هنّ _ خاص
في عالم التصوير، هناك من يلتقطون الصور وهناك من يجعلون الصور تنبض بالحياة. رقية الزعابية، مصورة عمانية بارزة، اختارت عدستها لتكون شاهدة على عالم الخيول، ليس فقط كفنانة تلتقط جمالها، بل كشريكة في حياتها. رقية لم تتوقف عند حدود التصوير، بل أصبحت مالكة لأحد هذه الخيول الجميلة، الذي حقق المركز الثالث في مشاركته الأولى في بطولة ظفار المحلية لجمال الخيل. الخيل بالنسبة لرقية هو أكثر من مجرد موضوع تصوير، فهو صديقها الدائم وملاذها المفضل بعد يوم عمل طويل. في هذا الحوار، نتعمق أكثر في قصتها وعلاقتها الوثيقة بالخيول.
1. كيف بدأ حبكِ للخيول، وهل كان هذا الشغف مرتبطًا بالتصوير منذ البداية
حبي للخيول بدأ منذ وقت طويل. كنت مفتونة بجمالها وعظمتها، ولكنني لم أفكر في ربط هذا الشغف بالتصوير حتى أصبحت أكبر. مع الوقت، وجدت أن تصوير الخيول هو الطريقة المثلى للتعبير عن حبي لها. من خلال العدسة، يمكنني التقاط لحظات سريعة ومميزة تُظهر الجمال الطبيعي والقوة التي تمتلكها هذه الكائنات الرائعة.
2. ما هي التحديات التي واجهتكِ في تصوير الخيول؟ وكيف تعاملتِ معها في رحلتكِ كمصورة؟
تصوير الخيول تحدٍ بحد ذاته. يجب أن تكون لديك القدرة على التكيف مع تحركاتها السريعة وفهم سلوكها لتلتقط الصورة المثالية. أحيانًا تحتاج إلى الصبر لساعات طويلة للحصول على اللحظة الصحيحة. تعلّمت أن أكون هادئة أمام الخيول حتى أتمكن من التقرب منها دون أن تشعر بالتوتر. أيضًا، الضوء الطبيعي هو عنصر مهم جدًا في تصوير الخيول، لأنه يعكس جمالها وملمسها بطريقة لا يمكن لأي ضوء صناعي تحقيقه.
3. كيف كان الانتقال من مصورة خيول إلى مالكة لحصانكِ الخاص؟ وهل كان قرار امتلاكه نتيجة شغفكِ بالتصوير أم العكس؟ في الحقيقة، قرار امتلاك حصان كان نتيجة شغفي العميق بالخيول، والذي نما مع كل جلسة تصوير قمت بها. عندما أصبحت جزءًا من هذا العالم الجميل، شعرت بالحاجة إلى أن أكون أقرب إلى الخيول، وليس فقط من خلال العدسة. امتلاك حصان منحني فرصة لفهم هذه الكائنات على مستوى أعمق، وهذا ما جعل تجربتي كمصورة أكثر ثراءً. حصاني ليس مجرد موضوع تصوير بالنسبة لي، بل هو صديقي ورفيقي، خاصة بعد يوم عمل طويل.
4. حدثينا عن تجربة حصانكِ في أولى مشاركاته في بطولة ظفار الوطنية لجمال الخيل العربية. كيف كانت الاستعدادات وما هو شعوركِ بعد الفوز بالميدالية البرونزية؟
المشاركة في بطولة ظفار الوطنية كانت فرص جميلة للحصان، خصوصًا أنها كانت أولى مشاركاته في مثل هذه المسابقات. التحضيرات كانت مكثفة، حيث كان علينا التأكد من أن الحصان في أفضل حالة بدنية وجمالية. بعد شهور من التدريب والاهتمام بالتفاصيل، كان يوم المسابقة مليئًا بالتوتر والإثارة. لحظة الإعلان عن فوز حصاني بالمركز الثالث في أول مشاركة له كانت من أجمل لحظات حياتي. لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل للسيدة ظبية البوسعيدية وعمر الحراصي على تشجيعهما المتواصل ودعمهما لي خلال فترة التدريب. الفخر الذي شعرت به لا يمكن وصفه.
5. ما هي الدروس التي تعلمتها من تجربة امتلاك حصان والمشاركة في مسابقات جمال الخيل؟ وهل أثرت هذه التجربة على أسلوبكِ في التصوير؟
امتلاك حصان علمني الكثير من الصبر والمسؤولية. الخيل تحتاج إلى رعاية مستمرة وعناية بالتفاصيل، وهذا ما أثر أيضًا على أسلوبي في التصوير. أصبحت أكثر دقة وتركيزًا على التفاصيل في صوري، كما أنني أصبحت أفهم الخيل بشكل أعمق، مما يساعدني على التقاط صور تعبر عن شخصيتها وروحها، وليس فقط عن جمالها الخارجي.
6. ما هو دور الخيل في حياتك اليومية؟ وهل تعتبرينها مصدر إلهام لكِ في عملكِ كمصورة؟
بالتأكيد. الخيل بالنسبة لي هو صديق دائم وملاذي بعد يوم طويل من العمل. قضاء الوقت مع حصاني يعطيني شعورًا بالراحة والهدوء. أحبه لأنه يعكس نقاء الطبيعة ويمنحني الإلهام لأكون أفضل في عملي كمصورة. إنه ليس مجرد حصان بالنسبة لي، بل هو جزء من حياتي اليومية وأحد أسباب سعادتي.
7. ما هي طموحاتكِ المستقبلية في مجال التصوير وامتلاك الخيول؟ وهل لديكِ خطط لتوسيع مشاركاتكِ في المسابقات أو المشاريع الفنية؟
بالتأكيد، لدي طموحات كبيرة للمستقبل. أخطط لمواصلة المشاركة في مسابقات جمال الخيل على المستوى المحلي والدولي. أطمح لإقامة معرض فني يركز على جمال الخيول العمانية ويعرض جانبًا من التراث العماني المرتبط بها.
8. ما هي النصيحة التي تقدمينها لمحبي الخيول والمهتمين بتصويرها؟
أولاً، يجب أن تفهم روح الخيل قبل أن تبدأ في تصويرها. العلاقة بين المصور والخيل هي علاقة احترام وثقة. الخيل مخلوقات حساسة جدًا، وإذا كنت هادئًا وصبورًا معها، ستحصل على صور مدهشة تعكس جمالها الداخلي والخارجي. بالنسبة لمن يرغب في امتلاك خيل، يجب أن يكون مستعدًا لتحمل المسؤولية والاهتمام الدائم، لأن الخيل تستحق الأفضل.
رمز للإبداع
بموهبتها الفريدة وعدستها التي ترى ما وراء العين المجردة، تواصل رقية الزعابية إبراز جمال الخيول بطريقة لا يمكن أن يحققها سوى شخص عاشق لها. سواء في ميادين الجمال أو خلف الكاميرا، تبقى رقية رمزًا للإبداع والشغف في عالم التصوير وسباقات الخيل.