هنّ _ خاص
صابرة الشكيلية، هي رائدة أعمال عمانية تميزت في مجال صناعة المنتجات الغذائية الصحية المعتمدة على التمور، وهي المديرة التنفيذية لمؤسسة الشكيلية للتمور. استوحت صابرة فكرة شركتها بعد تقاعدها لتبدأ رحلتها في تطوير بدائل صحية محلية تحمل بصمة عمانية، و بفضل إصرارها على الابتكار والتميز، استطاعت خلال السنوات الست الماضية أن ترسخ اسمها في سوق التمور وتطرح منتجات فريدة تلبي احتياجات مختلف الفئات العمرية، مع تركيزها على تقديم خيارات صحية ومناسبة لمرضى السكري والأطفال. في هذا الحوار، تكشف صابرة عن بدايات مشروعها وأهم التحديات التي واجهتها، فضلًا عن أحلامها المستقبلية.
البداية.. والإنطلاقة
تعود فكرة مشروع صابرة إلى عام 2017، حين اقترحت والدتها عليها أن تبدأ العمل في التمور نظرًا لشغفها الكبير بها واهتمامها بالخلطات التي يمكن ابتكارها. بدأت صابرة بتطوير الفكرة عبر دراسة السوق المحلي والإقليمي، ولاحظت وجود نقص في المنتجات التي تستخدم التمر كبديل للسكر. ومن هنا، رأت فرصة لتقديم بدائل غذائية صحية تناسب احتياجات الأمهات والأطفال، خاصة مع ارتفاع معدلات السمنة والسكري.
تمريلا.. منتج مبتكر
أبرز منتجات صابرة هو “التمريلا”، كريمة الكاكاو المحلاة بالتمر كبديل للكريمات السكرية الصناعية. استغرق تطوير هذا المنتج ثلاث سنوات حتى تم فحصه واعتماده. تلاها منتجات أخرى مثل الجرانولا، صلصة الطماطم بالتمر والأعشاب الإيطالية، توفي التمر، وطحينيات، جميعها تتميز بجودتها ومكوناتها الطبيعية والعضوية. جاءت فكرة “التمريلا” عندما كانت صابرة تتناول الإفطار مع أولادها، حيث تساءلت عن إمكانية استبدال السكر بالتمر في هذه النوعية من المنتجات. ومن هنا، بدأت في تطوير المنتج وتقديمه لطلاب المدارس الذين أبدوا إعجابهم به، ومن ثم تم طرحه في الأسواق بعد إجراء الفحوص اللازمة.
التحديات مفتاح النجاح
واجهت صابرة تحديات عديدة، من بينها عدم تقبل العائلة لفكرة عملها في التجارة، بالإضافة إلى صعوبات في الحصول على بعض المكونات، والتسويق، وارتفاع الأسعار، وتقلبات السوق. ومع ذلك، تمكنت من التغلب على هذه التحديات بفضل إصرارها ورغبتها في تقديم منتجات صحية، خاصة للأطفال ومرضى السكري. تؤمن صابرة أن الجودة والمصداقية، بالإضافة إلى الاهتمام بآراء المستهلكين، هي مفاتيح النجاح في تطوير المنتجات وتحقيق الرضا.
الحلم كبير
تحلم صابرة بإنشاء معمل خاص لخط إنتاج يمكنه التصدير محليًا وإقليميًا وعالميًا. بالإضافة إلى ذلك، تخطط لفتح قسم مخصص للأطعمة والمشروبات الطبيعية المصنوعة من التمر للأطفال، وأصحاب اللياقة البدنية، ومرضى السمنة والسكري. تهدف منتجاتها إلى تعزيز مكانة تمور عمان، وخاصة تمر الخلاص، الذي يتمتع برواج كبير داخل السلطنة وخارجها، وتسعى لتعريف المستهلكين بأهمية التمور العمانية وكيفية استغلالها في صناعة منتجات مبتكرة.
الإقبال على المنتج العماني
تشير صابرة إلى أن ثقافة المستهلكين تجاه المنتج العماني قد تغيرت. في الماضي، كان هناك تخوف من المنتجات المحلية، خاصة إذا كانت من إنتاج أسر صغيرة. ولكن اليوم، بفضل الدعم الكبير من الحكومة العمانية، والترويج من خلال المعارض والمقابلات، أصبح هناك إقبال أكبر على المنتجات المحلية.
نصيحة لكل عمانية
تنصح صابرة كل امرأة عمانية بالثقة بالنفس فيما تقدمه للناس، وأن يكون لديها حب وشغف وإتقان لما تقوم به. وتؤكد أنه لا يوجد مستحيل، وأن الإيمان بالقدرات هو الطريق للوصول إلى النجاح. كما تشجع المرأة على ان تحيط نفسها بالأشخاص الإيجابيين والناجحين الذين يساعدونها في تحقيق أهدافها.
كلمة للمرأة العمانية
تقول صابرة: “المرأة العمانية هي عماد الوطن، وهي اليد المعطاءة التي تصنع الأجيال بقيم ومبادئ وطنية. يجب أن تحفز الجيل القادم على التقدم والاعتماد على أنفسهم في العمل الحر وتخطي الصعاب بثقة وثبات.”
الإنستغرام tamriel_om@