هنّ _ خاص
من قلب التجربة، ومن تفاصيل الحياة اليومية كأم وكامرأة تصنع الفرح من أبسط الأشياء، انطلقت عديلة أحمد في رحلتها مع مشروع “حدائق الهدايا”. لم تكن البداية مدروسة على ورق ولا قائمة على خطط تجارية، بل كانت نابضة من القلب، من حبّها للعطاء وحرصها على تقديم الهدايا بروح دافئة تعبّر عن المناسبة وصاحبها. وبين الشوكولاتة والصابون والفازلين والشموع، وبين الهدايا المصنوعة بعناية، نسجت مشروعها يدوياً بخطى ثابتة، لتمنحه بصمتها الخاصة وجمالها الفريد. في هذا الحوار، نفتح معها صفحات الحكاية ونتعرّف على بدايات المشروع، ومكوناته، وتفاصيل الشغف الذي حوّل الهواية إلى علامة محبوبة.
– كيف بدأت فكرة مشروع “حدائق الهدايا”؟ حدثينا عن لحظة الإلهام الأولى، وكيف تحوّلت من فكرة عابرة إلى مشروع فعلي؟
في عام 2002 بدأت الفكرة بشكل بسيط، من خلال تقديم هدايا للمواليد وهدايا تراثية للعائلة والمقرّبين، كنوع من المبادرات الشخصية التي تعبر عن المحبة والمناسبة. ثم تطورت لاحقاً إلى تقديم طاولات استقبال للمواليد بنظام الإيجار، رغم أنّ الإقبال في البداية كان ضعيفاً. لكن مع مرور الوقت تغيّر الوضع، وأصبح هناك طلب متزايد على هذه الطاولات، خاصة الشوكولاتة التي كنت أطلبها من لبنان. من هنا جاءتني الفكرة بتأسيس المشروع بشكل رسمي، وفتحتُ سجلاً تجارياً تحت اسم “حديقة الهدايا” لأنّ الهدايا التي أقدمها متنوعة وتشمل جميع المناسبات. الاسم مستوحى من هذا التنوع، وكأن كل هدية هي زهرة مختلفة في حديقة واحدة.

– لماذا اخترتِ التخصص في الشوكولاتة، ومنتجات الفازلين والصابون؟ هل وراء هذا التنوع قصة شخصية؟
بدايتي كانت مع الشوكولاتة، لكن واجهت صعوبات كبيرة في الاستيراد وتعرضت لبعض الخسائر، وهي مخاطر تبقى واردة دائماً في أي عمل. وبعد هذه التجربة، حصلت على فرصة ذهبية لا أنساها، بدعم من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي أكنّ لها كل الشكر والتقدير، حيث تم اختياري لحضور دورة تدريبية في هولندا في مجال الشوكولاتة، واستفدت منها كثيراً، لكنها لم تروِ شغفي. ومن هنا بدأت رحلتي في حضور الدورات التخصصية خارج السلطنة، بين الخليج وبريطانيا، وتخصصت في صناعة الشكولاتة. لاحقاً، ومع تغير أذواق الناس، لاحظت رغبة الزبائن في التجديد، خصوصاً في الهدايا، فقررت توسعة نطاق المنتجات، وحضرت دورة في صناعة الصابون، ووقعت في حب هذه الصنعة. واصلت التعمق في هذا المجال حتى حصلت على شهادة الماستر في صناعة الصابون، ومنه بدأت بصناعة الفازلين الذي لا يزال يحظى بإقبال واسع، لما له من فوائد عديدة، والحمد لله.
– ما المكوّن أو العنصر الذي تشعرين أنه “بصمتك الخاصة” في كل منتج شوكولاتة تقدميه؟ ولماذا؟
من بين كل أنواع الشوكولاتة التي أقدمها، أجد أنّ الشوكولاتة الداكنة هي أكثر ما يميز منتجاتي، لأنها الأكثر طلباً في الفترة الأخيرة، حيث أصبح الكثيرون يتجهون نحو الخيارات الصحية.
– هل تعتمدين على نكهات أو مكونات مستوحاة من المطبخ العُماني أو الخليجي مثل الهيل، ماء الورد، أو الزعفران؟ أو أنك تبتكرين نكهات جديدة أو تركيبات خاصة؟
أنا أميل لاستخدام المكونات البسيطة والواضحة في النكهة، وغالباً ما أستخدم المكسرات أو أقدّم الشوكولاتة بشكل سادة. جربت إدخال اللبان العماني في إحدى التجارب، لكن لم أوفّق فيه لأنّ نكهته كانت مرّة ولم تلقَ استحسان الزبائن.

