هنّ _ خاص
سارة فريد العولقي فنانة مبدعة متعددة التخصصات وقيّمة فنية، ولدت في المملكة المتحدة ونشأت في سلطنة عمان. هي مؤسسة غاليري Cure8 للفنون منذ 2016، حيث تدعم الفنانين الصاعدين وتعزز الحوار بين الإبداع المعاصر والتراث العماني.
تمتد أعمالها لتشمل التصوير، الأفلام، الرسم، النحت، والمنسوجات، وقد مثلت سلطنة عمان بفخر في بينالي البندقية. شغفها بالفن والتعليم يسعى لبناء جسر يربط الماضي بالحاضر ويمنح الأجيال الجديدة فهماً أعمق للفن والهوية.
المزيد عنها في هذا الحوار..
سارة، أنتِ فنانة متعددة التخصصات، وقيّمة فنية، ومؤسسة غاليري Cure8 للفنون… كيف تقدمين نفسك لجمهور يلتقي بكِ لأول مرة؟
«أُقدّم نفسي أولاً وقبل كل شيء كشخص يعشق المشاعر التي تحيط بالفن. بالنسبة لي، الفن ليس مجرد عملية خلق، بل هو حالة حضور كاملة معه، سواء كان عملي أو أعمال الآخرين. كل مرحلة من مراحل العمل الفني تحمل طبقات من المشاعر والتأملات والاكتشافات التي يجب أن تُعاش وتُفهم بعمق. الفن هو الوسيط الذي أعبّر من خلاله عن الحياة ذاتها، وأتواصل بواسطته مع الناس، والتراث، والعالم من حولي».
ما الدافع وراء تأسيس غاليري Cure8 للفنون عام 2016؟
«كانت الدافعية وراء تأسيس الغاليري هي رغبتي في إنشاء مساحة للفنانين—مكان للتعاون والتعلم المتبادل والتجريب بحرية، وأن نكون فيه على طبيعتنا تمامًا. بطريقة ما، أنشأت المساحة التي كنت أحتاجها لنفسي، وأعتقد أنها أصبحت مساحة احتاجها الكثير منا بحق».
كيف ترين دور الفن في الربط بين الماضي والحاضر في سلطنة عمان؟ وما أبرز التحديات التي واجهتها في دعم الفنانين والحرفيين المحليين؟
«أرى أن دور الفن في عمان أساسي في وصل الماضي بالحاضر. أنا فخورة جدًا بما وصلنا إليه—بكيف أصبح الفنانون هنا قادرين على التعبير عن أنفسهم بطرق جديدة دون فقدان هويتنا. عمان غرست فينا حبًا عميقًا لتراثنا، حبًا يشكّل بشكل واعٍ أو غير واعٍ الطريقة التي نتعامل بها مع الفن ونبدعه بها. إنه الخيط غير المرئي الذي يربط تعبيراتنا المعاصرة بجذورنا».
إلى جانب عملك في تنظيم المعارض، تمارسين التصوير الفوتوغرافي، وصناعة الأفلام، والرسم، والنحت… أي من هذه الأعمال تهتمين به أكثر؟
«لا أصف نفسي كقيّمة بقدر ما أصف نفسي كمبدعة. وحين تكون المبدع الحقيقي، يمكنك التنقل بين الوسائط بحرية—التوقف هو التحدي الحقيقي بالنسبة لي. لا أملّ من تعلم مهارات جديدة واكتشاف كيف تتجسد أفكاري عبر أشكال مختلفة، سواء في التصوير أو الفيلم أو الرسم أو النحت. لا أؤمن بأن الفنان يجب أن يحصر نفسه في وسيلة واحدة؛ فكل وسيط يمتلك صوته الخاص وطريقته في التعبير عمّا أريد قوله».
حدثينا عن تجربتك في تمثيل سلطنة عمان في بينالي البندقية.
«بينالي البندقية هو حلم كل فنان، وبالنسبة لي جاء كهدية ومفاجأة في آن واحد. كنت غاية في السعادة، وقررت أن أتحدى نفسي بالعمل على خامة جديدة كليًا—الفولاذ—الأمر الذي أخرجني من منطقة الراحة. وكانت النتيجة واحدة من أجمل تجاربي الفنية في حياتي. تمثيل بلدي وشعبي وقصتنا على منصة عالمية بهذا الحجم كان شرفًا عظيمًا. التواصل مع جماهير من مختلف أنحاء العالم من خلال فني كان تجربة مذهلة ومُلهمة بعمق».
أي عمل فني أو مشروع تشعرين أنه عبّر عنكِ بأصدق شكل؟
«هناك جزء مني في كل ما أُبدعه، لذلك يصعب عليّ اختيار عمل واحد فقط. كل مشروع يلتقط طبقة مختلفة من ذاتي في تلك اللحظة—أسئلتي، مشاعري، وارتباطي بالتراث. بهذا المعنى، تشكّل جميع أعمالي مجتمعة أصدق صورة لي».
ما المشاريع التي تعملين عليها حاليًا، وما خططك الفنية المستقبلية؟
«خططي المستقبلية بسيطة: أن أستمر في التعلم والإبداع والاستكشاف بلا حدود، مع السعي دائمًا لمشاركة فني مع العالم. في الوقت الحالي، أُتيح لنفسي مساحة للتجريب بحرية وترك الأمور تتكشف بشكل طبيعي. بدلاً من القلق بشأن مستقبل لا أملك السيطرة عليه، أُركز على الاستمتاع بالرحلة نفسها—ففيها تكمن السحر الحقيقي».
ما النصيحة التي تقدمينها للفنانين الشباب الراغبين بترك بصمتهم؟
«استمروا في الإبداع—ولا تتوقفوا. بصمتكم ستظهر بطبيعتها دون أن تُجبروا على ذلك. ابحثوا، استكشفوا، ودعوا الإلهام يقودكم. والأهم من كل ذلك، استمتعوا بالعملية الإبداعية، فمع الوقت ستتكون بصمتكم الفريدة تلقائيًا. كونوا أصليين، صادقين، وكونوا أنتم أنفسكم دائمًا».
لمتابعة سارة في الانستغرام:s.alaulaqi
