كشفت دراسة جديدة قامت بها مجموعة من العلماء، عن أسباب نمو شعر وأظافر بعض الناس بشكل أسرع من الآخرين.
ينمو شعر رأسنا في المتوسط، بمقدار سنتيمتر واحد شهريًا، بينما تنمو أظافرنا بمعدل يزيد قليلاً عن 3 ملليمترات. وعندما تُترك دون قص، يمكن أن ينمو شعرنا وأظافرنا إلى أطوال مذهلة.
يتكون الشعر والأظافر في الغالب من الكيراتين. ينمو كلاهما من خلايا المصفوفة تحت الجلد، وينمو من خلال أنماط مختلفة من انقسام الخلايا.
تنمو الأظافر بشكل مطرد من خلايا المصفوفة، التي تقع تحت الجلد عند قاعدة الظفر. وتنقسم هذه الخلايا، مما يدفع الخلايا القديمة إلى الأمام. مع نموها، تنزلق الخلايا الجديدة على طول فراش الظفر، وهي المنطقة المسطحة تحت الظفر والتي تبدو وردية اللون بسبب إمدادها الغني بالدم.
يبدأ الشعر أيضًا في النمو من خلايا المصفوفة، ليشكل في النهاية الجزء المرئي من الشعرة، وهو الساق. ينمو ساق الشعرة من جذر يقع تحت الجلد ويغلفه كيس يُعرف باسم بصيلات الشعر.
يحتوي هذا الكيس على إمداد عصبي (وهو السبب في أن انتزاع الشعرة مؤلم)، وغدد تنتج الزيت لتليين الشعر وعضلة صغيرة تجعل شعرك يقف عندما يكون الجو باردًا. وفي قاعدة الجريب توجد بصيلة الشعر، والتي تحتوي على الحليمة الشعرية المهمة للغاية التي تزود الجريب بالدم.
تنقسم خلايا المصفوفة بالقرب من الحليمة لإنتاج خلايا شعر جديدة، والتي تتصلب بعد ذلك وتشكل ساق الشعرة. مع تكوين خلايا الشعر الجديدة، يتم دفع الشعر لأعلى فوق الجلد وينمو الشعر.
لكن الحليمة تلعب أيضًا دورًا لا يتجزأ في تنظيم دورات نمو الشعر، حيث ترسل إشارات إلى الخلايا الجذعية للانتقال إلى قاعدة الجريب وتكوين مصفوفة الشعر. تتلقى الخلايا المصفوفية بعد ذلك إشارات للانقسام وبدء مرحلة نمو جديدة.
وحدد العلماء أربع مراحل لنمو الشعر وهي:
1.طور النمو، الذي يستمر من عامين إلى ثمانية أعوام.
2.طور الانتقال، عندما يتباطأ النمو، ويستمر لمدة أسبوعين تقريبًا.
3.طور الراحة، عندما لا يكون هناك نمو على الإطلاق.
4.يستمر هذا عادة من شهرين إلى ثلاثة أشهر.
5.طور التساقط، عندما يتساقط الشعر ويحل محله شعر جديد ينمو من نفس الجريب. يبدأ هذا العملية من جديد.
تمر كل بصيلة بهذه الدورة من 10 إلى 30 مرة في عمرها. إذا نمت جميع بصيلات الشعر بنفس المعدل ودخلت نفس المراحل في وقت واحد، فستكون هناك أوقات نكون فيها جميعًا صلعان. هذا لا يحدث عادة: في أي وقت معين، تكون شعر واحدة فقط من كل عشرة شعرات في مرحلة الراحة.
وفي حين نفقد نحو 100-150 شعرة يوميًا، فإن الشخص العادي لديه 100000 شعرة على رأسه، لذلك بالكاد نلاحظ هذا التساقط الطبيعي.
ما الذي يؤثر على سرعة النمو؟
الوراثة هي العامل الأكثر أهمية، في حين تختلف معدلات نمو الشعر بين الأفراد، فإنها تميل إلى أن تكون ثابتة بين أفراد الأسرة. تتأثر الأظافر أيضًا بالوراثة، حيث يميل الأشقاء، وخاصة التوائم المتطابقة، إلى أن يكون لديهم معدلات نمو أظافر مماثلة.
ولكن هناك أيضًا تأثيرات أخرى، فالعمر يحدث فرقًا في نمو الشعر والأظافر، حتى في الأشخاص الأصحاء. ويتمتع الأشخاص الأصغر سنًا عمومًا بمعدلات نمو أسرع بسبب تباطؤ التمثيل الغذائي وانقسام الخلايا المصاحب للشيخوخة.
ويمكن أن يكون للتغيرات الهرمونية تأثير. وغالبًا ما يعمل الحمل على تسريع معدلات نمو الشعر والأظافر، في حين أن انقطاع الطمث وارتفاع مستويات هرمون التوتر الكورتيزول يمكن أن يبطئ معدلات النمو.
كما أن التغذية تغير قوة الشعر والأظافر ومعدل نموها، في حين أن الشعر والأظافر يتكونان في الغالب من الكيراتين، إلا أنهما يحتويان أيضًا على الماء والدهون والمعادن المختلفة. مع استمرار نمو الشعر والأظافر، يجب تعويض هذه المعادن.
لذلك فإن اتباع نظام غذائي متوازن يتضمن العناصر الغذائية الكافية لدعم شعرك وأظافرك أمر ضروري للحفاظ على صحتهما.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة “ساينس أليرت” العلمية، يساهم نقص العناصر الغذائية في تساقط الشعر وتكسر الأظافر من خلال تعطيل دورة نموها أو إضعاف بنيتها. على سبيل المثال، تم ربط نقص الحديد والزنك بتساقط الشعر وهشاشة الأظافر.
المصدر: سبوتنيك