هنّ _ خاص
تُعتبر سهى موسى البلوشي واحدة من الرائدات العمانيات في عالم تصميم المجوهرات، حيث أسست علامتها الفريدة “الأسرار” للمجوهرات الفاخرة والعصرية عام 2020. تتميز تصاميم “الأسرار” بجودتها العالية، مما يجعلها قطعًا فنية تتوارث عبر الأجيال، وتعكس إحساسًا بالرقي والأناقة المرحّة. تُصنع هذه المجوهرات من المعادن الثمينة والأحجار الكريمة واللآلئ والألماس، وتعكس شغف سهى بتشكيل الأحجار الكريمة، الذي بدأ كهواية ثم تطور ليصبح مسارًا نحو النجاح. قصتها تشكل مصدر إلهام للعديد من النساء العمانيات، وندعوكم للتعرف على تفاصيل رحلتها في السطور القادمة.
كيف كانت بدايتك في تأسيس علامة “الأسرار”؟ وما الذي ألهمك للتركيز على المجوهرات الفاخرة؟
بدأت رحلتي في عام 2020 حينما أطلقت علامة “الأسرار”، والتي جاءت كثمرة لجهودي المستمرة في تطوير نفسي وتحسين مهاراتي الشخصية. كان شغفي بتشكيل الأحجار الكريمة هواية قديمة ألجأ إليها للاستمتاع والاسترخاء بعيداً عن ضغوط الحياة، حيث كنت أقوم بتصميم أساور يومية ومسابيح، واستخدمها لي أو لطفلتيّ أو كهدايا لأصدقائي. ومع مرور الوقت، بدأت أركز أكثر على تطوير هذه المهارة، فخطوت خطواتي الأولى بتواضع، وبتوفيق من الله، استمررت حتى ظهرت علامة “الأسرار” بجودة واحترافية عالية.
ما الذي يميز تصاميم “الأسرار” عن غيرها من العلامات التجارية في عالم المجوهرات؟ وكيف تعكس الأحجار الكريمة الطبيعية رؤيتك؟
تتفرد علامة “الأسرار” بتقديم مزيج من الفن، الأصالة، والإبداع من خلال قطع فاخرة ومتعددة الاستخدامات، حيث تزداد قيمتها مع مرور الوقت، لتصبح إرثًا يتوارث عبر الأجيال. هذه المجوهرات ليست مجرد زينة، بل تضيف لمن يرتديها شعورًا بالتجدد، الحيوية، والفخامة. كما نقدم خدمة خاصة لنحت وتشكيل الأحجار الكريمة بناءً على رغبة العميل، ويتم تنفيذ التصميم باستخدام معادن مثل الذهب، البلاتين، أو الفضة، وفقًا لاختياراتهم الشخصية.
ماذا يعكس اختيار اسم “الأسرار” لعلامتك التجارية؟
اختيار اسم “الأسرار” يعكس عمق الفكرة وراء علامتي التجارية، فالله سبحانه أودع في خلقه الكثير من الأسرار التي نسعى لفهمها. الأحجار الكريمة، التي تعتبر كنوزًا ثمينة من باطن الأرض، تحمل في طياتها العديد من الأسرار والفوائد. على مر التاريخ، كان الإنسان يسعى لاكتشاف خواصها وفهم معانيها. لذلك، أؤمن أن كل قطعة مجوهرات، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، تحمل في داخلها سرًا خاصًا، وتصبح أكثر تميزًا عندما يضع العملاء لمستهم الشخصية وأسرارهم فيها.
كيف تستلهمين أفكار تصاميمك؟ وهل هناك عناصر معينة تجدين فيها مصدر إلهام مستمر؟
أستلهم أفكاري من جمال الطبيعة وتجدد عناصرها، ومن دورة الحياة بكل تفاصيلها. كما يشكل التاريخ العماني، العربي، والعالمي مصدر إلهام غني بالنسبة لي، بالإضافة إلى الفنون المتنوعة مثل الرسم، الموسيقى، والسينما. إضافة إلى شخصيات الأنبياء، الحكماء، الملوك، والسلاطين في جميع الحضارات فقد كانت المجوهرات جزء لا يتجزأ من كل حُقبة. تلهمني أيضًا العلامات الشهيرة في عالم تصميم المجوهرات، خاصة قصص نجاحها وتاريخ تطورها. كل هذه العناصر تندمج لتضفي على تصاميمي طابعًا فريدًا يجمع بين الأصالة والحداثة.
ما هي التحديات التي واجهتك وكيف تغلبت عليها؟
التحديات كانت دائمًا حاضرة، خاصة مع كل خطوة جديدة نحو الأعلى. لكنها كانت أيضًا فرصة لصقل مهاراتي ومهارات فريق العمل. التحدي الأكبر كان كيفية جذب انتباه المجتمع العماني الذي يتمسك بشدة بالذهب التقليدي المصنوع من ذهب عيار 21. وللتغلب على ذلك، خصصنا جزءًا من الإنتاج لابتكار قطع فنية تقليدية مطورة تتميز بدمج الأحجار الكريمة والألماس مع ذهب عيار 21، مما أتاح لنا تقديم تصاميم تحتفظ بالنكهة التقليدية مع لمسة عصرية. كما أصبحت علامتنا متميزة في تقديم الخواتم الفاخرة، سواء كانت للزواج أو كهدايا شخصية. أرى أن التحدي الحقيقي يكمن في الاستمرارية والتفوق في عالم مليء بالمحتوى المتنوع محليًا وعالميًا، لكني أؤمن بأن الشغف والإخلاص في العمل يحققان التميز ويصلان إلى من يستحقه.
