spot_img
المزيد

    قصيدة “هاجر البريكية” تتوّج في حفل الزفاف الملكي لصاحب السمو السيد ذي يزن

    spot_img

    هنّ _ خاص

    هاجر البريكية، صاحبة الحضور البارز في المشهد الأدبي الخليجي والعربي. مؤخرا، كانت كلماتها حاضرة في حفل الزفاف الملكي لصاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد لتضيف سطراً جديداً في كتاب نجاحاتها.

    هي أول عمانية تصل إلى المراحل النهائية في برنامج “أمير الشعراء”. منذ انطلاقتها في مهرجان الشعر العُماني وهي في السابعة عشرة من عمرها، ومرورًا بمشاركاتها في مهرجانات عالمية كالثريا في الأردن وعكاظية الشعر في الجزائر، وصولاً إلى تمثيل سلطنة عُمان في إسطنبول عام 2023، تواصل هاجر رسم قصيدتها بلغة تتجاوز الحدود، حيث تُترجم نصوصها إلى لغات عدّة وتُضمن في موسوعات عالمية. لها ديوانان مطبوعان: مسير وحكاية البنت، ولها أثر أدبي راسخ في المجلات والمنتديات، وموهبة لا تزال تنبض بحب الشعر والوطن والإنسان. في هذا الحوار، نقترب أكثر من تجربة هاجر البريكي، صوتًا ووجدانًا.

    ماذا كان شعورك لحظة سماع كلماتك في قصر البركة العامر خلال زفاف صاحب السمو السيّد ذي يزن؟

    كانت لحظة شرف واعتزاز عظيم. سعدت كثيرًا أن حظيت كلماتي بثقة سامية وكريمة، وتبوأت مكانة أدبية رفيعة يتمناها كل شاعر..

    تقول كلمات القصيدة:

    يا من له المجد اسم (ن) وقيمة

    راعي الشهامة نسل السلاطين

    في طلتـــه نور ونبض السعادة

    وفعل الزعامــة وهيبة سلاطين

    ذي يـــــزن يبقى عالي مقامه

    هــــــذا سموه من نسل غالين

    تـــــاريخه الزين يبقى علامه

    مجده بيمناه وفعله على العين

    بعد تكريم كلماتك في الزفاف الملكي… إلى أين تسير القصيدة القادمة؟

    إلى حيث يشاء الله.

    كيف يختلف شعور الشاعرة في المناسبات الوطنية عن الأمسيات الأدبية؟

    في المناسبات الوطنية، كتبت أعمالًا كثيرة ولُحِّن بعضها لاحقًا، أما الأمسيات الأدبية فمساحتها أوسع، ويمكنني فيها طرق مختلف أغراض الشعر.

    “غزة” تحضر بقوة في قصائدك، حتى يخال البعض أنك من أهلها.. ما تعليقك؟

    غزة هي الجرح النازف في صمام القلب وفي وتينه. لا يمكن لأي إنسان سوي أن يتجاهل ما تعانيه وما يمر به أهلها. وما يربطني بها لا يقتصر على البعد الإنساني فقط، بل هناك علاقات وصداقات متجذّرة تعود إلى سن الثانية عشرة، وما زالت مستمرة. لا يمكنني نسيان “سماح”، تلك الفتاة الغزّية الجميلة التي كانت تشبهني كثيرًا. كنا نتبادل الصور عبر البريد العادي في زمن لم يكن فيه لوسائل التواصل الاجتماعي أي وجود.

    من بين قصائدك: “حكاية البنت”، “سراب”، و”ثرثرة على حافة القصيدة”، أيها الأقرب إلى قلبك اليوم ولماذا؟

    كانت “سراب”، لكنها أصبحت “حكاية البنت”، لأنها تعبّر عن تجربتي مع الشعر بشكل خاص، ودخلت بها إلى عوالم تشبهني.

    كيف تولد القصيدة لديك؟ هل لديك طقوس أو أوقات مفضّلة للكتابة؟

    أفضل الكتابة في مكان هادئ، بعيد عن ضجيج الحياة. الهدوء ضروري لولادة القصيدة.

