spot_img
المزيد

    بوتيك نفسي.. مع الأخصائية روان المحاربية

    spot_img

    هنّ _ خاص

    استلمتِ دعوة زفاف، وكان الأمر مشوقًا لاختيار فستان بلون الشمس يتدرج بألوان السماء. لكن سرعان ما أدركتِ أن ذلك وحده لا يكفي ليجعلكِ مثالية في الحفل. ستبحثين عن الكماليات والإكسسوارات الرائجة لتكملي المظهر الذي رسمته في مخيلتكِ ليبهر الجميع. ستجاهدين لتكوني الأجمل والأكثر تميزًا، وستقضين ساعات في البحث عن التفرد… وحتماً ستصلين إليه.

    لكن، ماذا عن جوهركِ الداخلي؟ أين يتبلور شعوركِ خلال كل هذه الأحداث؟ هل تمنحين مخيلتكِ الفرصة لتصوغ لكِ الصورة المثالية التي ترغبين في الوصول إليها؟

    في خضم الحياة المعاصرة، تعاني المرأة من صعوبات متعددة، تتراوح بين الضغوط الاجتماعية والاقتصادية، إلى التحديات النفسية التي تثقل كاهلها. تتشابك الأدوار والالتزامات اليومية، فتُطالَب بأن تكون الأم المثالية، الزوجة الحانية، والموظفة الناجحة، وكأن عليها تحقيق الكمال في كل جانب من حياتها. هذه التوقعات تصبح قيدًا، تحدّ من حريتها، وتخلق شعورًا بالعزلة والقلق، مما يؤدي إلى تشتت تركيزها على مشاعرها الحقيقية.

    في هذه المساحة، تدركين أن خوض رحلة داخلية يمنحكِ فرصة لاختيار مشاعركِ بوعي، وتحريرها من التراكمات العاطفية التي تثقل نفسكِ. تمامًا كما تختارين فستانًا يناسبكِ، يمكنكِ أن تقيسي مشاعركِ، بحيث لا تكون أكبر مما ينبغي فتطغى عليكِ، ولا أصغر فتتجاهليها، بل في مقاسٍ مثالي ينسجم مع ذاتكِ.

    إن مفهوم “البوتيك النفسي” يجسد فكرة أن المشاعر، تمامًا كالأزياء، يمكن اختيارها وتنسيقها بما يناسبكِ. يمكنكِ انتقاء الأحاسيس التي تعزز قوتكِ وتكمل أناقتكِ الداخلية، مع إمكانية اختيار إكسسوارات نفسية، مثل الامتنان، والهدوء، والتسامح، لتعكس أسلوبكِ الخاص في العناية الذاتية والشفاء العاطفي.

    رحلة الإدراك هذه ليست مجرد رفاهية، بل ضرورة. هناك العديد من الأنشطة التي تساعدكِ على فهم مشاعركِ بوضوح، مثل:

    التدوين: يسهل عليكِ استكشاف ذاتكِ بشكل أعمق.

    التأمل: يجعلكِ أكثر وعيًا بما تمرين به، ويمنحكِ القدرة على الفهم والتعامل مع المشاعر.

    الرياضة: تحسن مزاجكِ سريعًا، وتعزز طاقتكِ الإيجابية.

    التواصل: سواء مع الأصدقاء أو المتخصصين، يساعدكِ على التعبير عن مشاعركِ وتخفيف الأعباء العاطفية.

    تذكري أن كل تجربة تمرين بها هي فرصة للنمو. لا تترددي في البحث عن المشاعر الساكنة داخلكِ، فالسعي وراء فهم الذات هو دليل على قوتكِ ورغبتكِ في التميز. منذ لحظة ارتدائكِ ذلك الفستان في حفل الزفاف، تذكري أن الإدراك هو بداية الطريق، والاستمرارية كنز يتضاعف.

    روان المحاربية

    أخصائية نفسية – عيادة همسات السكون للصحة النفسية

    الانستغرام: serenitymuscat

    “هذا المقال جزء من سلسلة مقالات تأتي بالتعاون مع عيادة همسات السكون للصحة النفسية، حيث نناقش كل أسبوع قضايا تهم صحة المرأة النفسية وتوازنها الحياتي.”

    انشر على السوشيال
    تاجز
    spot_img

    الأكثر قراءة

    العارضة “ثريا محمود”: جمال وموهبة يلفتان الأنظار

    تعد ثريا محمود من الشابات الجميلات اللواتي يقدمن محتوى مميزاً على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تعمل كموديل مع خبيرات التجميل ومصممات الأزياء العمانيات.

    الفرق بين اللوس باودر والكومباكت باودر مع خبيرة التجميل ابتسام الفليتية

    تُعتبر اللوس باودر والكومباكت باودر من أهم أدوات التجميل التي تساعد على إطالة ثبات المكياج وتحسين مظهر البشرة. سنتعرف في هذا الموضوع على الفرق...

    “دي جي” حبيبة راشد.. مبدعة تشعل أجواء الحفلات  

    هنّ _ خاص حبيبة راشد امرأة عمانية متعددة المواهب والتخصصات، تعمل كمنسقة أغاني في الحفلات وبلوجر وفاشينيستا وهي أيضا ممرضة. إنها فنانة موهوبة متعددة المهارات،...
    spot_img

    المزيد

    ترك الرد

    من فضلك ادخل تعليقك
    من فضلك ادخل اسمك هنا