كيف ترين دور المرأة العمانية في عالم الأعمال اليوم؟ وكيف تعكس قصتك هذه الروح القوية للمرأة العمانية؟
المرأة العمانية اليوم أصبحت مصدر إلهام عالمي، حيث أثبتت نفسها في مختلف المجالات بفضل عزيمتها وروحها القوية. وأنا أشعر بالفخر الشديد برؤية النساء العمانيات وهن يتقدمن بقوة وطموح في ظل القيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق حفظه الله، والسيدة الجليلة عهد. لقد قدما لنا نموذجًا رائعًا في المثابرة والعمل من أجل مستقبل واعد لعمان، يتماشى مع رؤية عُمان 2040. قصتي الشخصية هي انعكاس لهذا الطموح، حيث عملت بجد لتأسيس علامة “الأسرار”، مواكبةً للتحديات ومستلهمةً من طموح المرأة العمانية العصرية التي تسعى لتحقيق النجاح والابتكار.
ما هو أكثر تصميم أو حجر كريم يعني لك شخصيًا في مسيرتك الإبداعية؟ ولماذا؟
هذا سؤال محير حقًا، فكل حجر كريم له مكانة خاصة في قلبي. لكن الحقيقة أنني أميل في مراحل معينة من حياتي إلى أحجار محددة أجد فيها إلهامًا جديدًا. في الوقت الحالي، أشعر بشغف عميق تجاه حجر الأكوامارين (ماء البحر)، وهو الحجر الذي يجذبني بشكل كبير. أحتفظ بقطعة خام منه على طاولتي، أتأملها يوميًا، وأغوص في تفاصيله، مما يدفعني لتصميم قطع مستوحاة منه. هذا الشغف يتجلى في مجموعة خاصة أعمل عليها للرجال والنساء وحتى الأطفال، حيث أشعر وكأني أحتفل بهذا الجمال الخلاب الذي خلقه الله. في “الأسرار”، نحرص على تقديم هذه الأحجار بطريقة فنية تلامس القلوب وتضيف لمسة من الفخامة في الحياة اليومية.
ما هو أكثر إنجاز تفخرين به منذ تأسيس “الأسرار” وما الذي يعنيه لك؟
أكثر ما أفخر به منذ تأسيس “الأسرار” هو محبة الناس وثقتهم وتشجيعهم المستمر، فذلك يشكل بالنسبة لي إنجازًا لا يقدر بثمن. بالإضافة إلى ذلك، حصول علامة “الأسرار” على جائزة Signature العام الماضي ودخولها ضمن قائمة أفضل 100 علامة فاخرة في سوق عمان يعدان من أبرز النجاحات التي حققناها. هذا النجاح يعكس الجهد الكبير الذي بذلناه، ويعني لي الكثير على المستوى الشخصي والمهني؛ فهو تأكيد على أن الإبداع والعمل الجاد يُثمران، ويدفعني للاستمرار في تقديم الأفضل.
ما هو أكبر درس تعلمته خلال رحلتك في ريادة الأعمال؟ وكيف أسهم في تعزيز نجاحك؟
أكبر درس تعلمته خلال رحلتي في ريادة الأعمال هو أهمية التركيز والاستمرارية، فهما من أسرار النجاح الحقيقية. وضع استراتيجية مدروسة وواضحة لنمو المشروع يسهم في دعم تركيزي، مما يساعدني على متابعة الطريق بعيدًا عن المشتتات والمقارنات. من خلال ذلك، يمكن لمشروعي أن يجد مكانه بين المشاريع الناجحة والمتطورة، لأن القمة تتسع لكل من يواصل ويحقق التقدم. كل مستوى أبلغُه يعزز من قدرتي على الوصول للأفضل.
ما هي رسالتك للمرأة العمانية الطموحة في يوم المرأة العمانية؟ وكيف ترين مستقبل صناعة المجوهرات؟
رسالتي للمرأة العمانية في يوم المرأة العمانية هي أن تثق بنفسها، وأن تدرك أنها قادرة على تحقيق أهدافها. يجب أن تكون مؤمنة وشجاعة، وأن تسعى باستمرار؛ فالتحديات تصقل الذكاء، والنجاح يتحقق بالاستمرارية.
أما بالنسبة لمستقبل صناعة المجوهرات، فهو يحمل الكثير من التحديات، خاصة مع التقدم التكنولوجي والرقمي الذي نشهده. ومع ذلك، هذه التحديات تفتح آفاقًا جديدة للتوسع والانتشار أمام المبدعين، مما يمنحهم فرصًا رائعة للتطور والابتكار.
أين ترين “الأسرار” بعد خمس سنوات؟ وما هي أحلامك وطموحاتك للمستقبل؟
أرى “الأسرار” بعد خمس سنوات كعلامة بارزة تتواجد في الأسواق والمنصات المحلية والعالمية، وأن تكون حاضرة في محافل ومعارض المجوهرات على مستوى العالم. أتمنى أن تصبح العلامة عنصرًا فعالًا في المجتمع، وأن تُسهم في تحقيق رؤية عمان لصناعة واقع أفضل. طموحاتي تتضمن الاستمرار في الابتكار وتوسيع نطاق تصاميمنا، مع الحفاظ على القيم الأصيلة التي تميزنا.
حساب الانستغرام: al.asrar.3