    الكتابة بالنسبة لكِ: لحظة أم انتظار؟ هدوء أم فوضى؟

    هي لحظة وهدوء معًا، وأنا معروفة بهذه الصفة منذ طفولتي. كنت دائمًا طفلة هادئة ومتأملة.

    من مهرجان الشعر العربي في إسطنبول-تركيا 2023م

    من يلهم هاجر البريكي؟

    الأحداث المحيطة بي بالتأكيد. لا أستطيع الكتابة دون أن أتأثر بشيء معين.

    ما العلاقة بين الألم والإبداع في تجربتك؟ هل وُلدت بعض القصائد من جُرح شخصي؟

    نعم، وهذا واضح لكل من يعرفني عن قرب. هناك قصائد ولدت من عمق تجربة شخصية.

    هل ما زالت القصيدة قادرة على لمس الناس في زمن السرعة؟

    بكل تأكيد، والدليل أن أبياتي وجدت صدى واسعًا بين الناس عبر منصات التواصل.

    هل تعتمدين على الذاكرة في كتاباتك؟ وهل الماضي حاضر في شعرك؟

    نعم، لكن قوة القصيدة تتأثر بالظروف المحيطة، خصوصًا أن المرأة الشاعرة محاطة بمسؤوليات كثيرة قد تؤثر في عطائها.

    كيف ترين حضور المرأة الشاعرة في المشهد الثقافي العُماني؟

    هو حضور نادر لكنه موجود. المرأة الشاعرة تظهر بقوة حين تتاح لها الفرصة.

    ما رسالتك للشاعرات العُمانيات الطامحات لصوت خاص ومساحة مستحقة؟

    الاستمرار والمثابرة والقراءة. الكثيرات يصلن إلى نقطة ثم يتوقفن، وأتمنى لهن الاستمرار.

    هل تخططين لإصدار ديوان ثالث؟ وما طبيعة النصوص التي سيضمها؟

    نعم، الديوان جاهز بانتظار الخطوة القادمة، وسيضم مزيجًا من القصائد بمضامين متنوعة.

    من هي هاجر البريكي بعيدًا عن الشعر؟

    امرأة عادية، أبدأ يومي باكرًا للذهاب إلى العمل وإنجاز المهام اليومية والأسرية.

    كنت أول شاعرة عُمانية تشارك في “أمير الشعراء” ووصلتِ إلى مراحل متقدمة، حدّثينا عن تلك التجربة.

    كانت تجربة فريدة واستثنائية في بداية العشرين من عمري. كنت أحصل على الإجازة من لجنة التحكيم بالإجماع، ضمن منافسة ضمّت نخبة شعراء الوطن العربي. هذه المشاركة عرّفت الجمهور العربي بي، وجمعتني بكبار الشعراء مثل كريم معتوق، جاسم الصحيح، تميم البرغوثي وغيرهم. ولا يزال التواصل قائمًا معهم حتى اليوم، ويسعدني أنني كنت ضمن هذه الكوكبة الرائعة.

    ما الذي لم تكتبيه بعد وتتمنين كتابته؟

    أود كتابة قصيدة نبوية تترك أثرًا واسعًا وتُخلّد في سجل الشعر العربي. رغم أنني كتبت العديد من القصائد الدينية، إلا أنني أطمح دائمًا للأفضل.

    هل لك أن تشاركينا كلمات قصيدة تحبينها.

    “مسقط قبلة القصيدة”

    أَسْفارُ مَجدِكِ فوقَ النجمِ شامخةٌ

    تُداعبُ الوردَ والنسرينَ والحَبَقا

    تَشِفُّ مِنْ وَجْهِهَا الأزْهَارُ مُغْرَمَةً

    ويَعْشَقُ البحرُ في أنفاسِها الغَرَقَا

    بِيِضُ الحكاياتِ تأتي دون أحجيةٍ

    ليَصْعَدَ الحـــلمُ في أسْــوَارِهَا نَزِقَا

    خـضرُ المرابعِ تُغريني بنُضرتِها

    والدّوْحُ ينثُرُ في أرجائها الـوَرَقَا

    منازلُ القلبِ كمْ حارَتْ بفتنتها!

