هنّ _ خاص
أمل بنت حمود السليمانية رائدة أعمال أبدعت في تصميم المجوهرات العُمانية والحقائب الفاخرة. بدأت رحلتها في هذا المجال منذ عام 2013، مستلهمةً من تراث عمان العريق، ومن خلال مزيج من الدقة الفنية والمواكبة للحداثة، أصبحت تصاميمها تحاكي قصص الماضي وتعكس جمال الحاضر، مما جعلها محط إعجابٍ وتقديرٍ، وخصوصًا بعد أن اختارت السيدة الجليلة اقتناء حقيبة من تصاميمها الفريدة. اليوم، تحكي لنا أمل عن بداياتها، إلهامها، وتحدياتها في مجال تصميم المجوهرات، وكيف نجحت في الجمع بين الأصالة والتراث والعصرية.
كيف بدأت رحلتكِ في تصميم المجوهرات؟ وما الذي ألهمكِ لدخول هذا المجال؟
بدأتُ رحلتي في تصميم المجوهرات عام 2013، مستلهمةً إبداعاتي من كنوز التراث العُماني العريق، لا سيما الفضيات والحُلي التقليدية التي تحمل في تفاصيلها تاريخًا من الأصالة والجمال. كنتُ دائمًا مفتونةً بالفن العُماني العريق، فبدأت باستكشاف كل ولاية عمانية على حدة، متعمقةً في تفاصيل هويتها الفريدة، حيث تميزت كل منطقة بنقوشها الهندسية، وألوانها التراثية، وزخارفها الخاصة، مما شكّل لديّ مرجعًا غنيًا للإبداع والتجديد.
وانطلقتُ برؤية واضحة، وهي إحياء التراث بأسلوب حديث ومتجدد، فعملتُ على إعادة تصور العناصر التقليدية بأسلوب معاصر، مما أضفى على تصاميمي طابعًا فريدًا يمزج بين الأصالة والحداثة، و أحرص على أن تعكس كل قطعة التوازن المثالي بين الماضي والحاضر، بحيث تأخذ من التراث هويته العميقة، ومن الحداثة لمساتها الأنيقة والمبتكرة.
هدفي من خلال تصاميمي هو أن تصبح كل قطعة تحفة فنية تروي قصةً مستوحاة من التراث العُماني، مع إبراز التفاصيل الدقيقة واللمسات الفاخرة التي تجعلها مثالية للمرأة العصرية التي تبحث عن الأناقة الممزوجة بالتاريخ والتفرد.

ما هي المنتجات التي تصممينها إلى جانب المجوهرات؟
نقدم مجموعة من الحقائب الفاخرة التي تكمل تصاميم المجوهرات وتعكس الهوية التراثية بأسلوب عصري. هذه الحقائب تجمع بين الفخامة والتراث العماني، حيث تستلهم تفاصيلها من الزخارف التقليدية والفنون الهندسية العمانية.
ونستخدم خامات فاخرة مثل الجلود الطبيعية والفضة والذهب عيار 24 قيراطًا، مما يمنح الحقائب بريقًا استثنائيًا. كما يتم تنفيذها يدويًا بعناية فائقة لإبراز التفاصيل التراثية، مع إمكانية دمج أحجار كريمة لزيادة قيمتها. بعض الحقائب تم تصميمها لتتناغم مع المجوهرات، بحيث تعكس نفس الزخارف والنقوش، مما يحقق تناغمًا في الإطلالة.
كيف ينعكس التراث العُماني في تصاميمكِ؟
التراث العُماني هو مصدر إلهامي وجوهر تصاميمي، حيث أدمج بين الأصالة والفخامة التي تعكس التاريخ العُماني العريق. استلهم أفكاري من العمارة والفنون التقليدية العمانية التي تتميز بالتفاصيل الهندسية المتقنة والزخارف المستوحاة من الطبيعة، مما يجعل كل تصميم يعكس هوية بصرية فريدة تدمج الماضي بالحاضر.
كل قطعة من تصاميمي تتميز بتفاصيل هندسية دقيقة مستوحاة من القلاع العمانية والنقوش التراثية، مما يجعلها تحفة فنية تحكي قصة التراث. كما أستخدم ألوانًا مستوحاة من طبيعة عمان، مثل ألوان البحر والرمال والأحجار الكريمة التقليدية.
أهدف إلى تقديم تصاميم تحمل الهوية العمانية بروح عالمية، بحيث يمكن للمرأة العصرية ارتداؤها كقطعة فاخرة تجمع بين الرموز التراثية وأحدث صيحات الموضة، مما يجعل كل قطعة أكثر من مجرد إكسسوار، بل رسالة ثقافية تعكس جمال التراث العماني.

