هنّ _ خاص

شيماء الزدجالي فنانة عمانية مبدعة في فن الحناء وحاصلة على بكالوريوس في إدارة الأعمال ونظم المعلومات. منذ عام 2006، تطورت مهاراتها بشكل كبير، مبتكرة نقوشًا دقيقة تجمع بين الأصالة واللمسات العصرية. إضافة إلى النقوش التقليدية، قدمت شيماء استيكرات حناء مبتكرة لسهولة الحصول على نقوش رائعة، مما جعلها تحظى بشعبية واسعة في العديد من الدول.

في هذا الحوار، نتعرف على رحلتها المميزة وكيف دمجت التراث بالحداثة في فن الحناء، وتخبرنا عن أبرز ترندات الحناء للعيد.

كيف بدأت رحلتك في فن الحناء وكيف تطورت مهاراتك في هذا المجال؟

بدأت رحلتي في فن الحناء عام 2006 أثناء دراستي في المدرسة، حيث كنت أهوى الرسم بشكل عام، لكن شغفي بفن الحناء بدأ يتطور عندما لاحظت أن النقوش في ذلك الوقت كانت كبيرة وغير دقيقة. لم أكن راضية عن التصاميم التقليدية التي كانت تعتمد على الرسومات العشوائية، فقررت أن أخلق شيئًا مختلفًا. في البداية، كنت أرسم لصديقاتي في المدرسة ثم توسع العمل ليشمل الأهل والجيران. عند دخولي الجامعة في 2013، قررت العمل في الصالونات خلال فترات الأعياد لتطوير مهاراتي والتعرف على رغبات الفتيات في النقوش التي تناسبهن. لم أتعلم من أحد، بل كنت أتعلم ذاتيًا عن طريق التجربة والممارسة المستمرة. ومع مرور الوقت، أصبحت تصاميمي أكثر دقة وأناقة، وكنت أركز على النقوش الصغيرة والناعمة التي تناسب مختلف الأذواق.

ما هي أبرز محطات تطور عملك في نقوش الحناء، وكيف ساهم ذلك في وصولك لدول مختلفة؟

أبرز محطات تطور عملي كانت عندما قررت فتح حساب على إنستغرام في عام 2016، حيث بدأت في مشاركة مقاطع فيديو أثناء رسم نقوش الحناء، وهو ما ساعدني كثيرًا في الانتشار وزيادة شعبيتي. خلال ثمانية أشهر فقط، وصلت إلى 50 ألف متابع، وكان الناس يعجبون بالنقوش الدقيقة والناعمة التي كنت أقدمها. في عام 2019، بدأ العرائس من الإمارات يطلبن مني الحضور شخصيًا لنقش الحناء في حفلات زفافهن، وفي 2021 انتقلت للعمل في أحد الصالونات في أبو ظبي. في 2022، قررت تحويل نقوشي إلى استيكرات، ليتمكن عدد أكبر من الفتيات من الاستمتاع بها، وأطلقت سجلي التجاري في 2023 مع موقع إلكتروني لبيع استيكرات الحناء وشحنها إلى مختلف أنحاء العالم. اليوم، تصاميمي تصل إلى العديد من البلدان في أمريكا، أوروبا، آسيا، وأفريقيا، بفضل الله، وبفضل شغفي المستمر بتطوير عملي.

ما هي أبرز التصاميم والنقوش لرمضان والعيد بشكل خاص؟

رمضان يتميز بأجوائه الروحانية الفريدة، ويظل نقش الحناء من الطقوس المبهجة التي نمارسها منذ الأزل، سواء في رمضان أو العيد. ومع تطور الزمن، أصبحت التصاميم أكثر نعومة وعصرية، لكن دون فقدان هويتها التراثية. في نقشات رمضان، من المعتاد رسم الهلال والنجوم، لكنني أضفت لمسات خاصة مثل الفوانيس، والفراشات، والنخيل، وبعض الأشكال الهندسية، مما يضفي طابعًا فنيًا مستوحى من التراث، يجمع بين الأصالة والحداثة.

في تصاميم العيد، شهدت النقوش تطورًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، حيث أضفنا الفيونكات إلى التصاميم، إلى جانب رسم الورود بتقنية 3D، وهو دمج نال إعجاب الكثيرات. كما برزت نقوش مستوحاة من حدائق الزهور بأشكال متنوعة، ولا تزال الفراشات تتصدر المشهد. أما النقوش الهندية، فأصبحت أكثر عصرية وأقل ازدحامًا، لتناسب الذوق الحديث. ومن أبرز ترندات العيد حاليًا، تفضيل الفتيات لاستخدام استيكرات الحناء كحل سريع وعصري، يغني عن الانتظار لساعات طويلة في الصالونات.

