هنّ _ خاص
تمكنت عايدة البلوشية، مصممة الأزياء العمانية وصاحبة علامة “لوليتا”، من صياغة بصمة مميزة تعكس جمال وأصالة الثقافة العمانية. ومن خلال مجموعة من العروض المبدعة التي عكست إبداعها واهتمامها بالتفاصيل الدقيقة، نجحت عايدة في أسر الأنظار. بدءًا من عرض “الأسطورة” تكريمًا للسلطان الراحل قابوس، وصولًا إلى مجموعتها الرمضانية “كحل ومرود”، قدمت تصاميم تمزج بين التراث والحداثة. في هذا الحوار، نستعرض أبرز محطاتها هذا العام وأحدث إبداعاتها.
لنبدأ من أحدث مجموعاتك التي قدمتها لرمضان مؤخرًا.. حدثينا عن فكرتها؟
نعم، قدمت مؤخرًا مجموعة خاصة بشهر رمضان الكريم تحت عنوان “كحل ومرود”، مليئة بالتفاصيل التي تعكس عمق التراث العربي. استلهمتُ تصاميمي من الكحل العربي والنقوش الجمية على المرود الفضي، وهي الأداة التقليدية المستخدمة لتكحيل العين. هذه المجموعة تمثل الأصالة والجمال العربي، وتضفي لمسة من الفخامة على روح الشهر الفضيل.
سبقت مجموعة رمضان ثلاث مجموعات أخرى قدمتها هذا العام، حدثينا عنها.
هذا العام، جاءت التصاميم ضمن ثلاث مجموعات مميزة، لكل منها طابعها الخاص. استلهمت مجموعة “السنة الجديدة” من الأضواء والزخارف التي تملأ الأجواء احتفالًا ببداية عام جديد، لتعبر عن الفرح والتفاؤل بالأيام القادمة. أما مجموعة “قطبة وثوب”، فهي تكريم للثوب الفلسطيني العريق، حيث أردت من خلالها التعبير عن إعجابي العميق بالتطريز الفلسطيني وقوة المرأة الفلسطينية، خاصة في ظل الأحداث الأخيرة. وأخيرًا، جاءت مجموعة “العين” لموسم ما قبل رمضان، مستوحاة من تنوع ألوان العيون، بعيدًا عن المفاهيم التقليدية التي تربطها بالحسد، لتجسد رؤية مختلفة تعكس حب الجمال وتعدد ألوانه.

ذكرتِ أن العودة بعد الجائحة كانت كأنها ولادة جديدة، ما الذي ميز عرضا الأزياء “الأسطورة” في 2022 و”ليالي عربية” في 2024؟
كما ذكرت في البداية، كانت جائحة كورونا بالنسبة لي بداية جديدة، حيث ركزت على تقديم أفكار وتصاميم مبتكرة وجديدة. في الوقت نفسه، كان هدفي أن أقدم عرض أزياء استثنائي تكريمًا لفقيدنا الغالي، السلطان قابوس رحمه الله. في هذا العرض، قدمت مجموعة مستوحاة من شخصيته، معبرة عن الأشياء التي اشتهر بها والأشياء التي كان يحبها مثل وردة السلطان قابوس، العطر، الخيل، البشت، الخنجر، المجمر، المصر، الكرسي، العود، وحمامة السلام.
بعدها، قدمت عرض أزياء آخر بعنوان “اليالي العربية”، والذي جسد قوة المرأة في جميع مجالات الحياة. قدمت صورة خيالية ورومانسية للمرأة، مع التركيز على قوتها وصلابتها في مواجهة التحديات.
كيف تتعاملين مع عملية اختيار الأقمشة والألوان لكل مجموعة؟
أنا عاشقة للألوان وتناسقها، فهي مصدر إلهام أساسي لي في كثير من الأحيان. في الوقت ذاته، أحرص على متابعة الموضة وألوان الفصول وألوان السنة، مع مراعاة أذواق الناس في بلدي ومتطلبات كل فصل أو مناسبة. كما أولي اهتمامًا كبيرًا لاختيار الأقمشة المناسبة لكل تصميم، مع الأخذ بعين الاعتبار الفئة المستهدفة، حيث إن بعض التصاميم قد لا تناسب الفتيات، وبعض القصات والألوان قد لا تلائم المرأة. ورغم أن الألوان لا ترتبط بعمر معين، إلا أنها تتأثر بلون البشرة وتعكس شخصية كل امرأة بطريقتها الفريدة.

