هنّ _ خاص
تقول: “مهمتي أن أكون الأخت، اليد اليمنى، والسند النفسي للعروس… أرافقها من الصالون إلى الكوشة، وأهتم بأدق التفاصيل لتعيش ليلة زفافها بهدوء وسلام.”
في ليلة العمر، تبحث كل عروس عن السكينة وسط الزحام، عن يد تمتد بثقة، وصوت يهمس بالاطمئنان. هنا تظهر شروق الصالح، الشابة العُمانية الطموحة، لتكون تلك اليد، وذلك الصوت. بشغف كبير بالتفاصيل وموهبة في التنظيم، أسست مشروع “برايد آند كو” لتكون من أوائل من احترفن مهنة “مرافقة العروس” في سلطنة عُمان، مكرّسة خبرتها الأكاديمية والعملية في مجال تنظيم الفعاليات لتمنح كل عروس تجربة زفاف فريدة، هادئة، ومثالية.
شروق تحمل درجة الماجستير في إدارة وتنظيم الفعاليات من جامعة FIU، بعد سنوات من الدراسة والعمل في ميامي، حيث بدأت رحلتها المهنية مع فريق EBJ Events، وهناك عرفت أن مرافقة العروس ليست مهمة عابرة، بل مسؤولية إنسانية تتطلب الكثير من الحكمة، الصبر، والرقي في التعامل.
كيف بدأتِ رحلتك في مهنة “مرافقة العروس”؟
بدأت رحلتي خلال دراستي الجامعية، حيث كان من شروط التخرج إكمال 800 ساعة تدريب عملي. واجهت صعوبة في العثور على فرصة بسبب حاجز اللغة في ميامي، لكنني وُفقت بالحصول على تدريب مع EBJ Events.
سرعان ما أوكلوا لي مهمة مرافقة العروس طوال يوم الزفاف، وهو دور يتطلب هدوءاً، سرعة تصرّف، واهتماماً بالتفاصيل. شاركت في أكثر من 50 زفافاً لثقافات مختلفة، ومع الخبرة شعرت أن هذا المجال يناسبني، فقررت إطلاق مشروعي الخاص في سلطنة عمان.

ما هي فكرة مشروعك “برايد آند كو”.. وما الذي يميزك؟
أُسّست مشروع “برايد آند كو” ليكون الملاذ الأول لكل عروس تشعر بالارتباك أو التوتر خلال مرحلة التحضيرات. نحن هنا لنكون الداعم الحقيقي في يومها الكبير، نتولى جميع التفاصيل مهما صغرت، لنمنحها تجربة زفاف هادئة ومليئة بالحب والراحة، بعيداً عن التوتر والضغوط.
ما يميزنا حقاً هو تركيزنا على التفاصيل الدقيقة التي قد تغيب عن ذهن العروس في خضم الانشغالات. لدينا فريق محترف ومدرّب بعناية عالية، أشرفتُ بنفسي على تدريبه، كما تلقيتُ تدريبي على يد منظمة حفلات زفاف مرموقة من ميامي، تحمل في رصيدها أكثر من عشر سنوات من الخبرة، وحصلت على جوائز متتالية كأفضل منظمة فعاليات. هذه الخلفية الاحترافية تنعكس على كل تجربة نقدمها، لتكون أكثر دقة، أناقة، وتفرّداً.
