هنّ _ خاص
حين يتحول الشغف إلى رسالة، والإصرار إلى أثرٍ حقيقي في حياة الناس، يبرز فريق مسعفو النبض كقصة نجاح ملهمة في العمل التطوعي. هذا الفريق الذي تقوده الممرضة عبير الرحبية بالشراكة مع قيس الحارثي، استطاع أن يثبت أن بضع دقائق من الإسعاف قد تصنع الفارق بين الحياة والموت.
ولأن جهودهم لم تمر مرور الكرام، فقد تُوّج الفريق مؤخرًا بـ جائزة بصمة من مجموعة مسقط للإعلام، ليؤكد أن رسالتهم في نشر الوعي الصحي وصلت بصدق وفاعلية إلى قلوب المجتمع.
في هذا الحوار، نكتشف أسرار انطلاقتهم، إنجازاتهم، وكيف يخططون لصناعة جيل واعٍ بالإسعافات الأولية.
بدايةً، من هي عبير الرحبية؟
أنا عبير الرحبية، ممرضة بوزارة الصحة ومدربة إسعافات أولية معتمدة محليًا ودوليًا من ثلاثة معاهد أمريكية. أسست فريق مسعفو النبض بالشراكة مع المشرف العام للفريق قيس الحارثي. نحن فريق تطوعي يضم حوالي 150 شابًا وشابة مهتمين بمجال الإسعافات الأولية ونشر الوعي الصحي في المجتمع، ونعمل بروح الفريق الواحد من أجل هدف مشترك: أن يكون كل فرد في المجتمع قادرًا على إنقاذ حياة إنسان عند الحاجة. كما نسعى لإيصال رسالتنا بمختلف اللغات.

متى بدأت فكرة المبادرة وكيف تطورت؟
بدأنا مبادرات التوعية منذ أكثر من سنتين، وقررنا هذا العام أن تكون المبادرات أكثر رسمية، ومن هنا وُلدت مبادرة مسعفو النبض. الفكرة جاءت بدافع الحاجة الملحة لزيادة الوعي بالإسعافات الأولية في المجتمع، خاصة مع تكرار الحوادث اليومية في الطرق والمدارس والأماكن العامة. اخترنا هذا الجانب لأنه مرتبط بالإنسان مباشرة، وأحيانًا مجرد تدخل سريع وبسيط قد ينقذ حياة كاملة.
ما الأسباب التي دفعتك شخصيًا لتبني هذه المبادرة؟
بحكم خبرتي كممرضة في قسم العناية المركزة والطوارئ، واجهت العديد من الحالات التي لم يُسعف أصحابها أو لم يُتدخل بسرعة لمنع تفاقم وضعهم، ما أدى لوفاتهم أو إصابتهم بإعاقات دائمة. لذلك عاهدت نفسي أن أكون سببًا في نشر رسالة الإسعافات الأولية لكل من حولي وبقدر ما أستطيع الوصول إليه.

ما أبرز مجالات التدريب والخطوات التي تركزون عليها حاليًا؟
نركز بشكل خاص على تمكين فئة الإعاقة السمعية ليصبحوا مسعفين مؤهلين للتعامل مع الحالات الطارئة، بالإضافة إلى:
تنظيم ورش إسعافات أولية عملية للمجتمع والطلاب.
المشاركة في الفعاليات والمبادرات الوطنية لنشر الوعي الصحي.
تدريب الأعضاء الجدد باستمرار ليكونوا جاهزين لأي موقف طارئ.
إنتاج محتوى توعوي عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتوصيل المعلومة بشكل مبسط وسريع.

وما أبرز إنجازاتكم حتى الآن؟
من أبرز إنجازاتنا تخريج أول مسعف من فئة ذوي الإعاقة السمعية، إلى جانب تدريب مئات الطلاب والمتطوعين في المدارس والجامعات، والمشاركة في العديد من الفعاليات الوطنية والمجتمعية مثل معرض مسقط الدولي للكتاب، الأولمبياد العُماني الخاص، ومهرجان الجبل الأخضر وغيرها. كما نفخر بتأسيس فريق مسعفين مؤهل قادر على التدخل بكفاءة في مختلف الفعاليات والأنشطة.
حدثينا عن فوزكم بجائزة بصمة من مجموعة مسقط للإعلام عن فئة التوعية بالإسعافات الأولية. ما الذي تعنيه لكم هذه الجائزة؟
فوزنا بجائزة بصمة كان شرفًا كبيرًا لنا، لأنها اعتراف رسمي بجهودنا التطوعية في مجال الإسعافات الأولية. وهي حافز كبير للاستمرار ورسالة بأن عملنا يترك أثرًا حقيقيًا في المجتمع.

أخيراً، ما هي طموحاتكم المستقبلية؟
طموحاتنا المستقبلية كبيرة ومتنوعة، فنحن نسعى إلى توسيع نطاق الفريق ليشمل محافظات أخرى، وتدريب أكبر عدد ممكن من الشباب على الإسعافات الأولية ليكونوا جاهزين للتدخل عند الحاجة. كما نطمح إلى إطلاق برامج متخصصة لتمكين ذوي الإعاقة السمعية والبصرية في مجال الإسعاف وتأسيس فريق خاص من هذه الفئة، إضافة إلى بناء شراكات مع المؤسسات التعليمية والصحية لضمان استدامة رسالتنا وأثرها في المجتمع.
الانستغرام: 3biir211
paramedics_om