قد يبدو سؤالًا غريبًا للوهلة الأولى… فالعطر، كما نعرفه، مُرتبط بالخروج، المناسبات، أو اللحظات التي نرغب فيها بالظهور بأفضل صورة. لكن، ماذا لو أخبرناك أن هناك من يضع العطر خصيصًا قبل النوم، لا ليراه أحد، بل فقط ليشعر هو بشيء مختلف؟ هل هو ترف؟ عادة؟ أم وسيلة علمية لتحسين جودة النوم والمزاج؟
في السنوات الأخيرة، بدأ كثير من الناس، لا سيما النساء، باللجوء إلى العطور كجزء من روتين ما قبل النوم. ليس فقط من باب التدليل الذاتي، بل لما لهذا الطقس البسيط من أثر نفسي وعاطفي عميق.
الروائح تسبق الأحلام… وتُؤثر على العقل
من الناحية العصبية، لحاسة الشم طريق مباشر إلى الدماغ، وتحديدًا إلى المناطق المسؤولة عن المشاعر والذاكرة. وهذا يعني أن الرائحة لا تمر فقط عبر الأنف، بل تلامس أعمق مناطق الإحساس والراحة.
توضح خبيرة العطور “يودورا نواسيكي” لـ هاربر بازار، أن استخدام العطر قبل النوم ليس طقسًا فارغًا من المعنى، بل هو تجربة حسيّة شخصية بامتياز.
تقول: “أنا لا أضع العطر لأحد، بل لي. هو يربطني بذاتي، ويشعرني بالاحتواء.”
عطرك كتهويدة نفسية
وأشارت أخصائية النوم هايلي بيدريك لـ هاربر بازار إلى أن الروائح المألوفة والمريحة يمكن أن تُشكّل محفزًا للنوم. كما أنها تُساعد في تهدئة الجهاز العصبي وتخفيف القلق. وتضيف:
“استخدام رائحة محددة كل ليلة يُعطي الدماغ إشارة ذكية: حان وقت الراحة.”
هل هناك عطر “مثالي” للنوم؟
لا توجد إجابة واحدة. فالعطر المثالي للنوم هو العطر الذي يجعلك تشعرين بالهدوء، الأمان، والسكينة.
قد يكون: رائحة لافندر ناعمة، أو فانيليا دافئة، أو حتى عطر مسك تعرفينه منذ الطفولة.
الأمر ليس في المكونات فقط، بل في الارتباط العاطفي الذي تبنينه مع العطر.
طرق استخدام العطر قبل النوم:
رذاذ الوسادة (Pillow Mist): رشة خفيفة على الوسادة أو الملاءة.
زيوت عطرية مخففة: تُوضع خلف الأذن أو على معصم اليد.
عطر شخصي خفيف: على نقاط النبض أو حتى على الملابس.
العطر… كدواء نفسي؟
بعض العلامات التجارية مثل Edeniste وThe Nue Co. بدأت بتطوير عطور مدروسة علميًا، تعمل على تقليل التوتر وزيادة الاسترخاء عبر روائح مختارة بدقة. بعض الدراسات أظهرت أن استخدام هذه العطور يؤدي إلى تحسّن في جودة النوم العميق، بل وحتى انخفاض في معدل ضربات القلب.
هل هو ضروري؟ ليس تمامًا. هل هو مفيد؟ كثيرًا.
قد لا يكون استخدام العطر قبل النوم ضرورة، لكنه بلا شك رفاهية ذكية. تجربة حسية تلامس أعمق طبقاتك النفسية. فأحيانًا، كل ما نحتاجه لننام جيدًا هو رائحة تشبه حضن أم، أو ذكرى سفر، أو لحظة حب قديمة.
تؤكد بيدريك أن العطور تساعد بثلاث طرق:
دعم نمط النوم: بعض الروائح كـ”الورد” تعزز التعلم والذاكرة، ما يثبّت عادات نوم صحية.
تعزيز الاسترخاء: تساعد في الانتقال من حالة التوتر إلى الراحة.
تحسين جودة النوم العميق: روائح مثل اللافندر والفانيلا تعزز موجات دلتا الدماغية أثناء نوم NREM، ما يُجدد الخلايا ويُحفّز الشفاء.
إذاً ضعي عطرك المفضل ونامي بعمق