ما هي أبرز المهام التي تقدمينها للعروس يوم الزفاف؟ وهل تشمل الخدمة ما قبل الزفاف أيضًا؟
مهمة “وصيفة العروس” بالنسبة لي هي تجربة إنسانية بحتة، أعتز بها لأنها تتيح لي أن أكون جزءًا من لحظة حب تتوّج بالزواج. نحن في “برايد آند كو” نقدم مجموعة خدمات متكاملة تهدف إلى دعم العروس نفسيًا ولوجستيًا في يومها الكبير، بداية من إعداد جدول تفصيلي لليوم، ومساعدتها في ارتداء الفستان، وتعطيرها، وتنسيق تفاصيل التصوير، وصولًا إلى تدريبها على الزفة والتنسيق مع الـDJ والإضاءة قبل دخولها، ومرافقتها خطوة بخطوة حتى تصل إلى الكوشة بكل هدوء وثقة. وتشمل خدماتنا أيضًا ما قبل الزفاف مثل مرافقة العروس من الصالون، الإشراف على تفاصيل تجهيزها، والتسوق نيابة عنها خصوصًا للعرايس من خارج مسقط، بالإضافة إلى الاستشارات الخاصة، وحتى خدمة إرجاع الفستان المؤجر بعد الزفاف. هدفنا أن تعيش كل عروس يومها بسلام، بعيدًا عن أي توتر أو ضغط.

هل تواجهين مواقف طارئة خلال الأعراس؟ وكيف تتعاملين معها بسرعة وهدوء؟
كل عرس يمر بظروف ومواقف مختلفة، ومن الطبيعي أن تحدث بعض الطوارئ خلال هذا اليوم الحساس. دوري كمرافقة عروس أن أتعامل مع هذه المواقف بهدوء وذكاء، فأول خطوة أقيّم الوضع بنفسي وأبحث عن الحلول المتاحة دون إشعار العروس، إلا إذا كان الموقف يتطلب تدخلها. في هذه الحالة، أذهب إليها وأنا أملك بدائل واضحة، مما يساعدنا على اتخاذ القرار بهدوء وبدون توتر. من أصعب المواقف التي أواجهها هي تدخلات بعض أفراد العائلة، خاصة كبار السن الذين قد لا يتقبلون بسهولة طريقتي في التنظيم. ومع ذلك، أحرص دائمًا على كسب ثقتهم من خلال حسن التواصل، والطمأنينة التي أبثها في حديثي، ومع الوقت يرون التزامي وفهمي للتفاصيل، فيتركون لي المساحة اللازمة لإنجاز المهمة كما يجب.
ما أصعب موقف واجهك خلال مرافقة عروس؟ وكيف حوّلته إلى لحظة إيجابية؟
من أصعب المواقف التي مررت بها كانت مع عروس في إحدى الدول الخليجية. في يوم الزفاف، تعرّض أهلها لضغط كبير نتيجة أمور طارئة حدثت في اللحظات الأخيرة، وكانت خارجة عن السيطرة. ابتعدت عنها دقيقة فقط للتنسيق مع أحد المنظمين، وعندما عدت وجدتها تبكي بشدة، إذ انعكس توتر أهلها عليها مباشرة. رؤية العروس بهذه الحالة في ليلة عمرها كانت لحظة مؤثرة جداً بالنسبة لي، شعرت بانكسار قلبها وتمنّيت لو بإمكاني أن أحمل عنها كل ذلك العبء.
تداركت الموقف سريعاً، جلست بجانبها وأمسكت يدها، وبدأت أهدّئ من روعها وأطمئنها أنني معها ولن أسمح لأي أحد بإزعاجها حتى تستعيد هدوءها. جلبت لها بعض الطعام لتشعر بالراحة قليلاً، وحرصت على أن تبقى الابتسامة على وجهها لبقية اليوم. كانت تلك اللحظة درساً في أهمية التواجد الحقيقي بجانب العروس، ليس فقط لتنظيم الحدث، بل لاحتضان مشاعرها أيضاً.