    وكمْ تــــولّهَ فيها نبضُ مَنْ عشِقَا

    تفجّرَ الشعرُ من ألحــانِهَا فلجًا

    فلا عُجابَ إذا نبضي بهِ اعتنقا

    وجئتُ أرسمُ من أنوارها حُللي

    فإنني كالأقَــاحي أعشقُ الألقا

    يا مسقطَ الخيرِ يا خضراءُ مُشْرَعَةٌ

    للعاشقين ويـا بابًا لِمَنْ طَرَقَا

    للسابقين بها مـــــجـــدٌ ترتّلهُ

    تاريخُهم شقّ جنح الليل وانطلقا

    يا مسقطَ العشقِ يا نبعَ الجمالِ ويا

    روحـًـا أجوبُ بها العلياءَ والأُفُقا

    أمَّ المــــــكارمِ كمْ أسبغتِ من نِعَمٍ!

    كالشمسِ عمَّ ضياها كلّ مَنْ خُلِقَا

    مدائنُ الشمسِ في أحضانها سطعت

    وكــــوثرُ الشعرِ في شطآنها انعتقا

    هـــذي الحقيقةُ قد سطّرتها بدمي

    ومـــــــا قَصَدْتُ بها زَيْـفًا ولا مَلَقَا

    وكلما ســـــألَ الأحبابُ ما صفتي

    أقولُ معنى الهوى في رُوحي اتّسقَا

    أنـا العُمانيّةُ البيضاءُ ساريتي

    فجــــرُ العروبةِ من أحنائيَ انبثقَا

    مخضّبًا بـــــدمٍ حرٍّ، فــإنْ غَرَبَتْ

    شمسٌ، ألــــوِّنُ من أطيافهِ الشّفقَا

    من حُبِّ مَسقط قدْ أترعتُ قافيتي

    وكلّمــا ظمِئتْ غيدُ البيانِ سقَى

    عبرتُ أفئدةَ الليمونِ في بـــلدي

    وجئتُ أرشفُ من فستانِكِ العَبقَا

    رسمتُ في صدرِكِ الـرّيانِ أمنيتي

    وكلّما جُزْتُ قلبًا عـَــاشِقًا خَفَقَا

    بنتُ الريـــاحينِ للإلهام أغنيتي

    أطربتُ بدرَ الهوى والفجرَ والغَسَقَا

    سألت يا مسقطَ الأحلامِ: أي هوى

    فــــلَّ الشراعَ فغنى الموجُ واصطفقَا

    أنتِ الحياةُ فما عيشي بذي أملٍ

    إذا افترقنا كــــأنَّ العالمَ افْترَقَا

    انشر على السوشيال
    تاجز
    spot_img

    الأكثر قراءة

    العارضة “ثريا محمود”: جمال وموهبة يلفتان الأنظار

    تعد ثريا محمود من الشابات الجميلات اللواتي يقدمن محتوى مميزاً على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تعمل كموديل مع خبيرات التجميل ومصممات الأزياء العمانيات.

    الفرق بين اللوس باودر والكومباكت باودر مع خبيرة التجميل ابتسام الفليتية

    تُعتبر اللوس باودر والكومباكت باودر من أهم أدوات التجميل التي تساعد على إطالة ثبات المكياج وتحسين مظهر البشرة. سنتعرف في هذا الموضوع على الفرق...

    “دي جي” حبيبة راشد.. مبدعة تشعل أجواء الحفلات  

    هنّ _ خاص حبيبة راشد امرأة عمانية متعددة المواهب والتخصصات، تعمل كمنسقة أغاني في الحفلات وبلوجر وفاشينيستا وهي أيضا ممرضة. إنها فنانة موهوبة متعددة المهارات،...
    spot_img

    المزيد

    ترك الرد

    من فضلك ادخل تعليقك
    من فضلك ادخل اسمك هنا