حظيت بذور الشيا بشعبية كبيرة بين محبي الصحة بفضل فوائدها العديدة، لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن هذه البذور يمكن أن تؤثر على الهضم عندما يتم تناولها بكميات كبيرة. إليكم كل ما تحتاجون إلى معرفته عن بذور الشيا وكيفية تأثير تناولها بكثرة على الهضم.

لماذا بذور الشيا؟

غنية بالألياف وأحماض أوميغا-3 الدهنية والبروتينات ومضادات الأكسدة، تشتهر بذور الشيا بقدرتها على تعزيز صحة القلب، ودعم فقدان الوزن، وتوفير طاقة مستدامة. ومع ذلك، كما هو الحال مع أي طعام، فإن الاعتدال هو المفتاح، خاصة عندما يتعلق الأمر بصحة الجهاز الهضمي. يمكن أن يكون لتناول بذور الشيا بكميات مفرطة تأثيرات غير مرغوب فيها على الهضم والصحة العامة. إليكم الأسباب:

الإزعاج الهضمي

من أبرز فوائد بذور الشيا هو محتواها العالي من الألياف. فملعقتان كبيرتان من بذور الشيا تحتويان على حوالي 10 جرامات من الألياف، وهو ما يعادل حوالي 40% من الكمية الموصى بها يوميًا للبالغين. الألياف مهمة للهضم لأنها تعزز حركة الأمعاء المنتظمة وتدعم صحة الأمعاء. ومع ذلك، فإن تناول كميات كبيرة من الألياف، خاصة إذا كنت غير معتاد عليها، يمكن أن يؤدي إلى إزعاج هضمي. يمكن أن يسبب تناول الألياف الزائدة الانتفاخ والغازات وحتى التقلصات البطنية. يحدث هذا لأن الجهاز الهضمي قد يواجه صعوبة في معالجة الزيادة المفاجئة في الألياف، مما يؤدي إلى تحميل الأمعاء. بالنسبة للأشخاص غير المعتادين على الأطعمة الغنية بالألياف، قد يؤدي ذلك إلى الإمساك أو الإسهال، حسب كيفية استجابة الجسم للزيادة في الألياف.

امتصاص الماء والتوسع

بذور الشيا لها القدرة الفريدة على امتصاص ما يصل إلى 12 مرة من وزنها في الماء. عند إضافتها إلى السائل، فإنها تشكل مادة هلامية يمكن أن تساعد في الترطيب وتوفير شعور بالشبع. ومع ذلك، عند تناولها بكميات مفرطة دون ترطيب كافٍ، قد تكون هذه القدرة على امتصاص الماء عواقب غير مرغوب فيها. يمكن لبذور الشيا أن تمتص الماء داخل المعدة، مما يتسبب في توسعها وإحداث شعور بالشبع أو الانتفاخ. إذا لم يكن هناك ما يكفي من السوائل في الجهاز الهضمي لاستيعاب توسع بذور الشيا، يمكن أن تصبح عالقة في الأمعاء، مما يؤدي إلى انسدادات أو إزعاج. هذا يمكن أن يزيد من تفاقم الأعراض مثل الانتفاخ، عسر الهضم، والإمساك، خاصة لأولئك الذين يعانون بالفعل من مشاكل هضمية.

زيادة خطر انسداد الأمعاء

على الرغم من أن بذور الشيا آمنة بشكل عام لمعظم الأشخاص عند تناولها بكميات معتدلة، فإن تناولها بكميات كبيرة، خاصة إذا لم يتم نقعها، قد يشكل خطرًا على انسداد الأمعاء. نظرًا لأن بذور الشيا يمكن أن تتوسع بسرعة عند ملامستها للماء، فقد تسبب انسدادًا في الجهاز الهضمي، خاصة إذا لم يكن لديها وقت كافٍ لامتصاص السائل قبل تناولها. قد يكون هذا مصدر قلق كبير للأشخاص الذين يعانون من بعض الحالات المعوية، مثل تاريخ من انسداد الجهاز الهضمي، داء الرتوج، أو مرض كرون. إذا تم تناول بذور الشيا دون نقعها أو ترطيبها بشكل كافٍ، فقد تؤدي إلى مشاكل هضمية أكثر خطورة.

اختلال التوازن الغذائي

على الرغم من أن بذور الشيا غنية بالعناصر الغذائية الأساسية مثل أحماض أوميغا-3 الدهنية والبروتين والمعادن، فإن تناولها بكميات مفرطة قد يؤدي إلى اختلال في تناول العناصر الغذائية. قد يؤثر ذلك بشكل غير مباشر على الهضم. الإفراط في تناول نوع واحد من الطعام، حتى لو كان مغذيًا مثل بذور الشيا، قد يؤدي إلى زيادة بعض العناصر الغذائية مع تقليص العناصر الأخرى التي تعد مهمة أيضًا لصحة الجهاز الهضمي. على سبيل المثال، قد يساهم تناول بذور الشيا بكثرة في زيادة الألياف، مما قد يتداخل مع امتصاص المعادن مثل الكالسيوم والحديد والمغنيسيوم. هذا يمكن أن يخلق اختلالًا يؤثر على وظيفة الجهاز الهضمي وامتصاص العناصر الغذائية بشكل عام.

التفاعل مع الأدوية

بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة، مثل الأدوية الخاصة بإدارة ضغط الدم أو مستويات السكر في الدم، قد تشكل بذور الشيا مخاطر عند تناولها بكميات مفرطة. قد يتفاعل محتوى أوميغا-3 العالي في بذور الشيا مع الأدوية المرققة للدم، في حين أن محتواها من الألياف يمكن أن يؤثر على كيفية امتصاص الأدوية الأخرى من قبل الجهاز الهضمي.

أشياء يجب مراعاتها:

• ابدأ بكميات صغيرة: إذا كنت جديدًا على بذور الشيا، ابدأ بكميات صغيرة وزيّد تدريجيًا تناولك لها. هذا يعطي جهازك الهضمي الوقت للتكيف مع محتوى الألياف المرتفع.
• نقع بذور الشيا: يساعد نقع بذور الشيا قبل تناولها في امتصاص الماء، مما يجعلها أسهل في الهضم. كما يقلل من خطر توسعها في المعدة أو الأمعاء.
• شرب الكثير من الماء: دائمًا ما يجب تناول بذور الشيا مع كمية كافية من الماء لتساعدها على التوسع بأمان ولتسهم في عملية الهضم.
• الحفاظ على نظام غذائي متوازن: رغم أن بذور الشيا صحية، من المهم تضمين مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالألياف في نظامك الغذائي لضمان حصولك على مجموعة واسعة من العناصر الغذائية.

المصدر: تايمز أوف إنديا