اليوم نرى إقبالا كبيرا على الاستيكرات وتاتو الحناء ما هي مميزاتها؟

حرصتُ على تقديم استيكرات حناء بجودة عالية وتصاميم تحاكي النقش اليدوي، لتمنح كل فتاة تجربة قريبة من الحناء التقليدية ولكن بطريقة أسهل وأسرع. ما يميز منتجاتنا عن المتوفر في السوق هو استنسل الحناء، وهو عبارة عن ورق شاش مطبوع بتصاميم دقيقة وصغيرة، سهلة الاستخدام، حتى أن من يجربها يشعر وكأنها نقش يدوي احترافي.

أما تاتو الحناء، فهو الحل المثالي للفتيات اللواتي لا يفضلن بقاء الحناء لفترة طويلة على أيديهن أو لا يستمتعن برائحتها. يتميز بلونه العنابي البرغندي الجذاب، بالإضافة إلى تصاميم متوفرة باللون الأسود، وهو منتج لاقى إقبالًا واسعًا، خاصة بين الفتيات والأطفال، حيث يمنح نقشًا رائعًا خلال أقل من دقيقة بأسهل الطرق!

هل تتوقعين ان يصبح النقش اليدوي المباشر من الماضي؟

في المستقبل، نعم، قد يشهد نقش الحناء تحولًا من شكله التقليدي، خاصة مع تغير الأجيال ومواكبة التطورات العصرية. للأسف، هناك فئة كبيرة من الفتيات في الجيل الجديد لم تعد تفضل الحناء كما في السابق، ولكننا نعمل على تقديم حلول مبتكرة مثل تاتو الحناء والاستيكرات العصرية، التي تمنح تجربة جميلة وسريعة دون الحاجة للالتزام بالنقوش التقليدية. بهذه الطريقة، نحافظ على جمال وفن الحناء مع لمسات حديثة تناسب أذواق الجيل الحالي.

ما هو لون الحناء الذي تنصحين به؟ وما هي نصائحك لبقاء الحناء متألقة لأطول وقت؟

الحناء الطبيعية بلونها الأصلي هي دائمًا الخيار الأفضل، لكن بعض الفتيات يفضلن اللون الأسود لنقوشهن. للحصول على أفضل نتيجة، يُنصح بأن تكون اليدان جافتين تمامًا قبل تطبيق الحناء، حتى يمتص الجلد اللون بشكل جيد ويظل ثابتًا لأطول فترة ممكنة. وبعد إزالة الحناء، يُفضل ترطيب اليدين باستخدام الفازلين أو زيت الزيتون أو لوشن ثقيل للحفاظ على اللون ومنحه مظهرًا جميلًا. كما يُنصح بتجنب غسل اليدين بالماء مباشرةً بعد نقش الحناء، حتى لا يتأثر اللون ويبهت سريعًا.

تبتكرين نقوش واستيكرات وتصاميم خاصة.. كيف تستلهمينها؟

عادةً ما أستلهم أفكاري من العناصر المحيطة بي، مثل قطع الأقمشة المزخرفة، السجاد العتيق، والسيراميك المزين، حيث أجد في هذه التفاصيل تنوعًا غنيًا بالألوان والأنماط التي تلهمني لتطوير تصاميمي الخاصة. هذه الزخارف تمنحني أفكارًا مبتكرة تساعدني في دمج التقليدي مع العصري بأسلوب فني يعكس ذوقي الشخصي ويضيف لمسة فريدة لعملي.

كلمة بمناسبة يوم الأم وعيد الفطر، ماذا تقولين؟

‏ أشكر أمي الغالية على وقفتها وسندها لي، وعلى إيمانها بقدراتي الفنية وتشجيعها المستمر. تعلمت منها الكثير عن الحياة، ومن قلبها نبع الحب والدعم. كما أشكر كل الأمهات اللواتي يكتشفن مواهب أبنائهن ويعملن على تنميتها. شكراً لكل أم قدمت صحتها وتضحياتها من أجل حياة أبنائها، وأتوجه بالشكر أيضاً لكل الأمهات على تعليم بناتهن العادات القديمة، ومنها أن الحنا هي زينة المرأة.

عيد فطر مبارك لكم، أعاده الله علينا وعليكم بالفرح والمسرات. نأمل أن نكون جزءاً من إطلالتكم في هذا العيد، وأن نضيف لمسة من الجمال إلى لحظاتكم السعيدة.

لمتابعة شيماء على الانستغرام: @7enna_shim

والموقع الالكتروني :www.7ennashim.com