spot_img
المزيد

    رزان كيلاني تحذّر: الصمت العاطفي بين الأزواج… جدار خفي يهدد العلاقة!

    spot_img

    تتناول مدربة الحياة الأردنية رزان كيلاني ظاهرة “الصمت العاطفي” بين الأزواج، مسلطةً الضوء على كيف يمكن لهذا الصمت أن يتحول تدريجياً إلى جفاء، ثم إلى تحلل في الشعور بالمسؤولية تجاه العلاقة. من خلال فهم نفسي دقيق، تقدم رزان نظرة شاملة لكيفية تشكل هذه الجدران الصامتة بين الشريكين، وكيف يمكن هدمها عبر خطوات واعية وشجاعة.

    هنً _ خاص

    في العلاقات الإنسانية، لا يقتصر التواصل على الكلمات فقط، بل يتعداه إلى الإيماءات، والتعبيرات، والمشاعر التي تُقال بلا صوت. ومع ذلك، عندما يغيب التعبير العاطفي ويُستبدل بالصمت، تتكون جدران خفية تفصل بين القلوب، تُعرف بما يسمى “جدران الصمت العاطفي”. هذه الجدران لا تُبنى فجأة، بل تتشكل تدريجياً نتيجة تكرار التجاهل، الإحباط غير المُعبر عنه، أو الخوف من المواجهة. ومع الوقت، تقود هذه الجدران إلى حالة من الخرس العاطفي والجفاء، حيث يتحول الشريكان إلى كائنين غريبين يعيشان تحت سقف واحد، لكن بلا روابط حقيقية.

    ما هو الصمت العاطفي؟

    الصمت العاطفي هو الامتناع المتعمد أو غير المتعمد عن التعبير عن المشاعر، سواء كانت إيجابية أو سلبية. يُمكن أن يتخذ هذا الصمت شكل الانسحاب من الحوارات الحميمة، تجنب الحديث عن المشكلات، أو رفض الاعتراف بالمشاعر عند حدوث التوترات.

    من الناحية النفسية، يرتبط الصمت العاطفي غالباً بـ:

    •      الخوف من الرفض أو عدم التفهم

    •      التجارب السابقة المؤلمة (مثل التعرض للخذلان أو الإذلال عند التعبير)

    •      نقص الوعي العاطفي أو مهارات التواصل

    istockphoto

    من الصمت إلى الخرس العاطفي والجفاء

    حين يستمر الصمت العاطفي دون معالجة، تتفاقم آثاره النفسية والعاطفية على كلا الطرفين:

    •      الخرس العاطفي (Emotional Mutism): حالة يصبح فيها التعبير عن المشاعر شبه معدوم، حتى مع وجود أحداث كبيرة. يشعر فيها أحد الأطراف أو كلاهما أن لا جدوى من الحديث، لأن الاستجابة غائبة أو مؤلمة.

    •      الجفاء العاطفي (Emotional Detachment): وهو انفصال نفسي وعاطفي، حيث لا يعود هناك اهتمام بمشاعر الآخر، ولا رغبة في الاقتراب أو المشاركة. تصبح العلاقة ميكانيكية أو وظيفية، لا حيوية فيها.

    هذا الجفاء لا يولد من العدم، بل يتغذى على سلسلة من اللحظات غير المعالَجة، حيث يختار الطرفان الصمت بدلًا من المواجهة، والسكوت بدلًا من الإصلاح.

    العجز المضلِّل: حين يعفي الصمت الطرفين من مسؤولية التغيير

    إحدى أخطر نتائج الصمت العاطفي هو تحلل المسؤولية. فعندما يغيب الحوار، يصبح كل طرف أسيرًا لفكرة: “طالما هو/هي لا يتكلم، فلست مضطرًا للتغيير”. وهنا يحدث وهم نفسي شائع:

    ❝ الصمت يُستخدم كدرع نفسي يحمي من الألم، لكنه في الوقت ذاته يُستخدم كذريعة لتجنب المسؤولية. ❞

    •      اللوم الصامت: كل طرف يعتقد أن الآخر هو السبب في الانفصال، لكن لا أحد يبادر.

    •      التكيف السلبي: يصبح الصمت هو “الوضع الطبيعي الجديد”، فتُخمد الرغبة في التغيير.

    •      التنصل من الدور العلاجي الذاتي: يتوقف كل طرف عن العمل على نفسه، وينتظر أن “يتغير الآخر أولاً”.

    كيف نكسر جدران الصمت؟

    1.    الاعتراف بالصمت كعرض وليس كطبيعة: الصمت ليس طباعًا ثابتة، بل رد فعل يمكن تغييره متى ما وُجد الوعي.

    2.    تعلم التعبير الآمن: تدريب النفس على استخدام جمل مثل “أنا أشعر بـ…” بدلاً من “أنت تفعل دائمًا…” يُقلل الدفاعية ويعزز الانفتاح.

    3.    إعادة بناء الثقة العاطفية: عبر تدريج المحادثات من السطحية إلى العميقة، وإعطاء مساحة للتجريب دون حكم.

    4.    طلب الدعم النفسي أو العلاجي: الاستعانة بأخصائي علاقات أو معالج نفسي يمكن أن يكون خطوة فارقة لإعادة إحياء العلاقة.

     إن جدران الصمت العاطفي لا تبني فقط مسافة بين القلوب، بل تخلق واقعًا باردًا يتآكل فيه الحب تدريجياً. لكنها ليست نهاية الطريق. بالوعي، والشجاعة، والاعتراف بالمسؤولية الفردية، يمكن لتلك الجدران أن تنهار، وللأصوات أن تعود، وللمشاعر أن تُسمع من جديد. العلاقات الحقيقية لا تنجو بالصمت، بل تنمو بالحوار الصادق.

    انشر على السوشيال
    تاجز
    spot_img

    الأكثر قراءة

    العارضة “ثريا محمود”: جمال وموهبة يلفتان الأنظار

    تعد ثريا محمود من الشابات الجميلات اللواتي يقدمن محتوى مميزاً على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تعمل كموديل مع خبيرات التجميل ومصممات الأزياء العمانيات.

    الفرق بين اللوس باودر والكومباكت باودر مع خبيرة التجميل ابتسام الفليتية

    تُعتبر اللوس باودر والكومباكت باودر من أهم أدوات التجميل التي تساعد على إطالة ثبات المكياج وتحسين مظهر البشرة. سنتعرف في هذا الموضوع على الفرق...

    “دي جي” حبيبة راشد.. مبدعة تشعل أجواء الحفلات  

    هنّ _ خاص حبيبة راشد امرأة عمانية متعددة المواهب والتخصصات، تعمل كمنسقة أغاني في الحفلات وبلوجر وفاشينيستا وهي أيضا ممرضة. إنها فنانة موهوبة متعددة المهارات،...
    spot_img

    المزيد

    ترك الرد

    من فضلك ادخل تعليقك
    من فضلك ادخل اسمك هنا