spot_img
المزيد

    سحر العوفي ومجموعتها ” وردة الصحراء”: من رمال بدية إلى العالم

    spot_img

    هنّ _ خاص

    في قلب الرمال الذهبية، حيث يلتقي سكون الصحراء بوهج الغروب، وُلدت “وردة الصحراء”. مجموعة أزياء تحمل توقيع المصممة العُمانية سحر العوفي، وتجسد رؤيتها الفنية النابضة بالشغف، والمرتكزة على التفرّد والهوية.

    منذ طفولتها، كانت سحر أسيرة جمال الأقمشة وقصصها الخفية، إلى أن تحوّل ذلك الولع إلى مشروع يحمل اسم “Melis by Sahar Al Aufi”، ويُعيد تعريف الأناقة العربية برؤية عصرية. وفي “وردة الصحراء”، تعيد سحر صياغة مفهوم القوة والأنوثة في قالب فني، حيث تتفتح الأنوثة مثل زهرة نادرة تنمو وسط تحديات الطبيعة.

    “وردة الصحراء” ليست مجرد مجموعة أزياء، بل بيان فني عن الجمال الذي يولد من العمق، عن الأنوثة القوية، عن الأصالة التي تلتقي بالابتكار… إنها دعوة لاكتشاف المرأة في أبهى صورها. المزيد عنها في هذا الحوار:

    في البداية، نود أن نعرف أكثر عن سحر العوفي. كيف كانت رحلتكِ في عالم الموضة؟ وما الذي دفعكِ لإنشاء علامتكِ الخاصة؟

    تكمن قصة مليئة بالشغف والتحدي وراء أسمي. منذ طفولتي، كنت مفتونة بجمال الأقمشة والتصاميم، وأسرتني قدرة الأزياء على التعبير عن هوية الإنسان وثقافته بأسلوب فريد.

    بدأت رحلتي في عالم الموضة بصقل موهبتي من خلال الدراسة والممارسة، لكن شغفي الحقيقي كان في إنشاء علامة تجارية تعكس رؤيتي الخاصة—تجمع بين التراث والحداثة، وتعبر عن روح المرأة العصرية التي تسعى للتميز دون أن تفقد هويتها.

    ومن هنا، انطلقت “Melis by Sahar Al Aufi”، ليس مجرد اسم في عالم الأزياء، بل رؤية متكاملة تمزج بين البساطة والفخامة، بين القوة والأنوثة، تمامًا كما تفعل الطبيعة في أجمل صورها. كان هدفي دائمًا تصميم قطع تحمل قصة، تعكس التراث العربي بروح عالمية، لتجعل من كل إطلالة تجربة تجسد الأناقة الحقيقية.

    علامتكِ التجارية تمزج بين التراث العماني والموضة العصرية، كيف تحافظين على هذا التوازن في كل مجموعة؟

    أسعى دائمًا إلى تحقيق انسجام مثالي بين التراث العربي العريق والموضة العصرية في كل مجموعة من “Melis by Sahar Al Aufi”، حيث أحرص على إعادة إحياء التفاصيل التقليدية بأسلوب مبتكر يعكس تطلعات المرأة العصرية.

    تبدأ رحلتي الإبداعية بالبحث العميق في عناصر التراث، بدءًا من التطريزات اليدوية والزخارف المستوحاة من الفنون العربية، وصولًا إلى الألوان التي تعبر عن روح الثقافة العربية. ثم أعيد صياغتها برؤية حديثة، مستخدمةً قصّات معاصرة، أقمشة فاخرة، وتفاصيل متقنة تمنح كل تصميم لمسة تجمع بين الأصالة والحداثة.

    ما يميز علامتي أيضًا هو فريق عملي الماهر، الذي يعمل بدقة وجودة عالية تنافس كبرى العلامات التجارية. فبفضل خبرته وحرفيته، نتمكن من الحفاظ على الحرف التقليدية نابضة بالحياة، مع إعادة تقديمها بأسلوب يجسد جوهر “Melis by Sahar Al Aufi”.

    بالنسبة لي، التوازن بين التراث والابتكار لا يعني التنازل عن أحدهما، بل هو عملية إبداعية مدروسة تحوّل كل قطعة إلى تحفة فنية، تحمل أصالة الماضي برؤية أنيقة تعكس المستقبل.

