ربما فكّرتِ يومًا أن تفويت الوجبة أو البقاء جائعة لفترة طويلة سيسرّع من عملية فقدان الوزن. فكرة شائعة، لكنها بعيدة عن الحقيقة. في تجربتي، وكل ما قرأته واستفدت منه من خبراء الصحة والتغذية الطبيعية، اتضح أن البقاء لساعات طويلة بدون طعام قد يكون من أكثر العادات ضررًا، ليس فقط على الوزن، بل على صحتكِ الجسدية والنفسية أيضًا.
ماذا يحدث لجسمكِ عندما تبقين دون طعام لفترة طويلة؟
عندما تظلين على معدة فارغة لفترة طويلة، يدخل جسمك في وضع يُعرف بـ”وضع البقاء”. أي أنه يبدأ في خفض سرعة عملية الأيض لحماية طاقته، وهو عكس ما تظنين أنه سيساعدك على خسارة الوزن. في الواقع، هذا التباطؤ يُصعّب فقدان الدهون ويجعل الجسم أكثر استعدادًا لتخزينها، خاصة في منطقة البطن.
وأسوأ ما في الأمر أن هذا النوع من الدهون، المعروفة بالدهون الحشوية، لا يقتصر ضررها على المظهر فقط، بل ترتبط بمشكلات خطيرة مثل السكري وأمراض القلب.
هل لاحظتِ نوبات اشتهاء مفاجئة بعد الجوع الطويل؟
الامتناع الطويل عن الطعام يؤدي غالبًا إلى نوبات اشتهاء لا يمكن مقاومتها، يتبعها إفراط في تناول الطعام، غالبًا أطعمة غير صحية. كما أن اضطراب مستويات السكر في الدم بسبب الجوع يجعل الجسم يتصرف بشكل غير متوازن، ويزيد من احتمالية تخزين الدهون بعد كل وجبة.
تأثير الجوع على مزاجكِ وتركيزكِ
من تجربتي الشخصية، وجدت أن البقاء جائعة لوقت طويل ينعكس على طاقتي ومزاجي. قد تشعرين بالتعب، الانزعاج، وحتى التوتر. وهذا التوتر يرفع بدوره هرمون الكورتيزول في الجسم، الذي يشجع على تخزين الدهون.
هل من بدائل صحية؟ بالتأكيد!
إليكِ بعض العادات التي ساعدتني شخصيًا:
- لا تتجاهلي وجبة الإفطار، وحاولي تناول وجبات صغيرة ومتوازنة كل 4-5 ساعات.
- ابدئي صباحكِ بماء دافئ مع القليل من الليمون أو شاي الأعشاب، لتحفيز عملية الهضم.
- اختاري وجبات مغذية تحتوي على الحبوب الكاملة، الخضروات، الدهون الصحية، والبروتينات.
- مارسي الأكل بوعي، ابتعدي عن الهاتف أو العمل أثناء الأكل، وامضغي الطعام جيدًا.
- امشي بعد الوجبات، حتى لو لدقائق قليلة، فهذا يساعد على الهضم ويقلل من تخزين الدهون.
في الختام
أهم ما تعلمته أن الحرمان لا يؤدي إلى الرشاقة، بل إلى خلل في التوازن. جسمكِ يحتاج إلى تغذية منتظمة، لا مجاعة. وعندما تمنحينه ما يحتاجه بلطف ووعي، يردّ لكِ الجميل بصحة وطاقة وحيوية تدوم.
المصدر: ترجمات
