هنّ _ خاص
هل شعرتِ يوماً برغبة في الجلوس بصمت تحت شجرة؟ أو احتضان جذعها كما لو كانت صديقة قديمة؟
عندما نقول “أرغب في حضن شجرة”، فنحن لا نصف مجرد فعل عابر، بل نُعبر عن حاجة داخلية عميقة للعودة إلى الجذور، إلى الهدوء، إلى الاتزان، وإلى حضن الطبيعة التي تمنحنا مساحة آمنة للتماسك من جديد. في هذا المقال، تأخذنا الأخصائية النفسية روان المحاربية في رحلة داخلية نحو التوازن، وتدعونا لاكتشاف أثر الطبيعة – وتحديداً الأشجار – على الصحة النفسية، وكيف يمكن لهذا الاحتضان الرمزي أن يمنحنا شعوراً بالسكينة والانتماء والوضوح.
تحديات المرأة والحاجة إلى ملاذ
تواجه المرأة، بحكم أدوارها المتعددة وتوقعات المجتمع، ضغوطًا متواصلة قد تخلق شعورًا بالقلق، وفقدان التوازن، والتيه الذهني والعاطفي. كثيرًا ما تشعر بأنها تسير في دوامة لا تهدأ، وتفقد خلالها وضوح الرؤية والهدف.
في مثل هذه اللحظات، يصبح من الضروري البحث عن وسيلة دعم تعيد لها هدوءها الداخلي… والطبيعة هي أحد أقوى تلك الوسائل.
الطبيعة: علاج بسيط وأصيل
أظهرت العديد من الدراسات النفسية أن قضاء وقت منتظم في أحضان الطبيعة – سواء بالسير في الحدائق، أو الجلوس تحت ظل شجرة – يُساهم بشكل فعّال في تخفيض مستويات التوتر وتحسين الحالة المزاجية.
إن الوجود بين الأشجار والنباتات لا يهدئ الجهاز العصبي فقط، بل يعيد توازننا النفسي ويمنحنا شعورًا بالسلام الداخلي. حتى أبسط الأفعال، مثل لمس جذع شجرة أو الاستناد عليها، يمكن أن يخلق استجابة جسدية وعاطفية مريحة ومطمئنة.
لمَ لا تختارين شجرتك؟
في خضم انشغالاتك اليومية، ربما حان الوقت لتختاري شجرة تكون لك صديقة، مرآة صامتة تعكس هدوءك، وملاذًا تعودين إليه متى احتجت إلى القرب من نفسك.
شجرة واحدة… قد تمنحك ما لا تمنحه كلمات كثيرة.
بقلم: روان المحاربية – أخصائية نفسية
“هذا المقال جزء من سلسلة مقالات تأتي بالتعاون مع عيادة همسات السكون للصحة النفسية”.