    نعلم أن كل قطعة تُصنع حسب الطلب، كيف يعكس ذلك فلسفة علامتكِ التجارية؟

    كل قطعة في Melis Arabia و Melis by Sahar Al Aufi تُصنع حسب الطلب، وهو ما يعكس جوهر فلسفة علامتي التجارية. فالرؤية الأساسية للعلامة تتمحور حول تقديم أزياء فريدة ومتميزة، تعكس شخصية كل عميلة وعميل، وتلبي احتياجاتهم الخاصة بأسلوب يجمع بين التفرد والأناقة. تصميم الأزياء حسب الطلب يُجسد قيم التميز والتفرّد التي تركز عليها العلامة، حيث تصبح كل قطعة تعبيرًا عن الذوق الشخصي والهوية الفريدة لمن يرتديها.

    يضمن هذا النهج أيضًا اختيار الأقمشة والتفاصيل بعناية فائقة، مما يساعدني على تحقيق أعلى مستويات الجودة والابتكار في كل تصميم. كما تتيح هذه الطريقة لكل عميلة وعميل تجربة مخصصة، تجعلهم يشعرون بأنهم يمتلكون قطعة فريدة لا مثيل لها، مما يعزز الشعور بالفخامة والتميز.

    وتعكس هذه الفلسفة كذلك التزامنا باحترام الوقت والجهد، حيث نحرص على تقديم الأفضل بما يتناسب مع شخصية واحتياجات كل فرد، بعيدًا عن التصاميم الجاهزة أو الإنتاج الجماعي.

    كيف نشأت فكرة “وردة الصحراء”؟ وما الذي ألهمكِ لاختيار الصحراء كخلفية للعرض؟

    فكرة “وردة الصحراء” جاءت من تأمل الجمال القاسي والمذهل في قلب الطبيعة، حيث تمتزج القوة والرقة في مشهد استثنائي. لطالما أذهلتني الصحراء بجاذبيتها الفريدة، فهي قادرة على إظهار أقصى درجات القسوة، ومع ذلك تحتضن بين كثبانها أزهارًا نادرة تنمو رغم الظروف الصعبة، تمامًا كما تفعل المرأة القوية التي تشع أنوثة وأناقة رغم كل التحديات.

    تحتوي المجموعة على 30 تصميمًا مميزًا تم اختيارهم بعناية فائقة، مع التركيز على التنوع لتناسب جميع الأذواق والمناسبات.

    استخدمت المجموعة أقمشة فاخرة تم انتقاؤها بعناية تامة، مثل الحرير الذي يضيف لمسة من الفخامة والنعومة، والساتان الفاخر الذي يعزز من أناقة التصاميم. بالإضافة إلى التول والشيفون اللذين أضافا لمسات من الأنوثة والتهوية، مع الحفاظ على الراحة والتميز في كل قطعة.

    الألوان مستوحاة من جمال الصحراء والسماء، حيث تنوعت بين درجات دافئة تعكس لون الرمال وأخرى تعبر عن صفاء السماء الزرقاء. تم اختيار هذه الألوان بعناية فائقة لتضيف لمسة من الهدوء والجمال الطبيعي الذي يعد جزءًا أساسيًا من فكرة العرض.

    تجسد هذه المجموعة في كل تفاصيلها الجمال الطبيعي للصحراء وروعَة السماء، مع انتقاء دقيق للأقمشة والألوان التي تعزز من تميز كل تصميم.

    كيف تم اختيار المصممين أو الحرفيين الذين عملوا على هذه المجموعة؟

    “وردة الصحراء” هو مشروع يعكس شغفي العميق وتفانيي في عالم تصميم الأزياء، حيث كنت المصممة الوحيدة التي ابتكرت جميع التصاميم، بالتعاون مع فريقي المؤهل من الخياطين الذين عملوا جاهدين على تنفيذ رؤيتي. كنت أيضًا المالك والمصمم الوحيد للمشروع حتى هذه اللحظة. هدفنا كان أن يكون العمل صُنع في سلطنة عمان، وعرض التصاميم أمام جمهور من المدعوين بهدف إبراز فكرة المشروع، لنجذب الأنظار إلى عمان وجمال طبيعتها، ولإظهار قدرة العمانيين على تقديم خدمات متميزة بأعلى المستويات.

    لتصوير المشروع في صحراء بدية، قدمت الفكرة لشركة تصوير فوتوغرافي وفيديو استوديو 7 لتكون راعية للمجموعة العربية، كما تعاونت مع ميكب أرتيست هاجر سامي وهير ستايلست حسنة. وكان من الرائع أيضًا أن نتعاون مع منتجع مميز في صحراء بدية desert dome، ليكون المكان المثالي لعرض المجموعة.

