عندما نفكر في السعادة، غالباً ما نربطها بنجاح مهني، أو علاقة مثالية، أو حتى الحظ الجيني. لكن بحسب جراح القلب الشهير ومؤلف الكتب الأكثر مبيعاً د. ستيفن غندري، هناك سرّ آخر للسعادة لا يقل أهمية… بل قد يكون أكثر تأثيراً: صحة الأمعاء.
في كتابه الجديد The Gut-Brain Paradox (مفارقة الأمعاء والدماغ)، يكشف د. غندري عن علاقة وثيقة وغير متوقعة بين الأمعاء والعقل. إذ يوضح أنّ المزاج لا يتشكل فقط من خلال تجاربنا الخارجية، بل يتأثر بشكل كبير بما يجري داخل جهازنا الهضمي. إليك أربع طرق مفاجئة ومثبتة علميًا قد تساعدك على الشعور بالسعادة من الداخل إلى الخارج:
1- العودة إلى الطبيعة: التربة مصدر للسعادة
في عصر المعقمات والمطهرات، قد نكون فقدنا الاتصال بأحد أهم مصادر البكتيريا المفيدة: التربة. التعرض الطبيعي للتربة (كاللعب في الحديقة أو المشي حافياً) يعزز من تنوع الميكروبيوم في الأمعاء، وهو ما يساعد الجسم على إنتاج نواقل عصبية مثل السيروتونين، التي تحسّن المزاج وتقلل القلق.
2- الأطعمة المُرّة: مذاق مختلف لصحة نفسية أفضل
رغم أنَّ الأطعمة الحلوة ترتبط بالسعادة، إلا أنَّ الأطعمة المُرّة مثل الشوكولاتة الداكنة وزيت الزيتون والقهوة تحتوي على مركبات “بوليفينول” تغذي البكتيريا المفيدة في الأمعاء وتقلل الالتهابات، مما ينعكس إيجاباً على الدماغ ويقلل من أعراض الاكتئاب والقلق.
3- الصيام: إعادة ضبط للجسم والعقل
الصيام المتقطع أو تقليص فترة تناول الطعام يومياً لا يحسن الهضم فحسب، بل يعزز الوضوح الذهني ويزيد من مستويات بروتين BDNF، الذي يدعم صحة الدماغ والمزاج. كما يحفّز الجسم على التخلص من الخلايا التالفة، مما يُعزز الشعور بالحيوية والسعادة.
4- العلاقات الاجتماعية: غذاء للأمعاء والعقل
الاختلاط الاجتماعي لا يُحسن فقط حالتك النفسية، بل يسهم أيضاً في تنوع البكتيريا المعوية من خلال التلامس ومشاركة المساحات. الأشخاص المنفتحون اجتماعياً يمتلكون ميكروبيوم أكثر تنوعاً، ما ينعكس على توازن المزاج وتقليل فرص الإصابة بالاكتئاب والقلق.
المصدر: thechalkboard