spot_img
المزيد

    وسائل التواصل وصحة المرأة النفسية.. مع نورة الأخزمية

    spot_img

    هنّ _ خاص

    في العصر الرقمي الحالي، تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا لا يمكن إنكاره في تشكيل حياتنا. حيث تُعد هذه المنصات بالنسبة للعديد من النساء وسيلة للتعبير عن الذات والتواصل وحتى البحث عن الفرص المهنية. ومع ذلك، قد يتخفى خلف الفلاتر اللامعة والمنشورات المُنسق مدمرًا صامتًا لتقدير الذات والصحة النفسية. فقد أظهرت الأبحاث أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي مرتبط بالقلق والاكتئاب وعدم الرضا عن الجسد. والسؤال هنا هو: هل تمكّن وسائل التواصل الاجتماعي النساء، أم أنها تعمل على تقويض ثقتهن بأنفسهن بصمت؟’

    فخ الكمال: معايير الجمال غير الواقعية

    أدى انتشار الفلاتر وتطبيقات تعديل الصور إلى خلق عالم يبدو فيه الكمال ليس فقط ممكنًا، بل متوقعًا. تمتلئ منصات مثل إنستغرام وتيك توك بصور مُعدلة بإتقان، ما يجعل من السهل مقارنة الذات بمعايير جمال غير واقعية. وعليه فإن التعرض المستمر لأجساد مثالية وبشرة ناعمة وأسلوب حياة فاخر يمكن أن يؤدي إلى مشكلات تتعلق بصورة الجسد وانخفاض تقدير الذات. فقد أظهرت الدراسات أن النساء اللواتي يقضين وقتًا أطول على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر عرضة للشعور بعدم الرضا عن مظهرهن. كما يمكن أن يكون الضغط للامتثال لهذه المعايير غير القابلة للتحقيق مرهقًا، ما يترك العديد من النساء يشعرن بعدم الكفاية تجاه أنفسهن.

    istockphoto

    التحقق الاجتماعي: إدمان الإعجابات والموافقة

    تم تصميم منصات التواصل الاجتماعي لإبقاء المستخدمين منشغلين، وذلك غالبًا من خلال استغلال حاجتنا إلى التقدير الاجتماعي. ومن هنا يكمن الخطر في أن يصبح الشعور بالحماس عند تلقي الإعجابات والتعليقات والمشاركات إدمانيًا، ما يعزز فكرة أن القيمة الذاتية مرتبطة بالموافقة الاجتماعية. يؤدي ذلك إلى الدخول في حالة حلقة مفرغة خطيرة، حيث قد تشعر النساء بالحاجة إلى نشر إصدارات مُنسقة وغير واقعية من حياتهن للحفاظ على القبول الخارجي. على الجانب الآخر، يمكن أن تؤدي قلة الإعجابات أو التعليقات السلبية إلى إثارة مشاعر الشك الذاتي والقلق. بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي الاعتماد على التقدير الخارجي إلى إلحاق ضرر كبير بالثقة بالنفس.

    istockphoto

    التصفح المستمر والإرهاق النفسي

    يمكن أن يكون لعادة التصفح المستمر على وسائل التواصل الاجتماعي—المعروفة بـ “التمرير المفرط”—تأثير خطير على الصحة النفسية. فالتعرض المستمر لقصص النجاح المثالية، وأنماط الحياة الفاخرة، والأخبار العالمية السلبية يمكن أن يجعل النساء يشعرن بالإرهاق أو الإحباط أو حتى الاكتئاب. يؤدي فخ المقارنة إلى الاعتقاد بأن الجميع أكثر سعادة أو نجاحًا أو جمالًا. في الواقع، تعرض وسائل التواصل الاجتماعي نسخة مختارة فقط من الحياة الحقيقية فلن يُشارك أحدهم إخفاقاته على تلك الوسائل. إن الحمل النفسي الناتج عن استهلاك محتوى لا نهاية له، وغالبًا ما يكون مضللًا، يمكن أن يؤدي إلى التوتر والقلق والشعور بعدم الكفاية.

