هنّ _ خاص
نسيباء عبدالله الهنائية هي مصممة أزياء عمانية بارعة، استطاعت ترك بصمة مميزة في عالم الأزياء من خلال استخدام الليسو العماني في تصاميمها. ورغم أنها تحمل شهادة بكالوريوس في إدارة الطيران، إلا أن شغفها بالأزياء دفعها لدخول هذا المجال في عام 2020، أثناء جائحة كورونا. بفضل أفكارها المبتكرة وجرأتها في استكشاف تصاميم جديدة، أصبحت نسيباء واحدة من أبرز المصممات في هذا القطاع، حيث عكست تصاميمها الهوية العمانية بأسلوب عصري. وقد تميزت بأنها أول مصممة تركز على الملابس التي ترتديها المرأة العمانية داخل منزلها، في حين أن معظم المصممات يركزن على العباءة والأزياء الخارجية. في هذا الحوار نقترب من طبيعة عملها ونتعرف إلى إنجازاتها.
متى بدأتِ تصميم الملابس، خاصةً وأن هذا المجال بعيد عن تخصصك في إدارة الطيران؟
بدأتُ في تصميم الملابس ودخول هذا المجال في عام 2020، خلال فترة جائحة كورونا. ورغم التحديات التي واجهتنا، كانت بدايتي ناجحة بفضل الله، حيث كنتُ من أوائل المصممين الذين استخدموا الليسو العماني في تصاميمهم. كانت البداية بسيطة، بتصميم ملابس باستخدام ليسو الكانجا (بالعماني بو فتقة)، وهو ما لم يكن مألوفًا للعديد من الناس. وقد كانت هذه الفكرة جديدة وغريبة، مما أسفر عن إقبال سريع من قبل الجمهور، نظرًا لأن هذه الملابس مخصصة للاستخدام في المنزل والتجمعات.
توجهتُ بشكل خاص إلى تصميم الملابس الداخلية للمنزل، بدلاً من الملابس الخارجية التي قد تكون أفكارها تقليدية ومعروفة حيث توفر الملابس المنزلية فرصة كبيرة للتنوع، مثل الأزياء اليومية، وملابس التجمعات العائلية، وملابس يوم الجمعة، وغيرها من الأوقات التي تتطلب تصاميم مختلفة تتناسب مع كل مناسبة.
ولماذا اخترت تصميم الليسو بالتحديد؟
بصراحة، كانت بدايتي بالصدفة. كنت أملك حساباً عاماً على مواقع التواصل أعرض فيه بعض الملابس التي أصممها لنفسي. وفي إحدى المرات، نشرت صورة لي وأنا أرتدي لباساً مزيناً بالليسو والكانجا، وفجأة، لاحظت تفاعلًا كبيراً على حسابي. الجميع كان يسأل عن التصميم ويرغب في الحصول على نفس القطعة. لم تتوقف الرسائل أبداً. شجعني أهلي وزوجي على استثمار هذا الاهتمام، فقررت البدء بطرح مجموعة صغيرة. وبالفعل، تم بيعها خلال أقل من 10 دقائق! ومنذ ذلك الحين، واصلت إطلاق تصاميم جديدة بشكل يومي، حتى كوّنت قاعدة من العملاء والمتابعين الحقيقيين.
حدثينا عن مميزات الليسو العماني الذي تصممينه.. وكيف قمت بتطويره؟
الليسو العماني هو عبارة عن شيلة أو لحاف يتميز بمقاساته الخاصة من حيث الطول والعرض، وهو جزء لا يتجزأ من حياة المرأة العمانية داخل المنزل، حيث لا يخلو أي بيت عماني من الليسو بألوانه وأشكاله المتنوعة. بدأت فكرتي بتطوير الليسو عندما خطرت لي إمكانية تحويله إلى جلابية، ثم بدأت بإدخال تفاصيل جديدة عليه مثل شغل الشك الفولك والخرز، وهي أعمال يدوية نقوم بتنفيذها في المشغل، على الليسو نفسه وعلى الأكمام. لاحقاً، دمجت الليسو مع الأقمشة السادة وأضفت إليه لمسات من الشك وغيرها من التفاصيل، وهكذا تستمر الأفكار في التولد بشكل تلقائي.
بماذا تتميز تصاميمك عن الأخرى الموجودة في السوق؟
ما يميز تصاميمي عن غيرها في السوق هو أنني حافظت على الشكل الأصلي لليسو دون تغييرات، حيث أستخدم الليسو العماني الحقيقي في تصاميمي وأظهره بطبيعته الأصيلة. أضفت بعض اللمسات الخاصة، لكن دون المساس بجوهره أو تغيير شكله. إذا نظرتِ إلى تصاميمي، ستجدين أن الليسو يظهر دائمًا بصورته الأصلية دون أي تزييف أو تعديل.
حدثينا عن إنجازك الأخير مع دار الحرفية؟
من أبرز إنجازاتنا في عام 2024 هو الحصول على ثقة دار الحرفية وتوقيع اتفاقية تعاون معها. هذا الاتفاق يعد خطوة مهمة في مسيرتنا نحو النجاح، حيث أصبحنا الموردين والمصممين الرسميين للأزياء التقليدية المصنوعة من الليسو العماني لدار الحرفية. وسيتم قريبًا افتتاح فرع في مطرح يحتوي على ركن خاص بهذه الملابس.
تتضمن الاتفاقية توريد ملابس تقليدية مصنوعة من الليسو العماني بطرق مبتكرة تستهدف السياح في عمان. على سبيل المثال، سيتم تصميم قمصان، بناطيل، تنانير، وفساتين باستخدام الليسو العماني، مما يجعلها مناسبة للارتداء والشراء من قبل السياح، لتعزيز نشر ثقافة الليسو العماني على المستوى العالمي وليس المحلي فقط.
هل تفكرين بالتوسع إلى مجالات أخرى غير الليسو؟
في الوقت الحالي، أركز على تصميم الليسو العماني لأنه الأكثر طلبًا. ولكن، قد أفكر في التوسع مستقبلاً إن شاء الله.
هل واجهتِ أية عقبات خلال ترويج مشروعك؟
بالطبع، لا يخلو أي مشروع من التحديات. لكنني كنت دائمًا أركز على الجانب الإيجابي وكيف يمكنني تعزيز سمعة مشروعي وزيادة انتشاره بين أكبر عدد من الناس. لم أقم بإعلانات مدفوعة على الإطلاق؛ بل استطعت كسب زبائني من خلال تقديم جودة عالية. زبائني هم أفضل وسيلة لترويج مشروعي، حيث كانوا يقومون بذكر حسابي على منصاتهم العامة، مما ساهم في انتشار علامتي. الحمد لله، أصبحت لدي قاعدة زبائن قوية، وعلى الرغم من أن عدد متابعيني على إنستجرام قد يبدو بسيطًا للبعض، إلا أنهم متابعون وزبائن حقيقيون.
أخيراً ما هي خطواتك القادمة؟
أطمح للتوسع أكثر في دول الخليج، فقد لاحظت وجود اهتمام كبير من الزبائن هناك. وأيضًا أسعى لتوسيع مشغلي وإنشاء صالة عرض قريبة من زبائني.