    أود أن أتوجه بالشكر لجميع عارضات وعارضي الأزياء الذين آمنوا بالفكرة ووافقوا على أن يكونوا جزءًا من هذا المشروع الكبير. حيث تم عرض المجموعة على مدى يومين في صحراء بدية، وبمساهمة فريقنا الكامل الذي تجاوز عدده 100 شخص، تمكنا من تحقيق هذا النجاح المذهل.

    هل هناك خامات أو تقنيات جديدة تم استخدامها لأول مرة في هذه المجموعة؟

     في مجموعة “وردة الصحراء”، حرصت على استكشاف واستخدام خامات وتقنيات جديدة لأول مرة، بهدف تحقيق مستوى أعلى من الفخامة والتفرّد في التصاميم.

    بالنسبة للخامات تم اختيار الحرير الفاخر، الساتان الراقي، التول، والشيفون، ولكن بطرق معالجة مختلفة لإضفاء طابع جديد على الأقمشة. كما تم العمل على مزج خامات غير تقليدية لمنح التصاميم ملمسًا فريدًا وانسيابية راقية تتناسب مع حركة الجسم وتعكس روح الصحراء وسحرها.

    فيما يتعلق بالتقنيات، فقد تم التركيز على التطريز اليدوي الدقيق، الذي أُضيف بعناية على أغلبية القطع لإبراز تفاصيل مستوحاة من الطبيعة الصحراوية، مثل أنماط وردة الصحراء وأغصان الاشجار الصحراوية ولون الرمال والسماء وألوان الغروب. كما تم استخدام تقنيات الطبقات المتداخلة والقصّات الهندسية الفريدة، مما أضاف بعدًا جديدًا للأزياء، وحوّل كل تصميم إلى قطعة فنية تعكس الأناقة والابتكار.

    ولأول مرة، تم تنفيذ جميع القطع طبق الأصل عن تصاميم إلكترونية تم العمل عليها مسبقًا، حيث أصبح التصميم الرقمي جزءًا أساسيًا من عملياتنا الأخيرة. هذه التقنية ساعدتني بشكل كبير في ربط رؤيتي الإبداعية مع إمكانيات التنفيذ الفعلي، مما سهّل عملية تطوير التصاميم والوصول إلى النتيجة المطلوبة بدقة وسرعة، مع تحقيق تصور واضح وشامل لكل قطعة قبل تنفيذها.

    تنظيم عرض أزياء في قلب الصحراء ليس بالأمر السهل، كيف جاءت الفكرة وما أبرز التحديات التي واجهتكِ؟

    جاءت فكرة العرض من رغبتي في دمج الموضة بجمال الصحراء، لإبراز هوية “وردة الصحراء” كعلامة عربية معاصرة. اخترت موقع “Desert Dome” في بدية لما يحمله من طابع متناغم مع رؤيتي الفنية. أردت أن تكون التجربة أكثر من عرض أزياء، بل رحلة بصرية وروحية تلامس الإحساس.

    واجهنا تحديات عديدة، أبرزها تنسيق فريق كبير، ونقل المعدات لموقع صحراوي، والتعامل مع ظروف الطقس. لكن بفضل التخطيط الدقيق، والتناغم بين جميع المشاركين من مصممين ومصورين وخبراء تجميل، تمكّنا من تنفيذ حدث متكامل دون أي دعم خارجي، من خلال شركتي “الانعكاس”.

    الردود كانت مذهلة؛ تفاعل الحضور مع العرض، وأشادوا بالموقع والتنظيم، ووصفوه بتحفة فنية حيّة. التغطية الإعلامية ساهمت في انتشاره، وسيُعرض لاحقًا في نيويورك، إيطاليا، وبوسطن ليحمل الإبداع العماني إلى العالمية.

    كيف كان رد فعل الحضور على هذه التجربة الفريدة؟

    لاقى عرض “وردة الصحراء” تفاعلًا استثنائيًا منذ لحظة وصول الضيوف، الذين شعروا بأنهم جزء من تجربة فنية لا تُنسى. أبدى الجميع إعجابهم بالموقع الساحر والتناغم بين التصاميم والطبيعة، مما أضفى على العرض طابعًا سينمائيًا فريدًا.