    التنمر الإلكتروني والمساحات السامة على الإنترنت

    على الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي توفر منصة للتواصل، إلا أنها تفتح أيضًا الباب أمام التنمر الإلكتروني، والتنمر على الشكل، والتحرش عبر الإنترنت. تواجه النساء، خاصة اللواتي لديهن حسابات عامة، تعليقات قاسية حول مظهرهن، وذكائهن، أو خيارات حياتهن. فقد تتيح خاصية إخفاء الهوية عبر الإنترنت للناس الإدلاء بتعليقات مؤذية قد لا تُقال أبدًا في الواقع. يمكن أن يكون لهذه السلبية آثار دائمة على الصحة النفسية، ما قد يؤدي إلى زيادة التوتر والقلق وحتى الاكتئاب. كما أن الخوف من الانتقاد قد يدفع بعض النساء إلى فرض رقابة ذاتية أو تغيير وجودهن الرقمي لتجنب الأحكام.

    التحرر: كيف يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة صحية؟

    على الرغم من سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها لا يجب أن تكون قوة سلبية. إليك بعض الطرق التي يمكن للنساء من خلالها التحكم في تجربتهن الرقمية وحماية صحتهن النفسية:

    – تنظيم محتوى إيجابي – إلغاء متابعة الحسابات التي تجعلك تشعرين بعدم الكفاية، واتباع صفحات ملهمة وتعليمية وممتعة.

    – تحديد الحدود – وضع حدود زمنية يومية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو أخذ فترات راحة رقمية لتقليل الاعتماد.

    – الاستهلاك الواعي – الانتباه إلى كيفية تأثير المحتوى على حالتك المزاجية. إذا كان التمرير يتركك مرهقة، خذي استراحة.

    – التفاعل بصدق – النشر والتفاعل بطرق تشعرين أنها حقيقية بدلاً من أن تكون مُعدة للحصول على موافقة الآخرين.

    – إعطاء الأولوية للعلاقات الواقعية – التركيز على التفاعلات الحقيقية بدلًا من العلاقات الافتراضية للحفاظ على توازن اجتماعي صحي.

    وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين—يمكنها أن تكون مصدر إلهام واتصال، لكنها قد تضر أيضًا بتقدير الذات والصحة النفسية إذا لم تُستخدم بوعي. يجب أن تتحكم النساء في تجاربهن الرقمية من خلال وضع الحدود، وتنظيم المحتوى الإيجابي، كما يجب تذكُّر أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست الحياة الحقيقية. فبدلاً من قياس القيمة الذاتية من خلال الإعجابات والمتابعين، يمكن أن يؤدي التركيز على النمو الشخصي، والعلاقات الحقيقية، والقبول الذاتي إلى حياة أكثر صحة وإشباعًا.

    إذاً بعد قراءة هذا المقال، كيف ستستعيدين ثقتك بنفسك بعيدًا عن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم؟

    “هذا المقال جزء من سلسلة مقالات تأتي بالتعاون مع عيادة همسات السكون للصحة النفسية، حيث نناقش كل أسبوع قضايا تهم صحة المرأة النفسية وتوازنها الحياتي.”

    انشر على السوشيال
    تاجز
    spot_img

    الأكثر قراءة

    العارضة “ثريا محمود”: جمال وموهبة يلفتان الأنظار

    تعد ثريا محمود من الشابات الجميلات اللواتي يقدمن محتوى مميزاً على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تعمل كموديل مع خبيرات التجميل ومصممات الأزياء العمانيات.

    الفرق بين اللوس باودر والكومباكت باودر مع خبيرة التجميل ابتسام الفليتية

    تُعتبر اللوس باودر والكومباكت باودر من أهم أدوات التجميل التي تساعد على إطالة ثبات المكياج وتحسين مظهر البشرة. سنتعرف في هذا الموضوع على الفرق...

    “دي جي” حبيبة راشد.. مبدعة تشعل أجواء الحفلات  

    هنّ _ خاص حبيبة راشد امرأة عمانية متعددة المواهب والتخصصات، تعمل كمنسقة أغاني في الحفلات وبلوجر وفاشينيستا وهي أيضا ممرضة. إنها فنانة موهوبة متعددة المهارات،...
    spot_img

    المزيد

    ترك الرد

    من فضلك ادخل تعليقك
    من فضلك ادخل اسمك هنا