spot_img
المزيد

    إسراء ناصر: من الشغف بالروائح إلى توقيع علامة للعطور

    spot_img

    هنّ _ خاص


    من بين الزيوت العطرية والنفحات الشرقية، تبلورت فكرة إسراء التي جمعت بين العلم والشغف، وأطلقت مشروعها “i.n_.om” المتخصص في العطور، البخور، ومستحضرات التجميل النباتية. بخلفية أكاديمية في الهندسة الكيميائية من جامعة التقنية، سخّرت معرفتها لصناعة منتجات تعبّر عن هويتها وتفوح بالأصالة والابتكار. عبواتها ليست مجرد أغلفة، بل بصمة فنية تحمل اسمها وتفاصيلها. على منصات التواصل، صنعت لنفسها حضورًا مميزًا يلفت الأنظار ويثير الحواس. في هذا الحوار، نستكشف بدايات إسراء، شغفها المتجذّر، ورحلة مشروعها الذي ينمو بثقة في عالم الجمال والرائحة.

    كيف بدأت رحلتك مع صناعة العطور والبخور؟ وهل كانت مجرد هواية في البداية أم مشروعاً مدروساً منذ البداية؟

    في البداية، كانت رحلتي مع العطور والبخور نابعة من شغف شخصي ورغبة في التعرف على تناغم الروائح وكيفية انسجامها مع بعضها البعض. بدأت بإجراء بعض التجارب المنزلية البسيطة، فقط لأستكشف كيف تتفاعل الروائح المختلفة بعد مزجها، ومن ثم بدأت بالبحث عن أجود أنواع الزيوت العطرية المتوفرة في السوق. وبعد أن تمكنت من الحصول على زيوت عالية الجودة، انطلقت فعلياً في تنفيذ المشروع، والحمد لله كانت انطلاقة موفقة ومبشرة بالخير.

    ما الذي ألهمك للدخول في هذا المجال بالتحديد، خاصة في ظل توفر الكثير من العلامات التجارية المحلية والعالمية؟

    أكثر ما كان يدفعني ويشجعني على الدخول في هذا المجال هو أنّ معظم من حولي كانوا يبدون إعجابهم بذوقي في اختيار العطور، حيث كانت اختياراتي عادة ما تلقى قبولاً واسعاً وتناسب الجميع. هذا ما جعلني أتوكل على الله وأبدأ مشروعي بثقة، خاصة بعد أن قمت ببحث دقيق عن الزيوت العطرية التي تمتاز بالجودة العالية، ولا تسبب أي نوع من التحسس، بالإضافة إلى ثباتها الذي يدوم لأطول فترة ممكنة. وفي النهاية، نحن نسعى ونجتهد، ولكن الأرزاق والتوفيق بيد الله وحده.

    يُعد البخور جزءاً أساسياً من الطقوس العمانية اليومية والمناسبات، لكن مع انتشار الروائح الحديثة مثل اللافندر والفانيليا ونفحات البحر، كيف تقيّمين إقبال الناس اليوم على البخور التقليدي؟ وهل ما زال يحتفظ بمكانته أمام هذا التنوع العطري في الأسواق؟

    نعم، لا يزال البخور التقليدي يحافظ على مكانته الخاصة، خصوصاً بين النساء الكبيرات في السن، وذلك لما يتميز به من جودة عالية، وثبات في الرائحة، ولمسة فريدة يصعب إيجاد بديل لها في الروائح الحديثة. كما أنّ سمات البخور التقليدي تختلف تماماً عن الروائح المعاصرة، وهذا ما يجعله مفضلاً لدى شريحة كبيرة من الناس. في الواقع، جمهوره لا يزال أكبر من جمهور البخور بروائح حديثة، وهذا يدل على مكانته الراسخة في الثقافة العطرية.

    هناك تنوع في أشكال البخور وروائحه، هل تصنعين البخور العطري فقط أم تمتد مجموعتك لتشمل أنواعا تقليدية مثل المخمرية والعود وغيره؟

    حالياً، أقدم نوعاً واحداً فقط من البخور في متجري، وهو بخور يُعرف باسم “عند الفخامة”. وقد لاقى هذا البخور استحساناً كبيراً من الزبائن، حيث يشتهر برائحته المميزة جداً وثباته الاستثنائي، وهو ما جعله مطلوباً بكثرة. في الوقت الحالي أصبح من النادر العثور على بخور يتمتع بثبات طويل مع رائحة جميلة في آن واحد، ولهذا أصبح “عند الفخامة” خياراً مفضلاً. أما بالنسبة للتنوع، فهو من ضمن الخطط المستقبلية بإذن الله.

    ما الفرق الذي تحرصين على تحقيقه بين بخور المناسبات الخاصة وبخور الاستخدام اليومي؟

    بخور المناسبات غالباً ما يكون ثقيلاً من حيث التركيبة، ويحتوي على مكونات فاخرة مثل العود والعنبر. أما بالنسبة لبخور الاستخدام اليومي، فهو يكون أخف كثيراً في الرائحة حتى لا يكون مزعجاً عند الاستخدام المتكرر. في حسابي أعرض نوعاً واحداً مخصصاً للمناسبات، وذلك لأنه يحتوي بالفعل على العود والعنبر وخشب العود الهندي، وهو ما يمنحه طابعاً فخماً يناسب أجواء المناسبات الخاصة.

