“المدينة المحرمة” فى بكين، ظلت على مدار عشرات الأعوام محاطة بالأسرار نظرا لأنها كانت محرمة على عموم الناس ومتاحة فقط للأباطرة الذين يسكنونها وأسرهم ووزراؤهم ومن يعمل بالبلاط الملكى. ويبلغ عمر المدينة 603 عاما، وكانت دائما مقراً لحكم أباطرة الصين الملقبين بـ “أبناء السماء”.
استغرق بناؤها 14 عاما وتضم ما يقرب من 9 آلاف غرفة تحتوى على كل شىء، من خزائن الملك إلى غرف زوجات الأباطرة وأسرهم، بنيت على مساحة 720 ألف متر مربع محاطة بسور ارتفاعه 10 أمتار وطوله أكثر من 1500 متر، وتعد إحدى العجائب المعمارية التى عرفها التاريخ ولا تزال تحتفظ برونقها، كما أنها تعد أكبر قصر وجد فى العالم حتى الآن، وما يميزها أنها مبنية بالكامل من الأخشاب المطلية بماء الذهب وتغطى عليها ألوان الأحمر والأخضر والأصفر والأزرق والأرجوانى.
وتقع المدينة المحرمة فى قلب بكين، ويحيط بها نهر، وهو بالغ الأهمية، حيث تنتشر الحرائق، وبما أن المدينة مصنوعة من الخشب، فمن السهل احتراقها.. بمجرد دخولك إليها، تجد الكثير من الرموز الدينية والدنيوية، فمثلا يوجد على أطراف غرف القصر حيوانات مصنوعة من الخشب، منها التمساح، والتنين، والطاووس والفيل، كل منها يحمل معنى خاصا.
ويوجد فى مدخل المدينة تمثال كبير للأسد الذى هو رمز القوة والشجاعة، وأنثاه على الجانب الآخر تداعب طفلها تحت أرجلها، ليرمز ذلك إلى الحماية والأمومة والخصوبة.
فيما تجد فى ساحة أخرى قريبة، تمثالا لسلحفاة مصنوعا من النحاس، يزن أكثر من طن فى إشارة إلى العمر الطويل، كما تجد قدرا كبيرا مطليا بالذهب، فى إشارة إلى الخير والكرم.
وعاش بالمدينة 42 من أباطرة الصين وأسرهم على مدار مئات السنوات، ولم يكن يدخل بواباتها الخمس متفاوتة الطول (التى فى المنتصف مخصصة فقط للإمبراطور، ولا يدخل منها سواه باستثناء يوم عرسه تدخل معه زوجته للمرة الأولى والأخيرة. بجوارها بوابة أقل طولا لأبنائه، وأخرى للإناث، وآخرها للمسئولين والعلماء والأطباء) غير الأسرة الحاكمة لذا سميت بالمحرمة.