في ظل ضغوط الحياة اليومية، من مسؤوليات العمل إلى العناية بالأسرة وإدارة المصاريف، أصبح التوتر رفيقًا دائمًا لكثير من النساء. هذه الحالة المستمرة من الإجهاد جعلت الكثيرات يبحثن عن طرق لخفض مستويات الكورتيزول، وهو الهرمون الأساسي المسؤول عن التوتر في الجسم.
وفقًا للإحصائيات، ازدادت عمليات البحث عن المكملات التي تقلل الكورتيزول بنسبة 557٪ بين عامي 2023 و2024، مما يعكس تزايد وعي النساء بأهمية إدارة التوتر وتأثيره على الصحة الجسدية والنفسية.
هل الكورتيزول ضار لكِ؟
رغم سمعته السيئة، إلا أن جين أوليس، أخصائية الكيمياء الحيوية الطبية، تؤكد أن الكورتيزول ليس “هرمونًا سيئًا” بطبيعته، بل هو ضروري لأداء الجسم.
توضح أوليس قائلة:
“نحتاج إلى الكورتيزول لنكون أكثر إنتاجية، ومن الطبيعي أن تكون مستوياته مرتفعة في الصباح. لكنه يصبح مشكلة عندما يظل مرتفعًا طوال اليوم، مما يؤدي إلى مشكلات صحية طويلة الأمد.”
كيف تعرفين أن مستويات الكورتيزول لديكِ غير متوازنة؟
1. اضطرابات النوم
إذا كنتِ تواجهين صعوبة في النوم أو تستيقظين كثيرًا أثناء الليل وتشعرين بالإرهاق خلال النهار، فقد يكون السبب هو عدم توازن الكورتيزول.
2. زيادة الوزن
هل لاحظتِ أنكِ تتناولين الطعام عند الشعور بالتوتر؟ تُعرف هذه الحالة بـ “الأكل العاطفي”، وقد وجدت دراسة أن ارتفاع الكورتيزول يزيد الشهية، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن، خاصة في منطقة البطن.
3. القلق، العصبية، أو تقلبات المزاج
إذا كنتِ تجدين نفسكِ أكثر توترًا من المعتاد، أو تفقدين أعصابكِ بسهولة، فقد يكون ذلك بسبب ارتفاع الكورتيزول. كما أن القلق المستمر والتوتر المفرط يمكن أن يزيدا من احتمالية الإصابة بالاكتئاب.
4. مشاكل الجهاز الهضمي
التوتر المزمن قد يؤدي إلى اضطرابات في الهضم، مثل الانتفاخ أو مشاكل القولون العصبي، حيث يتم توجيه تدفق الدم بعيدًا عن الجهاز الهضمي أثناء فترات التوتر.
كيف تقللين من التوتر وتتحكمين في الكورتيزول؟
1. احرصي على النوم الجيد
تجنبي استخدام الهاتف أو مشاهدة الشاشات قبل النوم، وحاولي النوم في نفس التوقيت كل ليلة، مع تجنب الوجبات الثقيلة قبل النوم بساعتين على الأقل.
2. مارسي تمارين التنفس والاسترخاء
يمكنكِ تجربة تقنيات التنفس العميق، مثل الشهيق لأربع ثوانٍ والزفير لأربع ثوانٍ، حيث تساعد هذه التمارين على تهدئة الجهاز العصبي وتقليل التوتر.
3. تعرضي لأشعة الشمس في الصباح
ابدئي يومكِ بالخروج إلى الهواء الطلق والتعرض لأشعة الشمس، فهذا يساعد على تنظيم الساعة البيولوجية لجسمكِ، مما يساهم في توازن مستويات الكورتيزول طوال اليوم.
4. مارسي الرياضة بانتظام
لا يجب أن تكون التمارين مكثفة، حتى المشي لمدة 20 إلى 30 دقيقة يوميًا يمكن أن يساعد في تقليل التوتر وتحسين مزاجكِ.
5. تناولي طعامًا متوازنًا
الأطعمة السكرية والمصنعة تسبب تقلبات سريعة في مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى زيادة إفراز الكورتيزول. حاولي التركيز على الأطعمة الطبيعية الغنية بالبروتين، الدهون الصحية، والألياف للحفاظ على توازن طاقتكِ طوال اليوم.
الخلاصة
لا يمكنكِ التخلص من التوتر تمامًا، لكنه بين يديكِ للتحكم فيه. من خلال العناية بنومكِ، ممارسة الرياضة، تناول طعام صحي، وتقنيات الاسترخاء، يمكنكِ تحسين صحتكِ وتقليل آثار التوتر على حياتكِ. تذكري دائمًا أن الراحة ليست رفاهية، بل ضرورة لصحتكِ الجسدية والنفسية.
المصدر: الاندبندنت