2013، واجهت سرطان الثدي وتبع ذلك عدة عمليات وعلاج طويل. قمت بحوالي 7 عمليات، آخرها كان في عام 2022.
س: كيف أثرت هذه التجربة على نظرتك للحياة وصحتك؟
تعلمت الكثير.. المرض ليس نهاية الطريق، وليس هنالك مستحيل. الاستمرار هو طريق النجاح، ومن سار على الدرب وصل. هذه التجربة جعلتني أرى الحياة من منظور مختلف، وأقدر كل شيء أملكه وكل لحظة أعيشها.
س: كيف بدأت رحلتك مع الرياضة خلال فترة علاجك؟ وكيف ساعدتك في التغلب على التحديات الصحية؟
خلال فترة العلاج الهرموني، ازداد وزني بشكل ملحوظ، فبدأت بارتياد النادي الصحي لأعمل على إنزال الوزن، وكانت هذه البداية لتحقيق أحلامٍ راودتني كالتسلق والجري. الرياضة قدمت لي الراحة النفسية وساعدتني في التغلب على مشاكل صحية عديدة مثل انسداد الغدد الليمفاوية وآلام المفاصل.
س: هل بدأت بممارسة رياضة معينة؟ وكيف تطورت ممارستك الرياضية منذ ذلك الوقت؟
نعم بدأت برياضتي الهايك والبوكسينج، ولكن الآن أركز بشكل أساسي على الجري. أنا أجمع بين هذه الرياضات، لكن الجري هو الرياضة الأساسية بالنسبة لي.”
س: ماذا عن نظامك الغذائي وروتينك الرياضي اليومي؟
الرياضة أصبحت جزءًا أساسيًا من حياتي، أتبعها بتخطيط من مدربي فهد العبري الذي علمني أن الطعام وقود أولاً، ومن بعد ذلك يكون متعة، وليس العكس. هذا التوازن جعلني أشعر براحة وتحرر.
س: هل لديك نصائح لمن يرغب في اتباع نمط حياة صحي؟
الحياة الصحية ليست معقدة ولا صعبة، فقط ابدأ واستمر.
س: ما هي المغامرات التي قمتِ بها والتي لا تُنسى؟
في عامي 2018 و2019، كنت أخرج كل أسبوع في مغامرة لاكتشاف جمال وسحر جبال عمان. وفي عام 2022، تسلقت قمة كلمنجارو، التي تُعد رابع أعلى قمة في العالم. هذه المغامرات كانت تُخرجني من جو المستشفى وتساعدني على الشفاء النفسي.”
أتطلع مستقبلا للعودة إلى خوض المغامرات وأسعى للمشاركة في السباقات الدولية وتسلق قمم عدة بإذن الله، واكتساب المزيد والمزيد من المعرفة.
س: كيف تدعمين وتحفزين الآخرين من خلال قصتك؟
قررت أن أشارك تفاصيل رحلتي مع المرض واستخدامي للطبيعة والرياضة كوسيلة للتشافي لإلهام من يعانون بأن الأمل موجود ولا يجب التخلي عنه. تحدثت عن تجربتي ومعاناتي، وأوضحت كيف أكد الأطباء أنه من المستحيل أن أتسلق أو أركض بسبب إصابتي بالربو. ورغم ذلك، واجهت المرض وتمكنت من تحقيق كل ما أتمناه. وبالفعل تواصل معي الكثير من مرضى السرطان ومرضى مصابين بأمراض مختلفة ليعبروا عن امتنانهم وليبدأوا بممارسة الرياضة اليومية.”
س: كيف تجدين التوازن بين عملك ونشاطاتك الرياضية؟
دائمًا أحاول إيجاد وقت، ولو ساعة، بين عملي كمعلمة ونشاطاتي الرياضية.
س: ما هي رسالتك للناجين من السرطان؟
أقول لهم لا يوجد شيء أسمه مستحيل، وطالما أنت على قيد الحياة فهذا يعني أن هناك وقت لتحقيق حلمك والحياة اللي تمنيتها. عش كل يوم بيومه. تذكر دائما أن لا شيء مستحيل. مع الاستمرار، يصل الإنسان لمبتغاه، وأعتبر نفسي أني لا زلت في بداية الطريق.