هنّ _ مسقط
في سجل المرأة العُمانية المشرّف، تبرز أسماء صنعت من مواقفها شواهد خالدة على قوة الحضور، وعمق الانتماء، وصلابة المبدأ. ومن بين هذه الأسماء تضيء الدكتورة **أمامة بنت مصطفى اللواتية** مثالًا مُلهمًا للمرأة العمانية الرائدة التي لم تكتفِ بالمشاركة في ميادين العلم والفكر، بل حملت همّ العدالة لتجسّده فعلًا إنسانيًا جريئًا على أرض الواقع.
أمامة اللواتية، الأكاديمية والإعلامية العُمانية، والباحثة في مجالات الصحافة والاتصال والحوار بين الأديان، لم تتوانَ عن الانضمام إلى **أسطول الصمود العالمي** المتجه إلى غزة، إيمانًا منها بأن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ليس خيارًا، بل واجب أخلاقي وإنساني.
ورغم معرفتها بالمخاطر، أبحرت أمامة على متن السفينة *مارينيتا-صفد*، في رحلة تضامنية تعد الأولى من نوعها بمشاركة أكثر من **532 متضامنًا من 45 دولة**، متحدين الحصار المفروض على غزة منذ سنوات. غير أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعترضت الأسطول في المياه الدولية، وشنّت هجومًا استمر لساعات، أسفر عن اقتياد السفن إلى ميناء أسدود واعتقال المئات من المتضامنين، من بينهم الدكتورة أمامة اللواتية.
في رسالة مرئية مؤثرة سُجلت مسبقًا، ناشدت أمامة الحكومة العُمانية بالتدخل العاجل لإطلاق سراحها، مؤكدة أن رسالتها لم تكن سوى محاولة إنسانية لكسر حصار جائر يفتك بمدنيين أبرياء. ورغم وجودها رهن الاعتقال، طمأن فريقها القانوني من خلال المحامي العماني بسام علي بأنها بخير، وأن الجهود لا تزال قائمة للوصول إليها.
إن مسيرة أمامة اللواتية لا تختصر في هذه اللحظة البطولية فحسب، فهي أم عُمانية محبة، مبدعة تهوى الكتابة والتصوير والسفر والمسير الجبلي، وتجمع بين العلم والفكر والشغف الإنساني. لكن إصرارها على جعل القضية الفلسطينية محورًا من محاور رسالتها الفكرية والإنسانية، هو ما يجعلها اليوم نموذجًا مضيئًا للمرأة العُمانية التي تترجم المبادئ إلى أفعال.
لقد جسّدت أمامة بجرأتها رسالة مفادها أن **المرأة العُمانية ليست غائبة عن قضايا الأمة**، بل هي في الصفوف الأولى، حاضرة بقوة في الميدان الإنساني والفكري، لتؤكد أن التضامن مع فلسطين ليس شعارًا، بل التزامًا أخلاقيًا ينبع من صميم الهوية والوجدان.
إن ما قامت به الدكتورة أمامة اللواتية سيبقى محفورًا في ذاكرة التاريخ كنموذج بطولي يلهم أجيالًا قادمة، ويؤكد أن عُمان، بأبنائها وبناتها، لا تتخلى عن مبادئها الراسخة في نصرة الحق، والدفاع عن المظلوم، أينما كان.
الانستغرام : omamalawati