هنّ _ خاص
في عالم مليء بالمنافسة والتحديات، استطاعت نهلة أحمد سعيد العجيلي ونور سعيد أحمد العجيلي أن تتركا بصمة استثنائية في مجال الأزياء العمانية والخليجية. ومن خلال رؤية طموحة وشغف بتطوير المواهب المحلية، أطلقا مشروع “نوار إيليت” الذي بدأ من محل صغير في عام 2017، ليصبح اليوم منصة تحتضن نخبة من المصممات المبدعات.
في هذا الحوار، نسلط الضوء على رحلتهما، أبرز التحديات التي واجهتاها، وكيف حولتا رؤيتهما إلى نجاح مستدام يعزز مكانة المرأة العمانية في صناعة الأزياء.
كيف بدأت فكرة “نوار إيليت”؟ وما الذي ألهمكما لإنشاء منصة لدعم المصممات العمانيات؟
مع زيادة عدد المصممات العمانيات العاملات من المنزل، لاحظنا أن الكثير منهن يواجهن صعوبة في الوصول إلى جمهور واسع بسبب افتقارهن لمنافذ عرض احترافية. من هنا جاءت فكرة تأسيس بوتيك يجمع هذه المصممات تحت سقف واحد. كان هدفنا أن نوفر لهن منصة لعرض إبداعاتهن بطريقة تنافسية وجذابة، مع التركيز على توفير بيئة تساهم في إبراز مواهبهن.
الدافع الأساسي كان رغبتنا في دعم المرأة العمانية وتشجيعها على تحويل هوايتها إلى مشروع ناجح، وأن نكون جزءاً من قصص نجاحهن، ونساهم في بناء جسر يربط بين المصممات والجمهور.
ما هي أبرز التحديات التي واجهتماها أثناء افتتاح أول بوتيك؟ وكيف تغلبتما عليها؟
أكبر تحدٍ واجهناه كان اختيار الموقع المناسب. كنا نعلم أن نجاح البوتيك يعتمد بشكل كبير على وجوده في مكان حيوي يستقطب فئة كبيرة من الزبائن. بعد بحث مستمر، تمكنا من العثور على الموقع المثالي الذي ساعدنا في الوصول إلى شريحة واسعة من العملاء.
التحدي الآخر كان بناء الثقة مع المصممات، خاصة في البداية عندما كنا مشروعاً جديداً. ركزنا على تقديم خدمات ذات جودة عالية، والاهتمام بأدق التفاصيل لضمان رضاهن ورضا الزبائن.
كيف تصفان طبيعة العمل بينكما؟ وما هو سر نجاح شراكتكما؟
طبيعة العمل بيننا كانت دائماً مميزة بفضل مرونتنا وتفهمنا لطبيعة دور كل واحدة منا. نحن نحرص على تقسيم المهام بوضوح، ونتناقش بشكل يومي حول أدق التفاصيل لضمان سير العمل بسلاسة.
التواصل المستمر هو المفتاح. نحن نكمل بعضنا البعض، ونتخذ القرارات المشتركة بما يخدم مصلحة البوتيك. سر نجاح شراكتنا هو الثقة المتبادلة والإيمان برؤية المشروع.
ما العوامل التي ساهمت في توسع “نوار إيليت” إلى عدة فروع وزيادة عدد المصممات المشاركات؟
السر يكمن في السمعة التي بنيناها على مر السنين. التزامنا بالشفافية والأمانة مع المصممات، إلى جانب حرصنا على رضا الزبائن، كان من أهم عوامل النجاح.
أيضاً، نحن نحرص على توفير بيئة داعمة للمصممات، حيث نشاركهن في حل التحديات التي قد تواجههن. هذه العلاقة المبنية على الاحترام المتبادل والثقة جعلت “نوار إيليت” مكاناً مفضلاً للكثيرات.
كيف تختارون المصممات المشاركات في البوتيك؟ وما المعايير التي تعتمدونها؟
نحن لا نتبع معايير صارمة، بل نحرص على التنوع. في البوتيك لدينا مصممات مبدعات لهن شهرة واسعة وبصمة في مجال الأزياء، وأيضاً مصممات مبتدئات يجدن في “نوار إيليت” نقطة انطلاقهن الأولى.
