هنّ _ خاص
في وقت تتجه فيه الأنظار نحو الطبيعة بحثًا عن الجمال النقي والصحة الآمنة، يبرز اهتمام متزايد بمنتجات التجميل الطبيعية الخالية من المواد الكيميائية. ومع هذا الميل العالمي، تنجح الفنانة التشكيلية العمانية ثريا بنت درويش البلوشية في المزج بين شغفها الفني وحرصها على العناية بالبشرة والشعر من خلال مستحضرات تصنعها يدويًا وبمكونات طبيعية بحتة.
تتمتع ثريا بخبرة طويلة وشغف متجدد في مجال العناية بالبشرة والشعر. وُلدت في الكويت وتبلغ من العمر 56 عاماً، وهي موظفة متقاعدة من وزارة التربية والتعليم. إلى جانب خلفيتها التعليمية، فإنَّ لها بصمة في الساحة الفنية، كونها عضوة في الجمعية العمانية للفنون التشكيلية وعضوة سابقة في المرسم الشبابي منذ عام 1995. شاركت في معارض فنية ودورات تدريبية، وتملك شغفاً بالتعلم المستمر، وهو ما دفعها خلال جائحة كورونا عام 2019 إلى التوجه نحو التعلم عن بُعد في مجال صناعة مستحضرات التجميل والصابون بأنواعه المختلفة، فحصلت على شهادات دبلوم في المستحضرات التجميل للبشرة والشعر وصناعة انواع الصابونيات لتبدأ بذلك مسيرتها المهنية في هذا المجال. في هذا الحوار نتعرف على تجربتها عن قرب.
– حدثينا عن بدايتكِ في صناعة مستحضرات التجميل والمنتجات الصابونية، كيف بدأ الشغف؟
بدأ شغفي بصناعة مستحضرات التجميل من خلال رغبتي العميقة في تعلم كيفية تحضير الصابون بمختلف أنواعه، سواء بالطريقة الباردة أو الساخنة، بما في ذلك الصابون الصلب والمغربي. كنت مدفوعة بحب المعرفة والرغبة في التجربة، وحرصت على التعمق في هذا المجال خطوة بخطوة، حتى أصبحت جزءاً من مساري المهني والإبداعي
– ما الذي يميز منتجاتكِ عن المنتجات التجارية المتوفرة في الأسواق؟
تتميّز منتجاتي بكونها مصنوعة بالكامل من مواد طبيعية نقية وخالية تماماً من أي مواد كيميائية ضارة، مما يجعلها خياراً آمناً وفعّالاً للعناية بالبشرة والشعر، بخلاف العديد من المنتجات التجارية المتوفرة في الأسواق.
– هل تعتمدين على مواد طبيعية فقط، ما هي؟
أعتمد في تركيباتي بشكل أساسي على المواد الطبيعية مثل اللبان الذكر، والزيوت النباتية، والحناء، والأعشاب، والسدر، والنيلة المغربية، والليمون، والكركم، والزعفران، والعسل، وغيرها الكثير من العناصر الفعّالة التي عرفنا فائدتها منذ القدم. ومع ذلك، قد أدمج أحيانًا بعض المواد الفعالة المصنعة، بشرط أن تكون آمنة تمامًا ولا تُسبب أي ضرر للبشرة، وذلك لتعزيز فاعلية المنتج وتحقيق نتائج ملموسة.
– ما هي أكثر أنواع المنتجات التي تطلب منكِ عادة؟ ولماذا تعتقدين أنها الأكثر رواجاً؟
أكثر المنتجات المطلوبة هي باقات العناية بالبشرة والعناية بالشعر. أعتقد أن الإقبال عليها يعود لأنها تُلبّي احتياجات أساسية يبحث عنها الكثيرون، خاصة من حيث الترطيب والتفتيح وتحسين الملمس العام.
فمن أبرز المنتجات التي تحظى بإقبال كبير كريمات وسيرومات التفتيح، مثل السيروم الليلي المحتوي على الألفا آربوتين، والمقشر الغسولي بحمض الساليسيليك، إلى جانب كريمات الترطيب الطبيعية والتونرات المخصصة لإزالة التصبغات. جاء اختياري لمكوناتها بعناية فائقة بعدما أثبتته من فعالية عالية ونتائج ملموسة على البشرة.
– كيف تختارين التركيبات المناسبة لكل نوع بشرة أو مشكلة معينة؟
أبدأ دائماً بسؤال الزبونة عن نوع بشرتها والمشكلات التي تعاني منها، وبناءً على ذلك أُحدد المكونات الأنسب لها، بحيث نستهدف المشكلة بدقة ونساعد البشرة على التحسن.
– ما التحديات التي تواجهينها عند صناعة منتجات للشعر أو للبشرة الحساسة؟
التحدي الأكبر يكون في التعامل مع الزبائن الذين يتوقعون نتائج سريعة، بينما المنتجات الطبيعية تحتاج إلى وقت لإظهار فعاليتها. لهذا أحرص على توضيح أهمية الصبر للحصول على نتائج حقيقية وآمنة.