ما هي القيم أو الرسائل التي تحرصين على إيصالها من خلال تصاميمك، خاصة بعد الأوقات الصعبة التي مررتِ بها؟
أسعى من خلال تصاميمي إلى تقديم الأناقة والاحتشام بأسلوب يعكس رُقيّ المرأة وأنوثتها بطريقة راقية ومميزة، دون تكلف أو ابتذال. أحرص على إبراز الجمال بأسلوب متوازن يليق بالمرأة العصرية، سواء في تصاميم الأعراس أو غيرها، مع الحفاظ على هوية راقية تعكس القوة والجمال في آنٍ واحد.
ما الذي يميز تصاميمك عن غيرك من المصممين في عُمان؟
تصاميمي تنبع من خيالي، وكل تصميم يحمل فكرة أو حكاية خاصة خلفه. لا أصمم لمجرد التصميم، ولا أحب النسخ أو التكرار، بل أحرص على تقديم قطع فريدة تجعل كل امرأة تشعر بالتميز. أؤمن بأن الأزياء ليست مجرد ملابس، بل أعمال فنية ثمينة، نُقشت وصُمّمت بشغف وحب، لتعكس هوية كل من ترتديها.

من أين تستمدين القوة للاستمرار والإبداع، وهل هناك أشخاص أو أحداث ساعدتكِ على النهوض مجددًا بعد الجائحة؟
أنا لا أؤمن بالاستسلام، فطالما أملك أدوات النجاح، لا يوجد ما يمنعني من المضي قدمًا. الجائحة لم تكن التحدي الوحيد، فالحياة مليئة بالعقبات التي واجهتها أنا وغيري، ولا نزال نتعامل معها. لكن إيماني بالله، وثقتي بقدراتي، إضافة إلى دعم عائلتي ومساندة زوجي، كانت عوامل أساسية ساعدتني على الصمود وتخطي الصعوبات.
ما هي خططك المستقبلية؟ وهل هناك توجه لإقامة عروض أزياء جديدة أو توسيع علامتكِ التجارية؟
من ضمن خططي المستقبلية، أسعى إلى تقديم ورش عمل للراغبين في دخول عالم التصميم، بالإضافة إلى مشاريع أخرى سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب. أما فيما يخص عروض الأزياء، فهي بلا شك جزء أساسي من مسيرتي، لكنني لا أقدم عرضًا إلا عندما أجد الفكرة المناسبة. بعد كل عرض، أشعر بمسؤولية كبيرة تجاه العرض التالي، لأنني أسعى دائمًا إلى تقديم مستوى راقٍ وأفضل مما سبق، لذا يجب أن يكون لكل عرض قيمة ورسالة واضحة.

كلمة أخيرة توجّهينها لمن ترغب بدخول عالم تصميم الأزياء؟
نصيحتي لكل من ترغب في دخول عالم التصميم هي أن تسأل نفسها دائمًا: ما الذي يميزني عن غيري؟ كيف يمكنني أن أكون مميزة في هذا المجال؟ فالأزياء في جوهرها هي فن، وأنت تقدمين فنًا راقيًا لا مكان فيه للمبالغة أو الابتذال. لا تلاحقي “الهبات” أو “الترندات” أو تسعي وراء الكسب السريع، لأنها مثل الفقاعة التي تبدو جميلة لكنها تختفي بسرعة. الأهم من ذلك، عليك بالصبر، ثم الصبر، في بداية مشوارك، مع الإيمان بقدراتك الخاصة وليس قدرات الآخرين. اعتمدي على نفسك، ولا تطلبي المساعدة إلا من أولئك الذين يحبونك ويدعمونك.
حسابات الإنستجرام:
lulita_fashion@
blink_choco@