التركيز الأساسي يكون على الجودة والإبداع، بغض النظر عن مستوى الخبرة. هدفنا هو إعطاء الفرصة لكل مصممة موهوبة لعرض أعمالها لجمهور أوسع.
هل تلقيتما دعماً من جهات محلية أو مبادرات حكومية خلال مسيرتكما؟
للأسف، لم نتلق أي دعم مباشر من الجهات المحلية أو الحكومية، ولكن هذا لم يكن عائقاً أمامنا. بالاعتماد على مواردنا الخاصة وتصميمنا، تمكنا من تحقيق النجاح وتوسيع أعمالنا.
ما رأيكما بحركة تصميم الأزياء في عمان اليوم؟
حركة الأزياء في عمان تشهد تطوراً كبيراً، وأصبح لدينا عدد لا يُستهان به من المصممات المبدعات اللواتي وصلن إلى مستويات تنافسية في الخليج والعالم.
هناك إبداع متجدد كل يوم، ونشهد تصاميم تجمع بين التراث والحداثة، مما يجعل الأزياء العمانية مميزة ومطلوبة.
كيف تسهم “نوار إيليت” في تمكين المصممات العمانيات؟
نعتبر “نوار إيليت” منصة لتسليط الضوء على مواهب المصممات العمانيات، من خلال عرض تصاميمهن لشريحة واسعة من العملاء، مما يتيح لهن فرصة تحقيق الاستقلال المالي وتطوير مشاريعهن.
نحن لا نقدم مساحة عرض فقط، بل نعمل على بناء علاقات طويلة الأمد مع المصممات، ونسعى لتقديم كل ما يمكن لدعم نجاحهن.
كيف تلخصين ما حققتموه حتى الآن؟
في عام 2017، كانت الانطلاقة من محل صغير للأزياء، لكن أحلامنا ورؤيتنا للمستقبل كانت أكبر بكثير. قررنا أن نجمع تحت سقف واحد إبداعات نخبة من مصممات الأزياء من سلطنة عمان والخليج. واليوم، في عام 2024، أصبح بوتيك “نوار إيليت” علامة فارقة في عالم الأزياء، حيث تعاملنا مع أكثر من 400 مصممة، ونفخر بثلاثة فروع تضم نخبة مكونة من أكثر من 200 مصممة.
لقد تمحورت إنجازاتنا حول دعم المواهب المحلية، وتعزيز التفاعل مع المجتمع، وتوسيع الشبكة المحلية، مع تنمية العلامة التجارية لتكون شاملة ومتنوعة، مما وفر مرونة مالية وفرصاً أوسع للمصممات.
ما النصيحة التي تقدمينها للشابات العمانيات الراغبات في دخول مجال ريادة الأعمال؟
سوق العمل مليء بالفرص، وأشجع كل شابة على البحث عن المجال الذي يتوافق مع شغفها وهواياتها. الأهم هو الإصرار والاستمرارية، فكل فكرة يمكن أن تتحول إلى مشروع ناجح إذا تم تطويرها بشكل جيد.
هل لديكما خطط مستقبلية أو مشاريع جديدة؟
“نوار إيليت” دائماً مليء بالمفاجآت. نحن نعمل باستمرار على توسيع خدماتنا وإطلاق أفكار جديدة تواكب احتياجات السوق.
طموحنا لا يتوقف عند حدود معينة. نهدف إلى تعزيز مكانة “نوار إيليت” كعلامة تجارية عالمية تمثل الإبداع والأصالة في الأزياء الخليجية.
ما الذي يعنيه النجاح لكما؟
النجاح بالنسبة لي هو تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وأن أساهم في دعم الآخرين وتمكينهم.
النجاح هو ترك أثر إيجابي في حياة من حولنا، وتحقيق إنجازات تفتخر بها الأجيال القادمة.
الانستغرام: noir_elite_