– كيف تختبرين فعالية المنتج قبل طرحه للزبائن؟
أجرب المنتج بنفسي أولاً، وإذا لاحظت النتيجة المرجوة أبدأ بتسويقه وتوفيره للزبائن.
– هل سبق وابتكرتِ تركيبة فريدة خاصة بك؟ وهل تفكرين في تسجيلها كمنتج رسمي؟
نعم، ابتكرت تركيبة خاصة لكريم تفتيح البشرة تحتوي على الفا آربوتين، كوجيك أسيد، جلوتاثيون، وفيتامين سي. وقد خضعت هذه التركيبة للفحص ونجحت بفضل الله، وهي معروضة حالياً لدى وزارة التجارة والصناعة.
– كيف توازنين بين الفاعلية والجاذبية في منتج العناية؟
أحرص على أن تجمع منتجاتي بين الفاعلية من حيث التركيبة والمكونات، وبين الجانب الجمالي من حيث الرائحة واللون والشكل. لأنَّ تجربة الزبون يجب أن تكون متكاملة.
– هل تجدين صعوبة في تأمين المواد الخام الطبيعية؟ وما مصادرها الأساسية؟
نعم، واجهت صعوبات كبيرة في هذا الجانب، خاصة أن أسعار المواد الخام مرتفعة جداً، سواء من الشركات أو التاجرات. وهذا يُشكّل تحدياً لمن يسعى لتقديم منتجات عالية الجودة وبأسعار مقبولة.
– تقدمين دورات في هذا المجال، ما الذي تحرصين على تعليمه؟
أحرص في دوراتي على تعليم المتدربات كيفية صناعة منتجاتهن بأنفسهن من المنزل، مع التركيز على المواد المتوفرة محلياً، لتتمكن كل متدربة من إطلاق مشروعها الخاص بشكل عملي ومدروس.
– هل تجدين إقبالاً من النساء على تعلم هذا المجال؟
نعم، هناك إقبال كبير من مختلف الفئات العمرية، ومن عدة دول خليجية وعربية. حتى أنَّ بعض الرجال شاركوا في الدورات المجانية، وهذا يدل على تنامي الاهتمام بهذا المجال.
في الدورات أحرص على تبسيط المعلومة قدر الإمكان، وأقدّم التركيبات مكتوبة وملونة بطريقة تسهّل الفهم والتطبيق. أدمج بين الشرح النظري والتطبيق العملي بشكل متوازن.
– ما أكثر موضوع يثير فضول المتدربات، وما هي أهم المهارات التي يكتسبنها ؟
أكثر ما يثير فضول المتدربات هو منتجات تفتيح البشرة، فهي تحظى باهتمام كبير منهن، وغالباً ما يتشوقن لمعرفة أسرار تركيباتها والطريقة الصحيحة لتحضيرها بشكل فعّال وآمن.
في نهاية الدورة تصبح المتدربة قادرة على فهم التركيبات بشكل كامل، ومعرفة تفاعل كل مادة داخل المنتج، مما يمنحها ثقة في تنفيذ مشاريعها.
– ما أكثر منتج تفخرين بتصنيعه؟
أفتخر كثيراً بمنتجات الأكزيما والصدفية، وكذلك مقشرات التفتيح والصابون المغربي بأنواعه. أحب العمل عليها لأنها آمنة وفعالة وتمنح البشرة نعومة وإشراقاً.
– هل واجهتِ مواقف صعبة أو أخطاء أثناء التجربة؟
الحمد لله لم أواجه أخطاء كبيرة، لأنني أحرص على القراءة والبحث الجيد قبل تنفيذ أي تركيبة، وألتزم بالنسب الدقيقة لكل مكون.
– ما نصيحتكِ لمن يرغب بتحويل شغفه إلى مشروع ناجح؟
أنصحه بتوفير المواد الأساسية وتعلم كيفية استخدامها، إلى جانب تنمية مهارات التسويق الإلكتروني، لأنه عنصر مهم في نجاح أي مشروع اليوم.
– ما مشاريعكِ القادمة؟ وهل تفكرين بالتوسع؟
أتمنى أن يكون لي مشاركات خارجية، وكنت قد بدأت فعلاً خطوات في هذا الاتجاه، لكن توقفت لظروف خاصة. إن شاء الله أعود بقوة قريباً.
– كيف يمكن للمهتمين الحصول على منتجاتكِ أو التسجيل في دوراتك؟
أوفّر روابط للدورات المجانية والدورات الخاصة المدفوعة التي أقدّم من خلالها شهادات تدريبية للمحترفين. من خلالها يمكن التسجيل بسهولة أو طلب المنتجات مباشرة.
الانستغرام: natural__beauty_secret