ما أجمل لحظة عشتِها في مسيرتك كمرافقة للعروس؟
لا أستطيع حصر أجمل لحظة واحدة في مسيرتي، فهناك العديد من اللحظات الجميلة التي تبقى عالقة في ذهني. من أكثرها تأثيرًا تلك اللحظة التي يطل فيها العريس على عروسه مرتدية الفستان الأبيض للمرة الأولى، وكأن الزمن يتوقف عندها. أحيانًا تغمرني مشاعر عميقة تجعلني أشعر بغصة في قلبي وتدمع عيني، لأني أتعامل مع العرائس وكأنهن أخواتي، وأعتبر كل واحدة منهن قطعة ثمينة تستحق العناية والاهتمام الكامل. هذه المشاعر تضفي على عملي جانبًا إنسانيًا دافئًا ومميزًا.
ما أبرز الأخطاء التي ترتكبها بعض العرائس يوم الزفاف وتسبب لهن التوتر؟ وكيف يمكن تفاديها؟
أبرز الأخطاء التي تقع فيها بعض العرائس يوم الزفاف هي عدم المتابعة والتخطيط المسبق، وترك الأمور حتى اللحظة الأخيرة، مما يؤدي إلى اكتشاف مشاكل غير محسوبة يوم العرس، ويزيد من مستوى التوتر والضغط النفسي. لتجنب ذلك، يُنصح بمتابعة كل التفاصيل بشكل منتظم قبل موعد الزفاف، وإعداد جدول زمني واضح لجميع المهام، بحيث تُنجز الأمور تدريجيًا وبهدوء، مما يضمن سير اليوم بسلاسة ويخفف من القلق والتوتر.
ما هي نصيحتك الذهبية لعروس صيف 2025؟
نصيحتي الذهبية لعروس صيف 2025 هي أن تسلّم بعض الأمور المهمة لوصيفة متمرسة تتابع معها كل التفاصيل منذ البداية، أو تستشير أشخاصًا ذوي خبرة جربوا هذا المشوار ليعطوها أهم النصائح التي يجب أن تركز عليها.
كما أنصحها أن تحافظ على هدوئها وتنظر إلى يوم زفافها بإيجابية، معتبرة إياه بداية حياة جديدة جميلة مع شريكها المختار. عليها أن تعيش كل لحظة في وقتها، دون التوتر أو الاستعجال، وأن تعد قائمة مهام تأخذ من خلالها كل خطوة بهدوء وترتيب حتى لا تشعر بالإرهاق.
وأن تختار كل ما يعبر عن شخصيتها ويعكس قصة حبها، لأن الاحتفال يجب أن يكون تمثيلًا لها ولشريكها، لا مجرد تقليد لما يريده المجتمع أو العائلة. وأخيرًا، لا تنسى أن تحجز وصيفة من فريق “برايد آند كو” لتجربة زفاف مثالية تضمن لها راحة وطمأنينة في يومها الكبير.

من أكثر شخص دعمكِ في هذا المشروع؟ وهل كان هناك من شكك في الفكرة؟
بصراحة، كل من حولي كان لهم دور كبير في دعمي وتشجيعي، سواء الأهل أو الأصدقاء وزملاء العمل. لكن الفضل الأكبر يعود لفريق “برايد آند كو”، فبدون عطائهم وإخلاصهم ودعمهم المتواصل لما وصلت إلى ما أنا عليه اليوم. وجودهم إلى جانبي هو مصدر قوتي ودافعي للاستمرار وتقديم الأفضل دائمًا.
لو أردتِ إيصال رسالة لكل فتاة عُمانية تطمح للعمل في مجال جديد وغير مألوف، ماذا تقولين لها؟
كوني دائمًا واضحة مع نفسك: حددي هدفك واعملي عليه بكل جدّ وإصرار. إذا كان مجالك جديد وغير مألوف، فكري كيف يمكنك تقديم فكرتك بأساليب مألوفة ومحببة للجمهور، وركزي على الوصول إلى قلوب الناس وكسب ثقتهم. العمل من القلب والشغف الحقيقي هو الطريق للوصول بصدق وتأثير. ولا تستسلمي مهما واجهتِ من تحديات، فكل جهد تبذلينه سيأتي ثماره قريبًا بإذن الله.
الانستغرام: brideandco.om