في الوقت الذي تُعد فيه الشوكولاتة رمزاً للرومانسية والدلال، خاصة في المناسبات، قد تدهشك الحقيقة العلمية التي تقول إنَّ هذا الانغماس اللذيذ قد يكون له جانب مشرق لصحتك أيضاً. فقد أظهرت الأبحاث الحديثة أنَّ تناول الشوكولاتة الداكنة قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، مما يجعلها خياراً ذكياً يجمع بين المتعة والفائدة.
في دراسة واسعة النطاق امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، تابع الباحثون نمط حياة 192,000 شخص بالغ لم يكونوا مصابين بالسكري عند بداية الدراسة. وشملت المتابعة معلومات دقيقة عن استهلاك المشاركين للشوكولاتة، ووزنهم، ومستوى إصابتهم أو خلوّهم من المرض.
النتائج كانت لافتة: من تناولوا ما لا يقل عن خمس حصص من الشوكولاتة الداكنة أسبوعياً انخفضت لديهم احتمالية الإصابة بالسكري بنسبة 21%، مقارنةً بمن لم يتناولوا الشوكولاتة. والأجمل من ذلك، أنَّ كل حصة إضافية أسبوعية ارتبطت بانخفاض إضافي بنسبة 3% في الخطر.
ما سر الشوكولاتة الداكنة؟
الفرق يكمن في مكوناتها. فالشوكولاتة الداكنة، التي تحتوي عادةً على نسبة كاكاو تتراوح بين 50% إلى 80%، غنية بمركبات طبيعية نشطة مثل الفلافونويدات، وأبرزها الفلافان-3-أول والإبيكاتشين. هذه المركبات تلعب دوراً مهماً في:
• تحسين حساسية الجسم للإنسولين
• حماية خلايا البنكرياس من الأضرار التأكسدية
• الحد من الالتهابات المرتبطة بالاضطرابات الأيضية
• تعزيز وظيفة الأوعية الدموية وتنظيم عملية استقلاب الغلوكوز
وعلى عكس ذلك، فإن الشوكولاتة بالحليب تحتوي على كميات أكبر من السكر ونسبة أقل من الكاكاو (نحو 35%)، مما يُضعف فوائدها الصحية ويزيد من خطر زيادة الوزن.
لا داعي للقلق من زيادة الوزن
ما يثير الإعجاب أكثر هو أنّ الدراسة لم تجد أي ارتباط بين استهلاك الشوكولاتة الداكنة وزيادة الوزن، في حين وُجد أنّ الشوكولاتة بالحليب قد تؤدي إلى زيادة تدريجية في الوزن. وهذا يُعزز فكرة أنَّ التركيبة الغذائية الغنية في الشوكولاتة الداكنة قد تساعد في موازنة السعرات عند تناولها باعتدال.
المصدر: mindbodygreen