في العالم الحديث سريع الوتيرة، أصبح الشعور بالتوتر ظاهرة شائعة. يشعر العديد من الناس طوال حياتهم بالتوتر الحاد أو المؤقت الذي يكون عادةً رد فعل تجاه مضايقات بسيطة مثل الخوف من الجمهور أو الفرملة المفاجئة لتجنب الاصطدام. ومع ذلك، فإن التوتر المزمن هو شعور مستمر بالإرهاق والضغط. هذا النوع من التوتر قد يؤدي إلى حالات مثل مرض القلب المكسور.
مرض القلب المكسور، المعروف أيضًا باسم اعتلال عضلة القلب الناتج عن الإجهاد أو متلازمة تاكوتسوبو، يُعرف بأنه حالة يتسبب فيها الإجهاد العاطفي أو الجسدي الشديد في ضعف مؤقت لعضلة القلب. غالبًا ما يتم الخلط بينه وبين النوبة القلبية، ويؤثر بشكل رئيسي على البطين الأيسر، مما يؤدي إلى تضخمه أو فقدان نمط الانقباض الطبيعي.
عندما يتعرض الجسم لمستويات مفرطة من هرمونات التوتر، مثل الأدرينالين والكورتيزول، يزداد إنتاج هذه الهرمونات استجابةً لهذه الحالات. نظرًا لأن هذه الهرمونات تُعد جزءًا من نظام “القتال أو الهروب”، فإن نشاطها قد يضر أحيانًا بالقلب، إما من خلال التسبب في تشنجات في الشرايين التاجية أو التأثير سلبًا على ضخ الدم بشكل صحيح. تشمل العواقب الأخرى التغيير المؤقت في إمداد الدم، وتعزيز العمليات الالتهابية، والتأثير على التوصيل الكهربائي الضروري لعضلات القلب، الذي يتم بوساطة الإلكتروليتات الحيوية.
كيف يحدث مرض القلب المكسور؟
وفقًا للدكتور براجيش كومار ميشرا، أخصائي القلب التداخلي ومتخصص في كهرباء القلب، بمستشفى مانيبال في جوروجرام، “عندما يمر الفرد بحدث مرهق، ينتج الجسم هرمونات مثل الأدرينالين والنورأدرينالين التي تحاول مساعدة الجسم على التكيف مع التوتر. قد تصبح عضلات القلب مرهقة بسبب الكميات الزائدة من الأدرينالين، مما يؤدي إلى تضييق الشرايين التي تزود القلب بالدم، وهذا يتسبب في نقص مؤقت في تدفق الدم إلى القلب. تأثير الأدرينالين على القلب أثناء متلازمة القلب المكسور يكون في معظم الحالات مؤقتًا وقابلاً للعكس، ويتعافى القلب في غضون أيام أو أسابيع.”
أعراض مرض القلب المكسور
وفقًا للدكتور أميت كومار، المدير المشارك ورئيس قسم القلب التداخلي بمستشفى سارفودايا، القطاع 8، فريد آباد، “تشمل أعراض مرض القلب المكسور ألمًا مفاجئًا في الصدر، وضيقًا في التنفس، وعدم انتظام ضربات القلب، وغالبًا ما تبدأ هذه الأعراض بعد حدث مثل الحزن أو الصدمة أو التوتر الجسدي الحاد. على عكس النوبة القلبية التي تسببها انسدادات في الشرايين، فإن اعتلال عضلة القلب تاكوتسوبو لا يسبب تلفًا دائمًا في أنسجة القلب وعادةً ما يكون قابلاً للعلاج بالعلاج المناسب.”
من هو الأكثر عرضة للإصابة بمرض القلب المكسور؟
هذا المرض أكثر شيوعًا بين النساء في منتصف العمر وكبار السن، ربما بسبب الاختلافات الهرمونية، بما في ذلك انخفاض مستويات هرمون الإستروجين. يتعافى معظم المرضى بشكل كامل في غضون أسابيع، ولكن بعضهم يعاني من مضاعفات مثل فشل القلب أو عدم انتظام ضربات القلب. يتم تحقيق إدارة جيدة من خلال تقليل التوتر، واستخدام حاصرات بيتا، وعلاج المحفزات الكامنة، وبالتالي هناك تركيز قوي على العلاقة الهامة بين الصحة العاطفية ووظيفة القلب.
المصدر: Times of India
