مسقط _ هنّ
في يوم المرأة العُمانية، يفيض المشهد الوطني بنماذج نسائيةٍ واعدة صنعتْ الفارق في مواقعها، وجسَّدت المعنى الحقيقي للريادة، فحوَّلن التحديات إلى فرص، والطموح إلى أثرٍ يُلهم الأجيال. ومن بين هذه النماذج تبرز شروق آل-صالح مستشارة العلاقات الخارجية والإعلامية في شركة شل العُمانية للتسويق (شل عمان)، بصوتٍ واثقٍ يحكي تجربة نضجت على ضوء الشغف، وتشبعت بقيم الانتماء، واستمدت قوتها من الإيمان بأن النجاح لا يُنتظَر، بل يُصاغ بالإصرار والجدارة.
ففي أحد القطاعات سريعة التحوُّل، استطاعتْ شروق أن تُثبت أن حضور المرأة في قطاع الطاقة لم يعد استثناءً، بل شراكة حقيقية لصناعة الأثر؛ فهي ترى أنَّ المرأة العُمانية تجاوزت مفهوم المشاركة إلى مرحلة التأثير؛ حيث باتت شريكًا في صياغة الرؤى، وصنع القرار، وتشكيل الثقافة المؤسسية من الداخل. فتقول: “نحن لا نسعى لإثبات أننا نستحق المكان، بل نُبرهن كل يوم أنَّ الكفاءة لا تُقاس إلا بالعطاء والإتقان. وفي شل عمان، أجد في كل مشروع فرصةً جديدة لأكون جزءًا من قصة نجاحٍ جماعية نكتبها معًا بتناغم وتكامل”.
وتصفُ شروق بيئة العمل في شل عُمان بأنها تتجاوز الإطار الوظيفي إلى فضاء قيميٍّ وإنسانيٍّ يُنضج التجربة ويُثريها، موضحةً ذلك بقولها: “إن ما يميز هذه الشركة ليس فقط نظامها المؤسسي أو سياساتها الحديثة، بل فلسفتها في احترام الإنسان وتمكينه من أن يُعبر عن ذاته. فهُنا، تُصاغ الثقة بالأداء اليومي، ويتحوَّل تمكين المرأة العمانية من شعارٍ إداري إلى ممارسةٍ تُغني الفكر وتُخصب الإبداع”.
وحيث إنَّ مسؤولياتها المهنية يتقاطع فيها العمل الإعلامي مع التواصل المجتمعي، فإنَّ شروق آل-صالح تؤمن بأن الرسالة المؤسسية لا تنفصل عن القيم الإنسانية؛ فتقول: “عندما نتحدث باسم المؤسسة، فنحن لا ننقل أخبارها فحسب، بل نحمل صورتها ووجدانها ومسؤوليتها تجاه المجتمع. لذلك فإن كل كلمةٍ تُقال وكل مبادرةٍ تُطلق هي انعكاسٌ للوعي بدورنا كشركةٍ تسعى لتقديم قيمةٍ حقيقية في حياة المجتمع الذي نعمل فيه”.
أما عن منهجها في الموازنة بين الحياة المهنية والمسؤوليات الشخصية، فترى شروق أنَّ التمكين الحقيقي يبدأ من السياسات الذكية التي تفهم الإنسان قبل أن تُقيِّمه، وتشير إلى أن نظام العمل المرن، والعمل عن بُعد، والدعم الأسري الذي تقدمه شل عُمان، ليست امتيازات ترفيهية، بل أدوات تمكينية تُعيد تعريف علاقة كل فرد في الفريق بمكان عمله.. مضيفة: “هذه السياسات تجعلنا أكثر التزامًا، لأنها تُعاملنا كبشرٍ متكاملين، لا كأدوارٍ وظيفية. وحين تُقدِّر الشركة إنسانية موظفيها، فإنها تُثمر ولاءً لا يُشترى، بل يُبنى”.
وعن يوم المرأة العمانية كمناسبة وطنية تحتفي بالمنجزات النسائية الواعدة، قالت شروق: “السابع عشر من أكتوبر ليس تِذكارًا، بل وعدٌ متجدد نُقطعه لأنفسنا بأن نكون على قدر الثقة والمسؤولية التي منحنا إياها وطنٌ آمن بقدراتنا منذ فجر النهضة. ومسؤوليتنا اليوم أن نُورِّث هذا الإيمان للجيل القادم، وأن نُثبت أن حضور المرأة ليس عنوانًا احتفاليًّا، بل جوهر في مسيرة التنمية العمانية”.
شروق آل-صالح في سطور
تملك شروق خبرة واسعة تمتد لأكثر من عشر سنوات في مجالات الاتصال المؤسسي، والإعلام، والعلاقات العامة، اكتسبتها من خلال عملها في مؤسسات كبرى داخل سلطنة عُمان وخارجها.
وتجمع شروق بين الخبرة الهندسية والمهارات الاتصالية؛ إذ تحمل شهادة الماجستير في إدارة المشاريع الهندسية من جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة، والبكالوريوس في الهندسة المدنية البيئية من كلية كالدونيان الهندسية بمسقط (كلية الهندسة بالجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا حاليًا). وعُرفت في بيئات العمل المختلفة بقدرتها على تحويل المفاهيم التقنية المعقدة إلى رسائل اتصالية واضحة ومؤثرة، وبكفاءتها كذلك على تخطيط وتنفيذ إستراتيجيات الاتصال والإعلام التي تعزِّز حضور العلامة المؤسسية، وتدعم الأهداف التجارية والتنموية.
تشغل شروق حاليًا منصب مستشارة العلاقات الخارجية والإعلامية في شركة شل العُمانية للتسويق؛ حيث تقود التواصل مع وسائل الإعلام، وتدير الحملات الرقمية، وتشرف على إعداد البيانات الصحفية والتقارير السنوية، إلى جانب تنظيم الفعاليات الكبرى والمؤتمرات. وتتميَّز بقدرتها على بناء وإدارة العلاقات الإستراتيجية مع أصحاب المصلحة، وتوظيف أدوات الاتصال الرقمي والإعلامي لتعزيز السمعة المؤسسية وإبراز المبادرات الوطنية.
