في ظل تزايد الاهتمام بالصحة والمناعة، برزت مشروبات العافية كأحد الاتجاهات الشائعة في عالم التغذية، خاصة تلك التي تحتوي على مكونات طبيعية مثل الكركم، الزنجبيل، وخل التفاح. تُباع هذه المشروبات المركّزة في عبوات صغيرة ويُروَّج لها كوسيلة سريعة لتعزيز المناعة وتحسين الهضم وزيادة الطاقة. لكن، ما مدى فعالية هذه المشروبات فعلياً؟ وهل تستحق أن تكون جزءاً من الروتين اليومي؟
هل مشروبات العافية مفيدة للصحة؟
بحسب أخصائية التغذية مونيكا أوسلاندر مورينو، فإنَّ هذه المشروبات ليست مضرة، لكنها في الوقت نفسه ليست ذات تأثير كبير يمكن الاعتماد عليه. فالكميات الصغيرة التي تحتويها لا تكفي لتأمين حاجة الجسم من العناصر الغذائية، ولا يمكن اعتبارها بديلاً عن نظام غذائي متوازن. وتوصي مورينو بالتركيز على تناول الطعام الحقيقي مثل الخضروات والفواكه الطازجة بدلاً من الاعتماد على هذه “اللقطات الصحية”.
ومع ذلك، قد يكون لهذه المشروبات فائدة بسيطة إذا كان النظام الغذائي يفتقر للتنوع، شرط ألا تتعارض مكوناتها مع الأدوية أو الحالة الصحية. وتفضّل الأخصائية إعداد هذه المشروبات في المنزل لتقليل التكاليف وتجنب السكريات المضافة مثل عصير البرتقال أو التفاح.
هل تساعد عند الإصابة بالزكام؟
عند بداية الشعور بالزكام، تنصح مورينو بخليط منزلي يحتوي على الكركم، الفلفل الأسود، الثوم، الأوريغانو، وعسل المانوكا. ورغم أنَّ فعاليته ليست مضمونة، إلا أنَّ الراحة والنوم الكافي يبقيان العامل الأهم في دعم جهاز المناعة.
أكثر المكونات الشائعة في مشروبات العافية:
الكركم:
يحتوي على مادة الكركمين التي تساعد في تخفيف الالتهابات العضلية والهضمية، خصوصاً عند تناوله مع الفلفل الأسود لزيادة فعاليته. يُنصح به للأشخاص الذين يعانون من أمراض التهابية مثل القولون التقرحي أو كرون، لكن لا ينبغي توقّع تأثير فوري من جرعة يومية صغيرة.
الزنجبيل:
فعّال في تخفيف الغثيان والانتفاخ وبعض آلام العضلات، ويحتوي على مضادات أكسدة مفيدة للبشرة. إلا أنَّ مذاقه القوي قد لا يكون مناسباً لمرضى الارتجاع، وغالباً ما يُخفف بعصائر محلاة ما يقلل من فوائده.
خل التفاح:
رغم شهرته الواسعة، فإنَّ الأدلة حول دوره في إنقاص الوزن أو تنظيم السكر في الدم ضعيفة. بل إنَّ شربه مباشرة قد يسبب تآكلاً في المريء، ويُحذر من تناول النوع غير المبستر خصوصاً أثناء الحمل.
عشبة القمح (Wheatgrass):
تُعد عشبة القمح مصدراً غنياً بالفيتامينات والمعادن، لكنها لا تختلف كثيراً عن الخضروات الورقية الأخرى. ويفضل تناولها ضمن أطباق طازجة بدلاً من شكلها السائل المكثف.
في الختام:
مشروبات العافية قد تُشكّل إضافة خفيفة لبعض الأنظمة الغذائية، لكنها ليست بديلاً عن الطعام الحقيقي ولا يمكن اعتبارها حلاً سحرياً. الاعتدال في تناولها، إلى جانب نظام غذائي متوازن ونوم جيد، هو ما يشكل أساس الصحة والعافية وفقاً لـ womenshealth.