يُعد التخلص من الشعر غير المرغوب فيه أحد أكثر الجوانب المزعجة في أي روتين جمالي، لكن عصر إزالة الشعر بالشمع أو الحلاقة قد يقترب من نهايته بفضل اكتشاف جديد.
وجد الخبراء أن تطبيق أحد الإضافات الغذائية الشائعة على بصيلات الشعر يمكن أن ينشط “مستقبلات التذوق” ويمنع نمو الشعر في التجارب المختبرية، مما قد يمهد الطريق لعلاج جديد لإزالة الشعر لدى البشر.
على الرغم من أن مستقبلات التذوق ترتبط عادةً بحاسة التذوق في الفم، إلا أنها توجد في جميع أنحاء الجسم وتلعب أدوارًا مختلفة تتعلق بعملية التمثيل الغذائي، وتنظيم جهاز المناعة، والتكاثر.
في هذه الدراسة، اكتشف الباحثون أن بصيلات فروة الرأس البشرية – وهي المصانع الصغيرة المسؤولة عن إنتاج الشعر – تحتوي على مستقبل تذوق مر يُعرف باسم TAS2R4. وعند تحفيزه بمُحلٍّ طبيعي يشبه الستيفيا، يرسل هذا المستقبل إشارات إلى البصيلات تثبط نمو الشعر.
يعمل هذا الاكتشاف عن طريق تقليل انقسام الخلايا في الشعر وإنتاج بروتين معروف بوقف نمو الشعر.
وقال البروفيسور رالف باوس، المؤلف الرئيسي للدراسة من جامعة ميامي: “على الرغم من الاسم وارتباط مستقبلات التذوق بالتذوق، فإنها تظهر في أماكن غير متوقعة. هذه النتائج تحدد مستقبلات تذوق محددة في بصيلات الشعر البشرية، وتثبت أنها نشطة ويمكن تحفيزها للسيطرة على نمو الشعر.”
وأضاف مازحًا:“من المفارقات أن يقوم مُحلٍّ بتحفيز مستقبلات التذوق المرّة لإرسال إشارات توقف نمو الشعر، فهل هذا هو الوداع الحلو-المر للشعر غير المرغوب فيه؟”
وأظهرت الاختبارات على عينات من فروة الرأس البشرية أن المُحلّي الطبيعي، المعروف باسم Rebaudioside A، كان له تأثير على بصيلات الشعر لدى الرجال والنساء على حد سواء.
وعلّق البروفيسور جون ماغراث، رئيس تحرير مجلة British Journal of Dermatology، قائلًا:
“تفعيل مستقبلات التذوق في بصيلات الشعر باستخدام مُحلٍّ طبيعي لمنع نمو الشعر غير المرغوب فيه لم يكن ضمن الجمل التي توقعت قراءتها قبل الاطلاع على هذا البحث، ومع ذلك ها نحن هنا.”
وأضاف: “لا نعلم بشكل قاطع ما إذا كان تنشيط هذه المستقبلات في بصيلات الشعر سيقلل من نمو الشعر لدى البشر، لكنه نوع الأبحاث التي قد تؤدي يومًا ما إلى تطوير منتج جديد لإزالة الشعر.”
وأوضح الباحثون أن هناك “علاجات محدودة” لمن يعانون من نمو مفرط للشعر عبر هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، بينما قد تكون العلاجات الخاصة “مكلفة” وذات “نتائج متفاوتة”.
تم نشر هذه النتائج في المجلة البريطانية للأمراض الجلدية.
المصدر : ديلي ميل