كيف كان شعوركِ عند اقتناء السيدة الجليلة لإحدى تصاميمكِ؟
لا شك أن حصولي على ثقة السيدة الجليلة يُعد إنجازًا كبيرًا في مسيرتي، وشرفًا عظيمًا يبعث في نفسي الفخر والامتنان العميق. فاختيارها لأحد تصاميمي هو تقدير ليس فقط لعملي، ولكن أيضًا للهوية العُمانية التي أسعى جاهدًة للحفاظ عليها وتجسيدها في كل قطعة أصممها.
كان هذا الحدث بمثابة لحظة استثنائية ملهمة، زادت من شغفي وإصراري على الاستمرار في تقديم تصاميم تعكس جوهر التراث العُماني بأسلوب راقٍ ومعاصر. إنه حافز قوي لمواصلة الإبداع والتطوير، لتقديم أعمال ترتقي إلى مستوى التميز، وتبرز جمال التراث العُماني في أبهى صوره، بلمسات حديثة تواكب العصر.
إن هذا التقدير لموهبتي يدفعني إلى مزيد من الابتكار والبحث عن تصاميم تحمل رسالة ثقافية وفنية، تعكس غنى التراث العُماني بتفاصيله الراقية، وتُبرز مكانته في عالم الأزياء والمجوهرات الفاخرة.

حدثينا أكثر عن مواصفات الحقيبة التي اختارتها السيدة الجليلة
اختارت السيدة الجليلة حقيبة يد فاخرة تتميز بأنها أكثر من مجرد إكسسوار، فهي قطعة فنية تجمع بين التراث العماني والفخامة العصرية. تم تصنيع هذه الحقيبة يدويًا بواسطة حرفيين عمانيين مهرة، مما يضفي عليها طابعًا فريدًا يعكس الحرفية العمانية الأصيلة. الحقيبة مُطرزة يدويًا باستخدام خيوط الفضة الخالصة عيار 999، مما يمنحها لمسة من الفخامة ويجعل النقوش المستوحاة من التصاميم العمانية التقليدية تنبض بالحياة بروح معاصرة. تصميم الحقيبة يتضمن ثلاث قطع هندسية متناسقة على شكل معين، مع تطعيمات من خيوط الفضة المطلية بالذهب عيار 24 قيراطًا، مما يعزز من جمالها ويضفي عليها بريقًا ملكيًا. كما تم تبطين الحقيبة بجلد طبيعي فاخر يوفر ملمسًا ناعمًا وراحة مثالية، مع ضمان حماية المحتويات بفضل البطانة المتينة. تزن الحقيبة 217 جرامًا، مما يجعلها خفيفة وسهلة الحمل دون المساومة على جودتها وفخامتها. تعتبر هذه الحقيبة تجسيدًا لروح التراث العماني الأصيل، مصممة لتكون قطعة فنية متجددة، تجمع بين الجمال التقليدي واللمسات العصرية الفاخرة.
ما هي أكثر قطعة مجوهرات تمثل علامة فارقة في مسيرتكِ؟
تعتبر القطعة التي صممتها خصيصًا لسيدة الجليلة واحدة من أبرز وأرقى الأعمال في مسيرتي، فهي تمثل مزيجًا فريدًا بين الفخامة الملكية والأصالة العُمانية المتجذرة. هذا التصميم يعكس رؤيتي الإبداعية التي تسعى لإبراز التراث العُماني مع لمسات عصرية تواكب العصر الحديث.
تفاصيل التصميم جاءت مستوحاة من الزخارف التقليدية العُمانية، والنقوش الفضية القديمة، والعمارة العمانية العريقة، ما جعلها تحمل هوية فريدة تنبض بجمال التراث. تم استخدام الذهب عيار 21 جنبًا إلى جنب مع أحجار كريمة نادرة، ما منح القطعة لمعة استثنائية وفخامة لا مثيل لها.
لقد كنت حريصة على دمج الأصالة مع لمسات عصرية، حيث تم إعادة ابتكار التصميم بأسلوب حديث، مع التركيز على التفاصيل الهندسية الدقيقة التي تليق بمقام السيدة الجليلة. هذا العمل الفني لا يعد مجرد قطعة مجوهرات، بل هو سرد بصري يروي قصة الأصالة العُمانية بلغة معاصرة. كانت هذه التجربة مصدر إلهام لي لمواصلة تقديم تصاميم تعكس هويتنا العُمانية بأحدث أساليب الإبداع.