    أشاد الحضور بالتنظيم الدقيق والتفاصيل الراقية، ووصفوا العرض بأنه رحلة بصرية تلامس الإحساس، لا مجرد استعراض أزياء. حتى العارضين عبّروا عن شعورهم بأنهم يروون قصة، لا يؤدون عرضًا.

    هذا التفاعل الإيجابي عزز قناعتي بأن المجموعة تستحق أن تُعرض عالميًا، لما تحمله من روح وإبداع يعكس الجمال العربي برؤية معاصرة.

    كانت “وردة الصحراء” تجربة استثنائية أثبتت أن الإبداع العُماني قادر على الوصول إلى العالمية حين يُقدَّم من القلب وبرؤية واضحة. هذا النجاح رسّخ قناعتي بأن ما بدأناه في قلب صحراء عُمان، يستحق أن يُعرض في أرقى المنصات العالمية ويصل إلى جمهور يُقدّر الأصالة بروح عصرية.

    علامتكِ بدأت في عُمان، لكنها تستهدف الأسواق العالمية، كيف تعملين على تحقيق هذا الانتشار؟

    جميع علاماتي التجارية بدأت من عُمان وانطلقت الى العالمية “Melis Arabia”، ولكن رؤيتي تتخطى الحدود المحلية. أسعى لتوسيع الانتشار العالمي عبر استراتيجيات متنوعة، مثل المشاركة في الفعاليات العالمية مثل نيويورك فاشن ويك، والتعاون مع متاجر وموزعين دوليين لتوسيع وجودنا في أسواق أوروبا وأمريكا. كما أستفيد من التسويق الرقمي عبر منصات التواصل الاجتماعي للوصول إلى جمهور عالمي، مع تخصيص تصاميمي لتناسب الثقافات المختلفة من خلال هذه الاستراتيجيات، أسعى لتحويل “Melis Arabia” إلى علامة عالمية معروفة، تقدم أزياء فاخرة تعكس الإبداع العربي بأسلوب عصري، وتصبح جزءًا من مشهد الموضة العالمي.

    ما هي خططكِ المستقبلية بعد “وردة الصحراء”؟ وهل هناك مشاريع جديدة في الأفق؟

    أعتبر النجاح الكبير لمجموعة “وردة الصحراء”، بداية مرحلة جديدة لعلامتي التجارية Melis Arabia. سأستمر في الابتكار عبر تقديم تجارب تجمع بين الفن والثقافة والطبيعة. في المستقبل القريب، أخطط لإطلاق مجموعة جديدة تجمع بين الأقمشة التقليدية والتصاميم الحديثة، وتوسيع الأسواق لتشمل أسواقًا جديدة وعالمية. كما أهدف لتوسيع التجارة الإلكترونية عبر موقع تفاعلي يوفر تجربة تسوق مخصصة للعملاء.

    المستقبل مليء بالفرص المشرقة، وأنا عازمة على الاستمرار في تقديم الأزياء التي تمثل الإبداع العربي وتجسد التميز بأسلوب عصري. “وردة الصحراء” كانت مجرد بداية لرحلة طويلة نحو العالمية، وأنا متحمسة لمشاركة المزيد من الأفكار والمشاريع مع العالم في المستقبل القريب.

    انشر على السوشيال
    تاجز
    spot_img

    الأكثر قراءة

    العارضة “ثريا محمود”: جمال وموهبة يلفتان الأنظار

    تعد ثريا محمود من الشابات الجميلات اللواتي يقدمن محتوى مميزاً على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تعمل كموديل مع خبيرات التجميل ومصممات الأزياء العمانيات.

    الفرق بين اللوس باودر والكومباكت باودر مع خبيرة التجميل ابتسام الفليتية

    تُعتبر اللوس باودر والكومباكت باودر من أهم أدوات التجميل التي تساعد على إطالة ثبات المكياج وتحسين مظهر البشرة. سنتعرف في هذا الموضوع على الفرق...

    “دي جي” حبيبة راشد.. مبدعة تشعل أجواء الحفلات  

    هنّ _ خاص حبيبة راشد امرأة عمانية متعددة المواهب والتخصصات، تعمل كمنسقة أغاني في الحفلات وبلوجر وفاشينيستا وهي أيضا ممرضة. إنها فنانة موهوبة متعددة المهارات،...
    spot_img

    المزيد

    ترك الرد

    من فضلك ادخل تعليقك
    من فضلك ادخل اسمك هنا