رحل صباح اليوم السبت الموسيقي والمسرحي اللبناني الكبير زياد الرحباني عن عمر ناهز 69 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا استثنائيًا سيظل حاضرًا في وجدان عشاق الفن في لبنان والعالم العربي. زياد، ابن الأسطورة فيروز والراحل عاصي الرحباني، لم يكن مجرد موسيقي، بل كان مدرسة قائمة بذاتها، جمع في أعماله بين الحداثة والجرأة، واستطاع عبر ألحانه ومسرحياته الساخرة أن يعكس هموم اللبنانيين ويترجم واقعهم بأسلوب نقدي لاذع يمزج بين الألم والفكاهة.
وفاته لم تمر مرورا عادياً عند جمهوره ومحبيه إذ تصدر اسمه مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعاد محبوه تداول صوره النادرة، خصوصًا تلك التي جمعته بوالدته فيروز وشقيقه ريمة، والتي التُقطت عام 2022 خلال إحياء ذكرى والده عاصي الرحباني. كانت تلك الصور شاهدة على آخر ظهور علني جمع أفراد العائلة في لحظة مؤثرة ما زالت عالقة في الأذهان.

زياد الذي وُلد في 1 يناير 1956، خطّ مسيرته الفنية مبكرًا، إذ قدّم أول ألحانه لوالدته في أغنية “سألوني الناس” عندما كان والده في المستشفى، وكان عمره آنذاك 17 عامًا فقط. ومنذ ذلك الحين، انطلق في مسيرة حافلة بالأعمال التي خلدت اسمه في تاريخ الموسيقى والمسرح اللبناني، من بينها مسرحيات “بالنسبة لبكرا شو”، “سهرية”، “فيلم أمريكي طويل”، “شي فاشل” وغيرها. كما أبدع في تقديم روائع لوالدته فيروز مثل: “البوسطة”، “أنا عندي حنين”، “سلملي عليه”، “يا جبل الشيخ” وغيرها من الأغنيات التي ما زالت حيّة في قلوب الجمهور حتى اليوم.
وفور إعلان وفاة صاحب “شو هالأيام” و “بلا ولا شي” ، توافدت كلمات الرثاء من نجوم الفن والإعلام، تعبيرًا عن الحزن العميق لفقدانه.
وقالت الفنانة ميريام فارس: “لبنان والعالم كله خسر عملاق الفن والإبداع زياد الرحباني. ما في كلام بعبّر عن حزني برحيلك”.
أما الإعلامي اللبناني نيشان فكتب: “يا وجع فيروز.. حزن عصيّ عن المواساة. زياد الرحباني رحل”.
النجمة إليسا رثته بقولها: “زياد الرحباني لم يكن فنانًا عاديًا، ولا شخصًا عاديًا، عبقريته الموسيقية لا تتكرّر. برحيله، خسر لبنان جزءًا منه وقطعة من ذاكرته. فيروز، أم زياد، نسأل الله أن يرزقها الصبر والقوة، العظماء مثله لا يموتون”.
أما سلطان الطرب جورج وسوف فقال: “رحل زياد العبقري، والمبدع، ستبقى أعماله خالدة، وفنّه العظيم حيّ في القلب والفكر على مرّ الأجيال. أحرّ التعازي للسيدة فيروز الأم، ولعائلة الرحباني، ولكل محبيه”.
وكتبت الفنانة نوال الزغبي: “رحيل العبقري الرحباني عن الحياة، الله يرحمك”.
فيما عبّرت الفنانة كارمن لبس عن صدمتها قائلة: “لماذا؟ أشعر أن كل شيء انتهى، أشعر وكأن لبنان قد فرغ”.
رحيل زياد الرحباني لا يُعتبر خسارة لعائلته فقط، بل للبنان وللموسيقى العربية بأسرها. إرثه سيظل شاهدًا على عبقرية فنية نادرة، وفنه الخالد سيبقى ملهمًا للأجيال القادمة، فيما يبقى اسمه محفورًا إلى الأبد كأيقونة للإبداع والتمرّد الفني.