ما هي الخامات التي تفضلين استخدامها في تصاميمكِ؟
أحرص في تصاميمي على استخدام خامات راقية تعكس الفخامة والجمال، حيث يعد الذهب عيار 21 خياري الأساسي بفضل نقائه ولمعانه الجذاب، إلى جانب مرونته التي تجعله مثاليًا للتفاصيل الدقيقة.
أما الأحجار الكريمة، فأفضل الطبيعية منها لما تحمله من سحر خاص، مع التركيز على الياقوت الأزرق، الزمرد، والألماس، لما تضيفه من رقي وأناقة. كما أنني أدمج بين الذهب والفضة بتقنيات حديثة، وأستوحي الزخارف من الهوية العمانية، مما يجعل كل قطعة تحمل طابعًا مميزًا وقيمة تدوم عبر الأجيال.
كيف توازنين بين الإبداع في التصميم ومواكبة الموضة العالمية؟
أحرص على دمج الأصالة العُمانية مع الاتجاهات العالمية في تصميم مجوهراتي، بحيث تعكس هوية تراثية عريقة وفي نفس الوقت تواكب أحدث صيحات الموضة. أتابع بانتظام اتجاهات الموضة العالمية، من عروض الأزياء والمجلات، لتستمد تصاميمي إلهامًا عصريًا دون التفريط في أصالتها.
الإبداع بالنسبة لي يعني دمج عناصر تراثية مع تقنيات تصميم حديثة، بحيث تكون المجوهرات فريدة تعكس الجماليات الشرقية، وفي الوقت نفسه تناسب المرأة العصرية. أضمن في تصاميمي توازنًا بين الكلاسيكية الخالدة واللمسات العصرية الجريئة، مما يجعل كل قطعة تمثل استثمارًا في الأناقة مع الحفاظ على الجودة العالمية.


ما هي أبرز التحديات التي واجهتكِ في رحلتكِ كمصممة مجوهرات؟
واجهت العديد من التحديات في رحلتي كمصممة مجوهرات، ولكن كل تحدٍ كان حافزًا للإبداع والتطور. من أبرز هذه التحديات التنافسية العالية في السوق، حيث كان عليّ التفرد والابتكار المستمر لتمييز تصاميمي بين العديد من المواهب والعلامات التجارية. كما كان البحث عن المواد الأولية الفريدة مثل الأحجار الكريمة النادرة والخامات عالية الجودة تحديًا كبيرًا، حيث كنت أحرص على اختيار مواد تعكس الأصالة والجمال الطبيعي. بالإضافة إلى ذلك، كان التوازن بين الإبداع والإدارة من أكبر التحديات، حيث كان من الضروري تعلم إدارة الجوانب التجارية والتسويقية لضمان نجاح العلامة التجارية. ورغم هذه التحديات، كنت دائمًا أرى فيها فرصًا للتعلم والنمو، مما جعلني أكثر إصرارًا على تقديم تصاميم تبرز هويتي العُمانية مع لمسة عالمية.


هل لديكِ مشاريع أو تصاميم قادمة يمكنكِ الكشف عنها؟
نعم، لدينا مشاريع مثيرة قادمة تشمل تصميم خاص لإحدى الشخصيات المرموقة خارج السلطنة، يتميز بتفاصيل هندسية وتراثية راقية، بالإضافة إلى إطلاق العلامة التجارية [فولكه] التي ستقدم تصاميم تعكس التميز والجودة الرفيعة.
كيف ترين مستقبل تصميم المجوهرات في عمان؟
مستقبل تصميم المجوهرات في عمان واعد بفضل عدة عوامل، منها الاهتمام المتزايد بالتراث العُماني ودمجه مع التصاميم الحديثة، مما يعزز الهوية العمانية في السوق العالمية. كما أن هناك جيل جديد من المصممين العمانيين الموهوبين قادرين على تقديم تصاميم استثنائية. إضافة إلى ذلك، يساهم استخدام التكنولوجيا الحديثة في التصميم والإنتاج في تحسين جودة التصاميم وتسريع الإنتاج. والدعم الحكومي المتزايد للمواهب المحلية يعزز من تطور هذه الصناعة.
ما هو طموحك الذي تسعين له؟
طموحي في تصميم المجوهرات يتمثل في تقديم تصاميم تمزج بين التراث العُماني واللمسات العصرية، بحيث تكون قطع المجوهرات تحفًا فنية تعكس الهوية العمانية بأسلوب متجدد. أطمح أيضًا إلى توسيع علامتي التجارية عالميًا، لتصل تصاميمي إلى الأسواق الدولية وتتنافس في منصات الموضة الكبرى. أسعى للمساهمة في تطوير قطاع المجوهرات في عمان من خلال تمثيلها في المعارض العالمية ونقل المعرفة للأجيال القادمة. أؤمن بأن عمان تمتلك تراثًا فنيًا يمكن أن يكون له تأثير عالمي في هذا المجال، وأطمح أن تصبح تصاميمي سفيرًا للهوية العمانية في عالم المجوهرات الفاخرة.

كلمة أخيرة للشابات العمانيات المهتمات بتصميم المجوهرات؟
تذكّري أن الشغف هو البداية، لكن الإبداع والمثابرة هما مفتاح النجاح. هذا المجال يتطلب الصبر والتجربة، لكنه يفتح لكِ آفاقًا واسعة للتألق. طوّري مهاراتكِ باستمرار، واكتشفي هويتكِ الفنية وأسلوبكِ الخاص. انضمي إلى مجتمع المصممين ووسّعي دائرة معارفكِ بالتواصل مع الخبراء محليًا ودوليًا.
لا تكتفي بالعمل في الاستوديو، بل شاركي في المعارض والمسابقات لعرض إبداعاتكِ على العالم. وأخيرًا، كوني جريئة، مبدعة، ولا تخشي التحديات، فالمستقبل بين يديكِ!.
