هنّ _ خاص
تسطع الكاتبة العمانية أمل بنت عبدالله الصخبورية كأحد الأصوات الأدبية الواعدة في المشهد الثقافي العُماني، إذ وجدت في الكتابة منذ طفولتها ملاذًا وسحرًا خاصًا. كانت تقضي ساعات طويلة بين الكتب، تغوص في عوالمها وتستقي من كل قصة تجربة جديدة تُغذي خيالها وتُنضج موهبتها. ومع مرور الوقت، تحوّل شغف القراءة إلى رغبة عميقة في صناعة الحكايات وترك بصمة تحمل اسمها في المكتبة العُمانية.
في الحوار التالي نقترب من عالم أمل عبدالله، لنتعرف إلى أبرز محطاتها، وإلى كيف تحوّلت إلهاماتها القرائية إلى أعمالٍ أدبية تنبض بالشغف والتجربة.
متى اكتشفتِ أن الكتابة هي عالمك الخاص، وكيف بدأت أولى محاولاتك؟ وهل كان هناك شخص أو موقف شكّل الشرارة الأولى في مسيرتك الأدبية؟
بدأت الكتابة منذ سنوات، على هيئة نصوص نثرية وقصص قصيرة، وكانت الشرارة الأولى عندما طُرحت مسابقة بعنوان “كورونا والأدب”، فقررت المشاركة على مستوى السرد، وكانت قصتي من ضمن القصص الفائزة على مستوى الوطن العربي.
ما الذي يلهمك أكثر: الناس من حولك، الأماكن، أم التجارب الشخصية؟
*بإمكانك أن تقولي، أن هذه الأمور مجتمعة تشكل لي إلهاما
هل القراءة بالنسبة لك وسيلة للإلهام أم نافذة للتأمل فقط؟
*القراءة هي أساس كل ما أنا عليه اليوم كأديبة وروائية، هي مصدر الإلهام ومنفذ إلى السعادة والنجاح
كيف تختارين عناوين أعمالك المميزة مثل مفتاح الخريطة إلى مملكة أمل أو تعويذة الوادي، عروس الغرقة؟
*أنتقي خلاصة وجوهر ما يحمله العمل الأدبي، فيكون العنوان شاملا أو مشيرا لذاك الجوهر.
كيف توفقين بين كونك كاتبة، أم، ومعلمة في الوقت ذاته؟
*هذه النواحي كلها مكملة لبعضها، صنعتني كامرأة ناجحة في الأدب، والتعليم، والأمومة
ما أكثر التحديات التي واجهتك في مسيرتك الأدبية؟
*بصراحة خوض غمار النشر هو هاجس دائم لكل أديب يقدم على إصدار ونشر كتابه، فالبحث عن دار نشر ملائمة ومساندة ليس بالأمر الهين، خصوصا أمام انتشار التكنولوجيا والكتب الإلكترونية، ولكن بتوفيق من الله تتيسر الأمور، وإنما الأعمال بالنيات.
هل هناك شخصية أو قصة كتبتِها وبقيت قريبة من قلبك بشكل خاص؟
*كل إصدار خرج للعلن، له معزة خاصة، كل كتاب نشرته حمل رحلة من الكفاح الذهني والبحثي إلى جانب الموهبة الربانية.
ماذا تعني لكِ الكتابة على المستوى الشخصي؟
*الكتابة ليس لها تعريف مؤطر، ولا معنى محدد أو مقولب، تشعر أنها كائن متغير، يتطور ويكبر كلما سعيت ونضجت بالخبرة، الكتابة جزء من فكري كأديبة، ويصعب أن تنزع نفسك مما تكتب، فما نكتبه جزء منا يشبهنا مهما تملصنا.
ما النصيحة التي تقدمينها لابنكِ أو ابنتكِ إذا أرادا أن يسلكا طريق الكتابة؟
*إذا كانت لديه الرغبة الصادقة والموهبة فليقرأ كثيرا قبل كل شيء، ولينتسب إلى دورات وورش تنحت وتطور هذا المجال، خصوصا أننا أصبحنا في زمن السرعة والتطور، والأشياء من حولنا تتغير، فيجب أن مواكب متطلبات الكتابة وتقنياتها الدائمة التحديث في كافة مجالات الأدب.
هل هناك مبادرات مجتمعية تقدمينها ولها ارتباط بالجانب الثقافي؟
*أنا دائما أسعى للمساهمة المجتمعية فيما يتعلق بجانب القراءة أو الكتابة، من خلال لقاءات معقودة، ومن خلال تقديمي ورش متنوعة في تنمية القراءة الذكية، وكتابة القصة في المدارس والمنشآت الثقافية، وأيضا الانتساب إلى جماعات وصالونات ثقافية، وتمثيل الجانب الأدبي للمرأة العمانية في أكثر من محفل، ورعاية مسابقات تقييمية للقراءة والكتابة الأدبية، وأنا عضوة في لجنة تقييم الأعمال الأدبية لدى إحدى دور النشر العربية.
ما مشاريعك القادمة التي ينتظرها القرّاء؟
*ثمة مجموعة قصصية قيد النشر، تحمل لونا وطابعا جديدا في أسلوب الكتابة لدي، وانتسبت إلى ورشة محترف الرواية لبيت الزبير تحت إدارة وتوجيه الأديبة العمانية المعروفة بشرى خلفان، وهذه ورشة ودراسة مكثفة وتجربة كتابية سنخرج من خلالها بعمل روائي جديد أكثر نضجا وجودة.
كيف تحبين أن يتذكرك الناس: ككاتبة، أم معلمة، أم قارئة، أم كل ذلك معًا؟
*أريد أن يتذكرني الناس في هذه النواحي جميعها، كامرأة عمانية ومؤثرة إيجابيا في مجتمعي المحلي والعربي في الحراك الثقافي والأدبي.
الانستغرام: @lifehope80