– تصنعين منتجات مميزة من الفازلين والصابون.. أعطنا أمثلة عن أنواعها؟
أقدّم أنواع متعددة من الفازلين والصابون. من أشهرها الفازلين الطبيعي المصنوع من شمع النحل، وهو من أكثر المنتجات طلباً. كذلك هناك فازلين اللبان، والذي يحظى بإقبال كبير من خارج السلطنة. أما الصابون، فأنواعه كثيرة ومتنوعة، منها صابون العسل، الكركم، زيت ذيل الحصان، الفراولة، العنب، الشمام، واللبان. وهناك أصناف أخرى كثيرة تتغير حسب الموسم وطلب الزبائن.
– كيف تختارين مكونات منتجاتك؟ ومتى تقررين استخدام الأعشاب والزيوت الطبيعية أو التركيبات مثل الكريموفور وحمض السلفونيك؟ أو أنك فقط تبيعينها كمواد خام؟
أقوم ببيع المواد الخام، لكنني أيضاً أستخدمها في صناعة منتجاتي حسب الحاجة. عندما تكون لدي وصفة معينة، أدرس مكوناتها وأحدّد المواد المطلوبة بدقة، وفي بعض الأحيان أوفّر المواد الخام بشكل خاص عندما ألاحظ وجود طلب متكرر وكبير عليها من الزبائن أو من العاملين في نفس المجال.

– إلى جانب الفازلين والصابون، توفرين الهدايا.. أعطينا لمحة عن طبيعة الهدايا التي تقدميها؟
نعم، أحرص على توفير هدايا تناسب مختلف المناسبات مثل: المواليد، الحج، التخرج، أعياد الميلاد، الأعياد… وغيرها. وغالباً ما يحدد الزبون الميزانية والمحتوى الذي يرغب به، سواء كان شوكولاتة، بسكويت، صابون، أو غيرها، وأنا بدوري أرتبها وأنسّقها بما يناسب المناسبة والذوق المطلوب.
– كيف تختارين تنسيق الهدايا لكل مناسبة؟ من حيث الألوان، التغليف، الترتيب؟ وهل تقومين بتصميمها مسبقاً أم بحسب الطلب؟
في الغالب يكون التنسيق حسب طلب الزبون ورغبته، فأهم شيء بالنسبة لي هو راحة الزبون وأن يشعر بأنَّ الهدية تعبّر عنه. أحرص على أن يكون التغليف والألوان مناسبين لطبيعة المناسبة وطابعها.
– كيف تضمنين جودة منتجاتك في إطار الإنتاج المنزلي؟
أولي اهتماماً كبيراً للمصدر الذي أشتري منه المواد. بعد الاستلام، أحرص على حفظ المنتجات في مكان بارد وآمن، كما أتأكد من وضوح تواريخ الإنتاج والانتهاء. وقبل أن أقدّم المنتج للزبون، أقوم بفحصه مرة أخيرة بنفسي للتأكد من جودته.

– ما الذي يميز مشاركتكِ في المعارض عن التسويق عبر الإنستغرام أو الطلبات المباشرة؟
المعارض تفتح لي آفاقاً واسعة، ليس فقط من حيث تنوع الزبائن، بل أيضاً من خلال الاحتكاك بأفكار جديدة، لأنني ألتقي بشريحة واسعة من الناس من مختلف الأعمار والاهتمامات، وهذا يعطيني رؤى جديدة تساعدني على تطوير منتجاتي وطريقة تقديمها.
– هل تحرصين على تقديم نكهات أو تصاميم حصرية تتماشى مع طبيعة الحدث في المعرض؟
أكيد، بل وأعتبر ذلك ضرورياً جداً. لكل معرض طابعه الخاص، وأحرص على أن تعكس المنتجات المشاركة روح المناسبة أو الفعالية التي أشارك بها.
– هل تتواصل معكِ جهات أو منظمو فعاليات، أم أنكِ تبادرين بالمشاركة؟
الأمر يتم بطريقتين، أحياناً أتلقى دعوات مباشرة من الجهات المنظمة، وفي أحيان أخرى أنا من أبادر بالمشاركة عندما أرى أنّ المعرض أو الفعالية مناسبة لطبيعة مشروعي.

– ما حلمك القادم لمشروع “حديقة الهدايا”؟ وأين ترين نفسك بعد خمس سنوات؟
لديّ الكثير من الأحلام والطموحات، فأنا أؤمن بأنَّ الحلم هو ما يدفع الإنسان للتطور والاستمرار. وأتمنى خلال السنوات الخمس القادمة أن أتمكن من افتتاح مصنع خاص يحمل اسم مشروعي ويكون واجهة حقيقية له. وأنا دائماً أقول: العبد في التفكير والرب في التدبير.
الانستغرام : gift_garden
gift_garden1