    كيف تضمنين ثبات البخور وجودته، خاصة مع المنافسة في السوق المحلي؟

    الإقبال على البخور فاق جميع التوقعات، حيث أنّ كل من قام بشراء البخور عاد مجدداً لطلبه بعد أن أعجب به، وهذا بحد ذاته دليل على رضا الزبائن. ما يميز “عود الفخامة” بالتحديد هو ثباته العالي جداً وفوحانه الجميل الذي يميّزه عن غيره، بالإضافة إلى رائحته الخاصة التي لا تُشبه أي بخور آخر، والحمد لله هذا ما كسبنا ثقة العملاء.

    نرى أنكِ تعرضين أحياناً منتجات تجميل بجانب العطور والبخور، هل هي مكملة لرؤيتك في العناية بالجمال والأنوثة الشرقية؟

    نعم، أعرض بعض المنتجات التجميلية بجانب العطور والبخور، وذلك نابع من حبي الشخصي للميك أب، وكذلك لأنّ البنات عموماً لديهن شغف كبير بمستحضرات التجميل، لذلك وجدت أنه من الجميل أن أقدم شيئاً يتكامل مع رؤيتي للعناية بالجمال والأنوثة الشرقية.

    هل تجدين أن هناك طلباً متزايداً على مستحضرات التجميل الطبيعية ومحلية الصنع؟ وكيف توازنين بين الجمال والصحة في منتجاتك؟

    نعم، هناك طلب متزايد وكبير ولله الحمد على المنتجات الطبيعية، خصوصاً لأنها نباتية بنسبة 100٪ ولا تحتوي على أي مواد قد تكون ضارة للبشرة. أنا أحرص دائماً على أن تتميز جميع منتجاتي بثباتها، إلى جانب كونها آمنة وصحية في الاستخدام، وهذا التوازن هو ما أسعى لتحقيقه في كل منتج أقدمه.

    تعتمدين صورة رمزية “التايغر” على عبوات منتجاتك، ما دلالة هذا الرمز بالنسبة لك؟ وهل يحمل رسالة معينة أو يعكس جانباً من هوية العلامة؟

    اختياري لـ”التايغر” كرمز في علامتي التجارية لم يكن عشوائياً، بل لأنه يرمز إلى القوة والثقة، وهما من الصفات التي أحرص على أن تعكسها منتجاتي. فدائماً ما أركز في عملي على قوة المنتج وثباته، وأريد أن يشعر الزبون عند استخدامه للمنتج بهذه القوة والثقة، وهذا ما يمثله رمز “التايغر” بالنسبة لي.

    ما التحديات التي تواجهينها كصانعة عطور وبخور مستقلة؟ وما الذي تطمحين لتحقيقه مستقبلاً؟

    أحد التحديات الأساسية التي أواجهها هو صعوبة الحصول على المواد الخام بأسعار مناسبة، ولكن رغم ذلك، أحرص دائماً على أن أبحث وأختار أجود أنواع المواد الخام، لأنني على يقين بأنها الأساس في تحديد جودة المنتج النهائي، وهذا ما يجعلني أتمسك بمعايير عالية مهما كانت التحديات.

    كيف يمكن للمرأة العمانية أن تحوّل شغفها بمنتج تقليدي إلى مشروع ناجح في السوق الحديث؟

    من خلال الاشتراك في البوتيكات التي تتيح عرض المنتجات بشكل منظم ومحترف، أو عن طريق إنشاء موقع إلكتروني خاص بها، تعرض فيه جميع منتجاتها للعناية بالجمال والبخور والعطور، وبذلك تستطيع أن تواكب متطلبات السوق الحديث وتصل إلى جمهور أوسع.

    ما طموحاتك المستقبلية في تطوير مشروعك؟ وهل هناك خطوات جديدة تعملين عليها لتوسيع نطاق العلامة أو الوصول لأسواق خارجية؟

    الطموحات بالنسبة لي لا تنتهي، لكنني أحرص دائماً على أن تكون خطواتي مدروسة ومتوازنة حتى لا تؤثر سلباً على أي جانب من جوانب مشروعي. ومن بين الأهداف التي أطمح لتحقيقها إن شاء الله، أن يكون لدي موقع إلكتروني خاص لمتجري، وأتمنى أيضاً أن أشارك في معارض كثيرة مستقبلاً لتعريف الزبائن على منتجاتي بشكل أوسع.

    الانستغرام: i.n_.om

    انشر على السوشيال
    تاجز
    spot_img

    الأكثر قراءة

    العارضة “ثريا محمود”: جمال وموهبة يلفتان الأنظار

    تعد ثريا محمود من الشابات الجميلات اللواتي يقدمن محتوى مميزاً على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تعمل كموديل مع خبيرات التجميل ومصممات الأزياء العمانيات.

    الفرق بين اللوس باودر والكومباكت باودر مع خبيرة التجميل ابتسام الفليتية

    تُعتبر اللوس باودر والكومباكت باودر من أهم أدوات التجميل التي تساعد على إطالة ثبات المكياج وتحسين مظهر البشرة. سنتعرف في هذا الموضوع على الفرق...

    “دي جي” حبيبة راشد.. مبدعة تشعل أجواء الحفلات  

    هنّ _ خاص حبيبة راشد امرأة عمانية متعددة المواهب والتخصصات، تعمل كمنسقة أغاني في الحفلات وبلوجر وفاشينيستا وهي أيضا ممرضة. إنها فنانة موهوبة متعددة المهارات،...
    spot_img

    المزيد

    ترك الرد

    من فضلك ادخل تعليقك
    من فضلك ادخل اسمك هنا