خيم الحزن على الوسطين العُماني والخليجي بعد إعلان وفاة المصممة العُمانية أمل البلوشية، مؤسسة بوتيك دار دارين، يوم الجمعة، إثر صراع شجاع مع مرض السرطان. وبرحيلها، تفقد الساحة واحدة من أبرز الأسماء التي جعلت من الأزياء نافذةً تحكي قصة التراث والهوية العُمانية بروح معاصرة.
أمل البلوشية لم تكن مجرد مصممة، بل رمز ثقافي جمع بين الأصالة والتجديد، فحوّلت التطريزات والقصّات العمانية إلى لغة بصرية حديثة، تحمل في كل تفاصيلها انتماءً عميقًا. ومن خلال دار دارين، أسست علامة رائدة جسّرت الماضي بالحاضر، وقدّمت في معارض محلية ودولية صورة مشرّفة للمرأة العُمانية المبدعة.
عرفها الجمهور بذوقها الرفيع وشغفها الذي لم يضعفه المرض، حيث واصلت عملها حتى آخر لحظة، لتترك وراءها إرثًا فنيًا وإنسانيًا لا يُنسى. كانت فلسفتها تقوم على الحفاظ على ملامح الزي العُماني التقليدي – من الخيوط الذهبية المطرزة إلى الأقمشة الغنية – مع إضافة لمسات عصرية تمنح المرأة الخليجية خيارًا يجمع بين الأناقة والهوية.
حظيت أمل بتكريم لكونها من أوائل مصممات الأزياء في سلطنة عُمان، وقد مثّلت سلطنة عمان في محافل دولية، كان أبرزها مشاركتها عام 2019 في مهرجان الأناقة والإبداع بمدينة طنجة، حيث حظيت تصاميمها بإعجاب واسع لما حملته من توازن بين الروح الخليجية والبعد العالمي. كما تركت بصمتها محليًا في منتدى الخليج للأناقة بمسقط عام 2014، حين قدمت قطعًا مبهرة أبرزت جمالية ورمزية الزي العماني بلمسة مبتكرة.
برحيل أمل البلوشية، يودّع عالم الأزياء اسمًا صنع فرقًا كبيرًا، وامرأةً آمنت بأن الموضة يمكن أن تكون جسرًا لحفظ الهوية وتعزيز الانتماء.